ما إن أُعلن عن اتفاق تطبيع العلاقات بين مملكة البحرين و(إسرائيل) حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل المناوئة والرافضة للاتفاق الذي تبرمه مع (تل أبيب) دولة خليجية جديدة، في وقت تُرتكب فيه جرائم مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، فضلا عن مصادرة أراضيه.
وتضمنت مواقع التواصل ردود فعل مختلفة، ما بين التغريدات على موقع "تويتر" والمنشورات على موقع "فيس بوك"، وكذلك الفيديوهات على كليهما، التي أكد المشاركون فيها أنهم لن يعترفوا بـ(إسرائيل).
ومساء الجمعة، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن "اتفاق سلام" وصفه بـ"التاريخي" بين (إسرائيل) والبحرين، وذلك بعد أسابيع من اتفاق مماثل أبرمته الإمارات.
وقال ترامب، في تغريدة على تويتر، إن هذا "إنجاز تاريخي جديد. دولة عربية ثانية تبرم سلامًا مع (إسرائيل) في 30 يومًا".
وكتبت صاحبة الحساب "Najla_alatawi21" على موقع "تويتر": "أستغرب من الذين يدعمون مثل هذه القرارات بحجة أن الشعب الفلسطيني جحود أو ما يستاهل.. القضية دينيّة بالدرجة الأولى والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين ومن الأماكن المقدسة، والقرآن يتكلم عن حقد اليهود علينا".
أما صاحب الحساب "mutathweq_she3r"، فكتب على "تويتر": "لن تلقى (إسرائيل) ذرة اعتراف من الكويت مهما طال الزمن أو قصر، الكيان الصهيوني في نظرنا لا نعترف به كدولة مهما بلغ حجم مؤسساته، دولة فلسطين العربية المحتلة فقط وعاصمتها القدس وهي امتداد لعروبتنا وثقافتنا".
وكذلك كتب صاحب الحساب ""Gareeb313" على "تويتر" أيضًا: "البحرين والسعودية وكل الدول العربية التي اتجهت للغرب سواء بشعبها أو حكوماتها وصلت #للتطبيع.. جميعهم حفروا قبورهم ونهايتهم حتمية، لأنه وعد الله".
في حين أن مزيد البكاري الطلحي "mzeadbkara"، كتب على "تويتر": "علموا أولادكم أن فلسطين مُحتلة، وأن المسجد الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف، وأنه لا يوجد دولة اسمها (إسرائيل)".
وفي الموضوع ذاته، كتب ماجد الشمري أيضًا على "تويتر": "والله اللي يصير ما هو سلام .. السلام على عروبتكم وإسلامكم وعزتكم يا أردى الخلق وأردى الفترات وأضعفها.. لكن الذل لكم ولمن وافق على قراراتكم.. والحمد لله الكل يعرف عزة الإسلام وقوة العرب.. ضعفكم لكم يا أنجس الخلق؛ الإمارات أو البحرين أو غيرها ممن ذل نفسه".
وكان بيان مشترك بين الولايات المتحدة والبحرين ودولة الاحتلال أكد الاتفاق على علاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين و(إسرائيل)، وهو ما رفضه رواد ونشطاء كثر واستخدموا في ذلك وسم "#التطبيع_خيانة".
ورفضًا لذلك كتب "Hosam Salem" على صفحته في موقع "فيس بوك": "لا تصالح ولو منحوك الذهب.. #البحرين تغدر بنا مقتدية بـ #الإمارات في تطبيعهم مع عدونا #(إسرائيل) علنًا".
أما صاحب الحساب "الفلوجة الحدث"، كتب مستهزئًا على "فيس بوك: "#عاجل: انسحاب القوات البحرينية من مشارف (تل أبيب) بعد ساعات من إعلان اتفاق السلام.. وأخيرًا (تل أبيب) ستحظى بليلة هادئة بعدما كانت تقصف يومياً من قبل #البحرين". وأرفق منشوره بصورة آليات عسكرية ودبابات وهي في طريقها للانسحاب من مكان آخر غير فلسطين المحتلة.
في حين أن "Dr-Iyad Hillis" وهو دكتور متخصص في طب وجراحة العيون، كتب على صفحته في "فيس بوك": "هاشتاج #بحرينيون_ضد_التطبيع الأكثر انتشارًا في البحرين.. معارضة شعبية واسعة لاتفاق التطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
وأضاف: "ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيشان لحظة انتخابية وهمية قصيرة وسيذهبان إلى مزبلة التاريخ. فالمستقبل في يد الشعوب العربية التي تدافع عن كرامتها في البحرين والامارات وكل الوطن العربي".
أما صاحبة الحساب "Salwa Baker Hammad"، والتي تعرف نفسها على "فيس بوك" بأنها منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء العرب والفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الاسرائيلي، كتبت على صفحتها: "لا تعرف يعنى إيه تطبيع ولا معنى إنك انت تبيع.. تاريخ أمة خلاص بيضيع بوهم اسمه سلام شامل". وذيَّلت منشورها بعدة أوسمة، وهي: "#البحرين_ترفض_التطبيع، #بحرينيون_ضد_التطبيع، #خليجيون_ضد_التطبيع، #فلسطين_قضيتي، #التطبيع_خيانة، #فلسطين_من_النهر_إلى_البحر".
ومنذ إعلان اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي منتصف آب/ أغسطس الماضي، توالت ردود الفعل المنددة التي وصفته بـ"الخيانة" لفلسطين وشهدائها، تزامنًا وسلسلة فعاليات محلية من الممكن أن تتصاعد مستقبلاً في ضوء اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، مؤخرًا، بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث أكدوا رفضهم وإدانتهم للتطبيع مع الاحتلال، كما يرى مراقبون.