مع ظهور وباء كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة وجدت العديد من الإشاعات طريقها لغزو مواقع التواصل الاجتماعي، لتفرض حالة من التوتر والخوف في صفوف المواطنين، وهو ما شكل دافعًا للطالب محمود الحداد الذي يهوى البرمجة إلى تصميم موقع إلكتروني ينقل الأخبار التي تختص بهذه الجائحة، ليحارب الأخبار الكاذبة التي تتناقل عبر المنصات الإلكترونية، ويشارك به في مسابقة عالمية، فكان الفوز حليفه وحليف 31 مشاركًا.
الطالب الحداد لم يتجاوز عمره 17 عامًا، في الصف الثاني عشر بالفرع العلمي في مدرسة حسن الحرازين الثانوية، والفائز بالمسابقة العالمية التي نظمتها مؤسسة (Coolest Projects International) من إيرلندا، في مجال البرمجة.
من تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي علم بالمسابقة، فلم يدخر جهدًا من أجل استثمارها لإظهار فكرة مشروعه الذي فكر فيه طويلًا، وعدها فرصته للاستغلال الأمثل لوقته في الحجر المنزلي، وقد بلغ عدد المشاركين فيها 560 مشروعًا من مختلف أنحاء العالم، وفاز فيها 32 مشروعًا، 5 مشاريع من فلسطين، وهو الوحيد من قطاع غزة.
الحداد الذي اكتشف هوايته في مجال البرمجة والتصميم في سن 12 عامًا، وقد أشبع شغفه به بالبحث عبر مواقع الإنترنت ليتعلم فيه كل ما هو جديد، يقول لصحيفة "فلسطين": "كانت المسابقة بمنزلة إعلان فكرتي للمجتمع، وهي موقع إلكتروني يجمع الأخبار المتعلقة بجائحة كورونا من الجهات الحكومية وجهات الاختصاص المحلية المعتمدة لدى وزارة الصحة، ولجان متابعة الجائحة".
ويبين أن هذا الموقع سيكون منصة تمثل مرجعية للمجتمع الفلسطيني لمتابعة المستجدات المتعلقة بالجائحة، دون الحاجة للبحث في المصادر الأخرى التي قد يكون بعضها غير موثوق فيه، وللحد من انتشار الإشاعات التي تتعلق بالجائحة اوتسبب التوتر والتلاعب بمشاعر بعضٍ.
ويتفرع المشروع أو الموقع إلى منصتين: الأولى تحتوي على إحصائيات بأعداد الإصابات والتعافي والوفيات، وفيها تفاصيل الإصابات حسب محافظات القطاع، والأخرى تهتم ببعض تفاصيل الأخبار التي تهم المواطن بشأن هذه الجائحة ومستجداتها، وتصدر عن الوزارات وجهات ومنظمات عالمية.
ويشير إلى أن هذا الموقع يمكن أن يعد مرجعية للمواطنين والوزارات لنشر أخبارها، ويُحصَل على المعلومات والأخبار بربط الموقع بقاعدة البيانات التي تقدمها وزارة الصحة، موقعًا رسميًّا وفيه تحدث بياناتها أولًا بأول حتى تصل سليمة.
ويرى الحداد أن هذه الفكرة تصب في مجال اهتمامه بالبرمجة، وخاصة في مجال بناء وتطوير المواقع الإلكترونية، وهو المجال الذي يطمح مستقبلًا أن يكون متميزًا فيه ويقدم المشاريع التي تمثل فلسطين وتنافس على مستوى العالم.
وفي المرحلة الحالية للمشروع يأمل أن يكون هناك تواصل مع وزارة الصحة ولجان متابعة الجائحة لإكمال التجهيزات ووضع النقاط على الحروف، حتى إطلاق الموقع والاستفادة منه على أرض الواقع، داعيًا زملاءه الطلبة إلى استثمار المواهب والمهارات بما هو مفيد في مدة الحجر المنزلي.