أكد وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الإثنين، أن بلاده "تقف في وجه الحصار بشكل قوي بعد أن طورت علاقتها بالأسرة الدولية".
جاء ذلك خلال كلمه له في افتتاح النسخة الثالثة من الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي بواشنطن، والمقررة أن تنتهي اليوم.
حضر الجلسة رفيعة المستوى مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، ووزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، ووزير المالية القطرية علي شريف العمادي.
وأكد وزير خارجية قطر، تطلع بلاده إلى توسيع العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية مع واشنطن في 2021.
وتوجه الوزير القطري بالشكر إلى الولايات المتحدة على دعمها للوساطة الكويتية لرفع الحصار على أساس احترام سيادة واستقلال دولة قطر، مؤكدا أن سياسة قطر الخارجية ما زالت تعكس قيم السلام والاستقرار والازدهار وهي العناصر التي تمثل قيمنا الوطنية".
وأضاف: "استنادا إلى هذه القيم، فإن قطر لا تقف في هذه الظروف صامدة فحسب، بل قوية أيضا بعد أن عززت علاقاتها مع المجتمع الدولي إلى مستويات غير مسبوقة".
وقال وزير الخارجية: "رغم التحديات الإقليمية، بما في ذلك الحصار المستمر ضدنا، فقد تعزز تعاوننا بشكل مستمر منذ عقدنا أول حوار استراتيجي قطري أمريكي في يناير (كانون ثان) 2018".
واندلعت الأزمة الخليجية، في 5 يونيو/ حزيران 2017، وقطعت إثرها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الدول الأربع بمحاولة فرض السيطرة على قرارها السيادي.
وحتى اليوم، لا توجد بوادر لحل الأزمة رغم محاولات الوساطة.
وعن الحوار الاستراتيجي، قال وزير خارجية قطر: "نحن في هذه الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي لا نعمل على تقوية التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني القائم بيننا فحسب، بل أيضا على توسعته ليشمل مجالات لها ذات القدر من الأهمية مثل التعليم والثقافة والتنمية".
وتابع: "شراكتنا التجارية لا تزال قوية، وهي بالفعل قوية أكثر من أي وقت مضى".
وأشار في هذا الصدد إلى أن قطر استثمرت أكثر من 200 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وكانت الولايات المتحدة مستثمرا أساسيا في تنمية قطر.
وأوضح أن "هذا الاستثمار يُترجم إلى عشرات الآلاف من الوظائف وفرص تغيير الحياة لشعبنا، ونتطلع إلى توسيع هذه العلاقات، من خلال أحداث ترويج التجارة والاستثمار القادمة".
وأضاف الوزير: "نتطلع أيضا إلى مناقشاتنا المقبلة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وإلى التأكيد مجددا على التزاماتنا بتعميق الشراكة في مجالات تشمل أيضا المصالح السياسية والإقليمية المشتركة".
وتابع "سنناقش أيضا مجموعة من القضايا الدفاعية والأمنية بما في ذلك المصالح المشتركة وفرص التعاون الإقليمي وآليات مواجهة ودحر التهديدات الخبيثة التي تحدق بنا".
وأكد آل ثاني أن "قطر والولايات المتحدة تتفقان على أن مثل هذه التهديدات تأتي ضمن أكبر التحديات التي تواجهها اليوم رؤيتنا المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام".
وأضاف: "تساهم الجهود الكبيرة التي نبذلها والتقدم الذي نحرزه في احترام الضمانات المتبادلة والعمل على تحييد خطر الإرهاب بشكل كبير في جعل العالم أكثر أمانا".
وعقد الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الأول في واشنطن، في 30 يناير/ كانون ثان 2018، وشهد التوقيع على مذكرة تفاهم، تم الاتفاق بموجبها على تحويل الحوار الاستراتيجي بين البلدين إلى حوار سنوي يعقد كل عام مرة بإحدى عاصمتي الدولتين.
وانعقدت نسختان من الحوار القطري الامريكي، أولهما بواشنطن في 2018 والثانية بالدوحة 2019.
وفي سياق آخر، أشار وزير خارجية قطر إلى أن التقدم في المصالحة الأفغانية يعكس مدى التعاون المشترك بين البلدين.
ورأى وزير خارجية قطر أن "خطوات التقدم المُحرزة في أفغانستان تعكس أيضًا الجهود الأمريكية المستمرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ككل".
وشهدت الدوحة، في 29 فبراير/ شباط الماضي، توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية و"طالبان" يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
وتعاني أفغانستان حربا، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، في الولايات المتحدة.