فلسطين أون لاين

دعوات للتوسع في زراعتها

تقرير مزارعو غزة يطرحون إنتاج الجوافة في الأسواق بأصناف متعددة

...
مزارع يقطف ثمار الجوافة بقطاع غزة (أرشيف)
غزة/ رامي رمانة

تنقّل المزارع الخمسيني عبد القادر حميد بين أشجار الجوافة المتراصة على مساحة (8) دونمات زراعية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، يقطف منها الثمرات الناضحة من أجل بيعها في السوق المحلي.

ويعول الخمسيني حميد أن يحقق محصول الجوافة هذا الموسم عائدًا ماديًّا يساعده في تغطية النفقات التشغيلية وأن ينفق بالمتبقي على احتياجات أسرته ومتابعة احتياجات الأصناف المتعددة من الخضراوات وأشجار الحمضيات المزروعة بالقرب من المناطق الحدودية شمال القطاع.

وتهيمن الجوافة صنف الهندية على (70%) من المساحة الإجمالية من أشجار الجوافة في أرضه لأنها أكثر الأصناف المحببة للمستهلك الغزي حسبما يقول حميد، مبينًا أنها تمتاز بالحجم المتوسط والمذاق الحلو، في حين أن (30%) تتوزع على صنفي الجوافة الصينية وهي عذبة المذاق صغيرة الحجم والإسرائيلية كبيرة الحجم وحلاتها نسبية.

وبين حميد لصحيفة "فلسطين" أن قطف ثمار الجوافة يبدأ في العادة في 25/8 وحتى 25/12، في حين أن قطاع غزة عرف أصنافًا تمتد في النمو فترة زمنية أطول من بينها "البندوف" وهي تقطف حتى منتصف يناير.

ويبيع حميد كيلو الجوافة على أرضه عند (2.3) شيقل، وهو سعر محدود، اضطر إليه نظرًا لحالة الإغلاق المعمول بها للحد من تفشي جائحة "كورونا"، حيث إنه في الأوقات الطبيعية يرتفع السعر نحو (4-5) أغورات أخرى.

ويشجع المزارع حميد غيره من المزارعين على التوسع في زراعة الجوافة حيث إنها تعد شجرة معمرة، تحتوي ثمارها على عناصر غذائية يحتاج إليها الإنسان في طعامه، كما أنها قادرة على تحمل تقلبات الطقس.

في حين أهاب مزارع الجوافة غسان أبو حسان من جنوب القطاع بالمستثمرين للاهتمام بمحصول الجوافة وذلك بإقامة مصانع غذائية قائمة على عصر الجوافة، حيث إن ذلك يساعد المزارعين في تصريف إنتاجهم دون خسائر بل التوسع في الزراعة ويفسح المجال لتشغيل أكبر عدد من الأيدي العاملة سواء في فلاحة الأرض أو داخل المصانع.

وبين أبو حسان لصحيفة "فلسطين" أن فاكهة الجوافة تتعرض عادةً إلى مشكلة زراعية تتمثل في الآفات الزراعية وملوحة المياه، لذلك يكثر زراعتها في مناطق محددة بالقطاع، داعيًا إلى استقدام أصناف قادرة على التعايش مع بيئة غزة الزراعية.

ودعا المزارع أبو حسان الدول المانحة إلى الإيفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسها في مؤتمر إعادة الإعمار والعمل على تعويضهم عن خسائرهم التي لحقت بهم خلال الحرب الأخيرة مبينًا أنه تكبد خسارة مالية عالية تقدر بـ(20) ألف دولار لم يتسلم أي تعويض منها.

من جهته قال مدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، فضل الجدبة: إن مساحة الأرض المزروعة بالجوافة تقدر بـ(2092) دونمًا، منها (1720) دونمًا مثمرًا، (و372) دونمًا غير مثمر.

وأضاف الجدبة لصحيفة "فلسطين" أن متوسط إنتاج الدونم الواحد، (600) كيلوجرام، وعليه فإن محصول الجوافة الموسم الحالي يقدر بـ(2750) طنًّا، وهو تغطي من (40-50%) من احتياج السكان بغزة.

وعدد الجدبة أصنافًا من الجوافة المزروعة في تربة غزة وهي تتمركز في العادة في جنوب وشمال القطاع حيث التربة الملائمة والمياه العذبة، ومن هذه الأصناف البندوف، الهندية، المصرية، الغبرة، الشواطي، فضلًا عن أصناف أخرى من الجوافة ذات اللون الأحمر من الداخل.

وأشار إلى أن أكثر الأمراض التي تصيب شجرة الجوفة، آفة "النيماتودا" حيث إنها تسبب جفافًا في الشجرة.

وأكد الجدبة أن وزارته تعطي اهتمامًا كبيرًا لزراعة الجوافة، وأنها تشجع المزارعين على التوسع في زراعتها.

ولفت إلى أن الجوافة تُزرع في مختلف أنواع التربة، غير أن التربة العميقة الخصبة ذات الصرف الجيد هي الأفضل لإعطاء إنتاج جودته عالية، منبهًا إلى أن الجوافة تتحمل الانخفاض في درجات الحرارة حتى 5 درجات، وأن زهوره تواجه حساسية جدًّا مع الصقيع، لذا دائمًا ما ينصح المزارعون باتخاذ أقصى درجات الحذر عندما يكون الصقيع خشية فساد محصول العام.

وبين أن الجوافة شجرة دائمة الخضرة أو نصف متساقطة الأوراق، يصل ارتفاعها إلى حوالي 10م، منتشرة النمو تُعمر الأوراق لمدة عام، وتسقط دفعة واحدة مع بداية خروج ثمرات الموسم الجديد، وأن قطاع غزة ومحافظة قلقيلية من أكثر المناطق زراعة للجوافة في فلسطين.

وأشار الجدبة إلى أن الجوافة من الأشجار شبه الاستوائية، بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه، خصوصًا في فترة الصيف، وعادة ما تُروى الأشجار مرة كل 3-4 أيام في الصيف الحار، وتطول هذه المدة بين المرة والأخرى، لتكون على مدار الأسبوع في أواخر الصيف وأوائل الخريف.