قائمة الموقع

أسهم التكنولوجيا تربك البورصة الأميركية بعد قفزة زوم وأمازون

2020-09-08T21:07:00+03:00
وكالات

منذ بدء جائحة فيروس كورونا قبل 6 أشهر، وانتقال معظم الشركات والمؤسسات التعليمية للعمل عن بُعد من المنزل، ارتفعت قيمة سهم شركة "زوم" (zoom) لخدمات الاجتماعات عبر تقنية الفيديو من 90 دولار منتصف فبراير/شباط الماضي إلى 457.69 دولارا؛ أي حقق سهم الشركة ارتفاعا قيمته 311%.

وحققت الشركة أرباحا قدرت بـ663 مليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري، وبلغت القيمة السوقية للشركة نحو 129 مليار دولار، مقارنة بحوالي 16 مليار دولار عند الطرح العام في أبريل/نيسان 2019، وبذلك تخطت زوم القيمة السوقية لشركة "آي بي إم" (IBM) العريقة التي بلغت قيمتها 109.9 مليارات دولار.

وأضافت شركة زوم لقيمتها السوقية 37 مليار دولار بعد ارتفاع سهمها بأكثر من 40% في ختام تداولات يوم الثلاثاء الماضي، ليصل إلى 457.69 دولارا، إلا أن السهم انخفض، كما حدث مع أغلب أسهم شركات التكنولوجيا، بنهاية الأسبوع الماضي ليصل إلى 370 دولارا للسهم؛ أي إنه خسر ما يقارب 20% من قيمته خلال يومين حتى نهاية تعاملات يوم الجمعة 5 سبتمبر/أيلول.

تأثير كورونا الإيجابي

استفادت شركة زوم من الطلب المتزايد على خدمات الاجتماعات عن بُعد عبر الإنترنت والعمل من المنزل والتعليم عن بعد؛ بسبب حالة الإغلاق العام التي صاحبت جائحة كورونا، وما زالت مستمرة مع بدء الموسم الدراسي الجديد.

ولم تكن شركة زوم وحيدة في نجاحاتها، فقد حققت أسهم شركات قطاع التكنولوجيا الكبرى أرباحا فائقة خلال الأشهر 6 الماضية، حيث صعد سهم شركة "آبل" (Apple) من 80 دولارا منتصف فبراير/شباط الماضي ليحقق 120 دولارا الأسبوع الماضي؛ أي إنه حقق أرباح تقدر بـ50%، وصعد سهم شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) من 180 دولارا إلى 214 دولارا؛ أي أكثر من 20%، وصعد سهم شركة "أمازون" (Amazon) من 2134 دولارا منتصف فبراير/شباط الماضي ليحقق 3294 دولارا الأسبوع الماضي؛ أي إنه سجل ارتفاعا مقداره 54%.

وسجلت شركة "غوغل" (Google) أقل نسب بين مثيلاتها من عمالقة شركات التكنولوجيا، وارتفع سهمها من 1513 دولارا منتصف فبراير/شباط ليصل إلى 1581 دولارا الأسبوع الماضي محققا ارتفاعا مقداره 4.5% فقط.

وشهد مؤشر "ناسداك" (Nasdaq) لأسهم شركات التكنولوجيا صعودا قويا من انهيار أسواق الأسهم؛ بسبب الغلق الاقتصادي في الولايات المتحدة في 19 مارس/آذار الماضي، وخلال تلك الفترة حقق المؤشر صعودا بلغ 70%.

شركة زوم استفادت من الطلب المتزايد على خدمات الاجتماعات عن بُعد عبر الإنترنت والعمل من المنزل والتعليم عن بُعد (رويترز)

تذبذب قد يستمر

عد الكثير من المراقبين أن الهبوط المفاجئ الذي شهدته الأسواق يومي الخميس والجمعة الماضيين، ووصل إلى 6% يعبر عن "فترة استراحة، ويمكن أن يُعد تطورا طبيعيا".

شهدت الأسهم أسوأ يوم لها منذ يونيو/حزيران، مع هبوط مفاجئ يومي الخميس والجمعة في أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل آبل وأمازون مما دفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" Standard & Poor's) 500) إلى انخفاض بنسبة 3.5% ومؤشر "داو جونز" (Dow Jones) الصناعي بنسبة 2.8%.

ويأتي الانخفاض في أسعار أسهم التكنولوجيا بعد سلسلة من أيام التداول التي سجلت رقما قياسيا، والتي تغذيها إلى حد كبير بعض أسهم شركات التكنولوجيا الخارقة، مثل فيسبوك وآبل وأمازون.

وكانت شركات التكنولوجيا هذه ذاتها التي قادت الانخفاض في السوق، مع آبل التي انخفضت بنسبة 8%، ومايكروسوفت خسرت أكثر من 6%، وشركة صناعة السيارات الكهربائية "تيسلا" (Tesla)، التي أصبحت مفضلة لدى المضاربين فقدت 9%.

وفي حديث مع الجزيرة نت، ذكر شريف عثمان خبير الاستثمار وأسواق المال بمؤسسة "واشنطن آناليتيكا" (Washington Analytica) "إن السوق ببساطة توقف بعد صعوده لشهور، وهذا يحدث غالبا في شهر سبتمبر/أيلول مع انتهاء العطلات الصيفية".

وقال "لقد قطعت سوق الأوراق المالية شوطا طويلا من ارتفاع أسعار الأسهم في فترة قصيرة من الزمن، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، وما جرى يعد وقفة لالتقاط الأنفاس، وهو أمر طبيعي وصحي".

وعلى العكس من انخفاض أسهم قطاع التكنولوجيا، ارتفعت بشكل حاد بعض الأسهم الأكثر تضررا من عمليات إغلاق الجائحة، مثل متاجر "ميسيز" (Macy's) وخطوط مراكب "كرنفال كروز لاين" (Carnival Cruise Line).

ويأتي تقلب السوق في وقت ما يزال فيه القلق مستمرا بشأن تأثير الوباء على الاقتصاد، ولم تترك بيانات تقرير الوظائف لشهر أغسطس/آب، الذي جاء إيجابيا، أي أثر إيجابي على سوق أسهم التكنولوجيا.

والآن، يُعتقد أن السوق الإجمالية معرضة للهبوط خلال الأيام والأسابيع القادمة بنسبة 10% إلى 15%، وذلك على المدى القصير.

لكن على المدى المتوسط والطويل، ومع استمرار تبعات انتشار فيروس كورونا المستجد على قطاع التعليم والقطاع الخدمي في الاقتصاد، يتوقع أن يستمر قطاع التكنولوجيا في الصعود، وإن كان بمعدلات أقل مما شهدته الأسواق خلال 6 أشهر الأخيرة طبقا لرأي غالبية الخبراء الماليين.

اخبار ذات صلة