قائمة الموقع

اليازوري: التعليم الإلكتروني يواجه ثلاثة تحديات والوجاهي سيكون وفق ضوابط صحية

2020-09-09T13:22:00+03:00
صورة أرشيفية

كشف الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم في قطاع غزة د. أيمن اليازوري، عن تفاصيل سير العملية التعليمية في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة مع قرب انطلاق الفصل الدراسي الأول، بعد مرور أسبوعين على ظهور فيروس كورونا في المجتمع، موضحًا أن التعليم عن بعد يواجه ثلاثة تحديات وأن الذهاب المنضبط للتعليم الوجاهي سيرتبط بالتخصصات التطبيقية.

وأكد اليازوري في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين" أن العديد من الجامعات في غزة ستزاوج بين التعليم الإلكتروني والوجاهي في بعض المساقات ذات الطابع العملي الذي لا يغطيه التعلم عن بعد.

وذكر أن العديد من مؤسسات التعليم العالي تعتزم أن يكون تقييم الطلبة وجاهيًّا، بحيث يكون الامتحان النهائي كتابيًّا من خلال الحضور للقاعات الدراسية وفق قواعد التباعد الاجتماعي والضوابط الصحية، أو أن يكون وجاهيًّا عبر الحاسوب.

وقال اليازوري: "نريد الجمع بين مبدأ المحافظة على الحالة الصحية المجتمع الفلسطيني عمومًا بحيث يكون الطالب صحيحًا في ذاته وبدنه ومواظبًا على إجراءات السلامة، ومبدأ التحصيل الحقيقي للمعارف العلمية التي يتم صقلها وتنميتها من خلال العملية التعليمية التفاعلية بين المعلم والمتعلم، وهو ما توفره وسائل التعليم الإلكتروني إلى لحد ما لكنه يتحقق بشكل أكبر في العملية التعليمية الوجاهية".

وبين أن التعليم الوجاهي هو الأساس الذي تعتمد عليه العملية التعليمية الفلسطينية، أما الإلكتروني فحالة استثنائية مرتبطة بالحالة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن منظومة التعليم العالي لا تعمل باستقلالية عن المنظومات الاجتماعية الأخرى كالمنظومة الصحية.

وتحدث اليازوري عن انسجام كبير بين المنظومتين إذ تلتزم منظومة التعليم ما تقره اللجان الصحية الوطنية العاملة في مجال محاربة الوباء شأنها شأن جميع المنظومات الفاعلة في المجتمع.

تحدي السنة الأولى

في السياق، أفاد اليازوري بأن تطبيق التعليم الإلكتروني يمثل خيارًا صعبًا لبعض المستويات خاصة لطلبة السنة الأولى، الذين هم بحاجة للتواصل مع المجتمع الجامعي والتعرف على الأساتذة والمحاضرين، والبيئة الحسية للتعليم العالي من خلال الانخراط والتفاعل الإيجابي في بيئة الحرم الجامعي والولوج للمعامل والمختبرات المرتبطة بالعلوم الصحية والهندسية والطبية.

وبين الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي أن هذه المجالات لا يستطيع التعليم الإلكتروني الإيفاء بمتطلباتها، "لذلك نأمل التمكن من المزاوجة بين التعليم والوجاهي والإلكتروني لطلبة السنة الأولى بشكل أساس ولبقية الطلبة في المساقات التخصصية".

وأشار إلى أن التعليم الوجاهي هو الأساس للمساقات التخصصية ذات الطابع العملي والإكلينيكي، في حين قد يلبي الإلكتروني الاحتياجات المتصلة بمتطلبات الجامعة والمتطلبات العامة للكلية خاصة تلك المتعلقة بالعلوم الإنسانية والتربوية والإدارية.

وشدد على أن تطبيق التعليم الوجاهي لطلبة العلوم التطبيقية والهندسية والصحية سيكون حال تطبيقه ضمن الضوابط والشروط الصحية التي تحددها وزارة الصحة ويحددها السياق الصحي العام في المجتمع، "وإلا سنضطر مكرهين لأَنْ نُكمل إلكترونيًّا، مع تسويف بعض الأعمال ذات الطابع العملي، إلى حين تعافي المجتمع من الحالة الوبائية".

البنية التكنولوجية

وكشف اليازوري عن جُملة من التحديات التي واجهت التعليم الإلكتروني خلال الفصل الثاني من العام الدراسي 2019-2020، منها: تفاوت الأداء في بعض الجامعات، وعدم وجود بنية تحتية تقنية مجهزة على غرار خوادم استضافة منصات التعليم عن بعد (السيرفيرات)، وحزم إنترنت ذات جودة العالية للأكاديميين لمساعدتهم على التواصل مع الطلبة.

والتحدي الثاني وفق اليازوري، هو أن جزءًا مهمًّا من الأكاديميين والمحاضرين غير متمكن من تطبيقات وأدوات التعليم الإلكتروني، لافتًا إلى أن بعض مؤسسات التعليم العالي تقدم الكثير من البرامج التدريبية لرفع كفاءة المعلمين في التواصل الإلكتروني وإعداد المادة إلكترونيًّا في مجال التعليم والتقويم.

أما التحدي الثالث، فهو أن بعض الطلبة محدودو الإمكانات ولا يمتلكون أجهزة حديثة مؤهلة سواء على صعيد الحواسيب أو الهواتف النقالة، التي تستطيع من خلالها تحميل البرمجيات الخاصة بالتواصل مع الأستاذ أو الجامعة، وفق حديثه.

ونبه إلى أن خدمات الإنترنت في ظل كورونا كان يشوبها بعض الإشكالات، وهو ما عطل كثيرًا من التفاصيل، "لذلك تبقى حقيقة الجوانب القيمية الأخلاقية هي الأساس في التعامل مع المحتوى الإلكتروني، خاصة إذا كان الأمر متعلقًا بالامتحانات القصيرة أو النهائية".

وأكد اليازوري ضرورة أن يتعامل المتعلم الفلسطيني بجدية ومصداقية عالية مع الامتحانات الإلكترونية، وكأنه في قاعة حقيقية.

وعبر عن أمله أن تستطع المؤسسات التعليمية تجاوز هذه التحديات بوضع حلول حقيقية سواء في مستوى بناء الاختبار الإلكتروني أو آلية تقديمه للطلبة أو تجويد أداء المعلمين وتطوير البنية التحتية التقنية.

التسجيل إلكترونيًّا

إلى ذلك أوضح اليازوري أن العام الدراسي الأول سينطلق في معظم الجامعات من خلال منصات التعليم الإلكتروني في النصف الثاني من شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، لافتًا إلى أن الالتحاق بالجامعات والتسجيل للفصل الدراسي الأول للعام 2020-2021 يتم إلكترونيًا بما في ذلك طلبة السنة الأولى على أن يقدموا بعد تحقق الانفراجة الصحية الوثائق الرسمية المطلوبة والمتطلبات المالية.

وذكر أن عدد طلبة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة بمجالي الدبلوم المتوسط والبكالوريوس يتراوح ما بين (85 إلى 90) ألف طالب، في حين يتراوح عدد الطلبة الجدد بين (18 إلى 20) ألف طالب، ويقابله عدد مماثل من الخريجين.

اخبار ذات صلة