دعا رئيس بلدية النصيرات إياد المغاري وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للعدول عن تقليصها لخدماتها بالمخيم في ظل انتشار وباء "كورونا" بقطاع غزة.
وقال المغاري في مقابلة مع صحيفة "فلسطين": واجهنا منذ اليوم الأول لانتشار كورونا مشكلة تقليص الوكالة لخدماتها الإغاثية والطبية والنظافة على وجه الخصوص في مخيمات قطاع غزة.
واعتبر أن هذا التقليص خطير ويتناقض مع مسئولية الأونروا الادبية والاخلاقية عن المخيمات، مضيفاً: "لا تستطيع البلدية الاستمرار بالتنظيف بدلاً عن الوكالة، وندعو الاطراف ذات العلاقة بما فيها القوى الوطنية والإسلامية و اللجان الشعبية لحث أونروا على الاستمرار بأداء خدماتها ومضاعفتها في ظل ازمة "كورونا " والحصار الظالم المفروض على غزة".
وأشار المغاري إلى أن طواقم البلدية تعمل على توفير خدمات الصحة والبيئة و الصرف الصحي على مدار الساعة في ظل نقص الإمكانيات الذي تعانيه بسبب الحصار المفروض على غزة منذ 14 عاماً متتالية.
وقال: "الحصار والاضطهاد والظلم الذي يتعرض له القطاع اثر بشكل كبير على قدرة البلدية على تقديم خدماتها لأبناء شعبنا خاصة في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي والأوضاع المعيشية الصعبة".
وطالب المجتمع الدولي والأطراف ذات العلاقة بالعمل على رفع الحصار عن شعبنا.
وبين المغاري أن البلدية تعاني من شح الإيرادات خاصة في ظل "كورونا"، شارحاً بالقول: "لا يوجد أي ايرادات في فترة الطوارئ فلا يعقل ان البلدية في ظل انتشار كورونا والفقر المدقع الذي يعانيه السكان ان تطالبهم بدفع ما عليهم من مديونية".
وأضاف: "حتى ما قبل هذه الأزمة فإن 12% من السكان فقط من يدفعون فواتير المياه والبناء والتطوير والحرف والصناعات بسبب سوء الوضع الاقتصادي الأمر الذي يؤثر على خدمات البلدية سلباً".
وتابع المغاري: "البلدية تطرق جميع الأبواب محاولة أن تجد مَنْ يعينها على تلبية الخدمات في ظل انعدام الدعم الخارجي، واقتصاره على بعض المبادرات الصغيرة المحلية التي لا ترتقي لمستوى مشاريع"، مؤكداً عدم وجود مشاريع حقيقية يمكن أن تسهم في حل المشاكل التي تعاني منها النصيرات خاصة على صعيد البنية التحتية.
وأشار إلى أن البلدية عملت مع "شركة توزيع الكهرباء" على حل مشكلة نقص المياه في وقت انقطاع الكهرباء "في بداية أزمة كورونا" بوصل آبار المياه بخط كهرباء دائم لمدة 24 ساعة حتى لا يحدث نقص في المياه في الشبكة الرئيسية للمخيم، قائلاً: "قبيل ذلك اضطررنا لتشغيل تلك الآبار بواسطة اكثر من 15 الف لتر سولار قمنا باستدانتها من محطات التوزيع".
ومضى المغاري بالقول:" كما تواصلنا مع جمعية قوافل الخير التي حفرت ابار مياه في مخيمي 1 و5 وبذلك استطعنا حل 90% من الأزمة".
وأكد أن البلدية تنسق بشكل متواصل ودائم مع كل الاطراف المعنية بأزمة "كورونا" بما فيها وزارتا الداخلية والصحة ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الوطنية الاسلامية ولجان الاحياء والمخاتير والوجهاء، مشيراً إلى أن "لجنة الطوارئ" في النصيرات في حالة انعقاد دائم.
ولفت المغاري إلى أن البلدية تقوم بدور التوجيه والإرشاد للمواطنين وأصحاب المحال التجارية للوقاية من "كورونا" ودعوتهم لاتخاذ أقصى أساليب الحيطة والحذر ومراقبة سير العمل لديهم، قائلاً: "كما حددنا نقاط بيع للفواكه والخضراوات في عدة أماكن للحفاظ على التباعد الاجتماعي وكي لا يتجمهر الناس في مكان السوق".
ومضى بالقول: "عزلنا النصيرات عن المخيمات المجاورة والمحافظات الأخرى وأغلقنا مداخلها بالكتل الإسمنتية ما عدا الشارع الرئيسي المفتوح للخدمات وحالات الطوارئ (..) وحتى الآن لم يسجل لدينا سوى 25 إصابة بـ"كورونا".