فلسطين أون لاين

أفكار لطعام صحي مع كورونا

...
غزة -هدى الدلو

مع الالتزام بحظر التجوال ومنع الخروج من المنزل في إجراء وقائي من خطر تفشي فيروس كورونا، تغيرت ظروف حياة الأسر، خاصة الوالدين، بسبب الأعباء الملقاة عليهما ومن ضمنها الطعام الذي يمكن أن يقدماه ومن شأنه أن يزيد من مناعة أفراد الأسرة.

اختصاصي التغذية العلاجية د. محمود الشيخ علي يستهل حديثه بالدعوة إلى شرب الماء من ثلاثة إلى أربعة لترات يوميًّا لكونه يدخل في كل العمليات الحيوية والأيض، ويلعب دورًا أساسيًّا في رفع جهاز المناعة، ويمكن تناول طعام بسيط ومفيد.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "هناك طعام بسيط ومفيد يمكن به بناء الجسم ومواجهة فيروس كورونا، كخبز القمح لاحتوائه على فيتامينات وألياف ومعادن، وهي بدورها ترفع جهاز المناعة"، ناصحًا بالامتناع عن تناول السكر الأبيض الذي يضعف المناعة، ويعمل على إفراز الأنسولين بكميات كبيرة تؤدي إلى تشكيل خلايا دهنية وزيادة الوزن، وتصبح مشكلة يعانيها الناس في الحجر.

ويوضح الشيخ علي أنه يمكن تناول البرغل، وهو رخيص ومتوافر ويشعر بالإشباع وغني بالألياف، مشيرًا إلى أهمية الابتعاد عن الدهون المهدرجة التي تزيد الوزن وتسبب مشاكل صحية وتضعف المناعة، والتركيز على الزيوت النباتية وزيت الزيتون.

وينبه إلى أنه يمكن التركيز على البقوليات كالعدس والفاصوليا المجففة والفول لاحتوائها على بروتين يدعم جهاز المناعة ومعادن وألياف، والحرص على تناول الخضراوات إذا أمكن ذلك.

وينصح بعدم تناول الطعام بكميات كبيرة لكونه يضعف المناعة، والابتعاد عن المشروبات الغازية واستبدال بها أخرى طبيعية كالكركديه والخروب وعرق السوس، وغيرها من المشروبات الساخنة كالزنجبيل والقرفة.

بدورها تؤكد اختصاصية التغذية ياسمين عثمان ضرورة الإقبال على الأطعمة التي ترفع مناعة الجسم، واستهلاك عصير الليمون والخضراوات الداكنة والبطيخ مصادر طبيعية لفيتامين سي.

وتبين في حديث مع صحيفة "فلسطين" ضرورة التركيز على نوعية الطعام لا كميته باستهلاك كميات مناسبة من الخضروات والفاكهة والأسماك والمكسرات والخبز الأسمر، ومصادر الحديد الرخيصة كحساء العدس والمجدرة، ومصادر الكالسيوم كاللبن والفاصولياء البيضاء.

وتنبه عثمان إلى أهمية التركيز على ترطيب الجسم بشرب لتري ماء في اليوم، والتعرض لشمس الصباح الدافئة مصدرًا طبيعيًّا لفيتامين د، وشرب اليانسون؛ فهو مشروب رائع لحماية الجسم من الأنفلونزا ورفع مناعته.

نصائح

ونشر مقال في موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" يقدم العديد من النصائح لتناول طعام صحي وقليل الكلفة في أثناء انتشار مرض فيروس كورونا، خاصة أن بعض الآباء يلجئون للوجبات السريعة والجاهزة وسيلة سريعة ومنخفضة التكلفة، ولكن ثمة بدائل متيسّرة وصحية وميسورة الكلفة، وطرح عدة طرق تساعد على توفير نظام غذائي متنوع ومغذ للأطفال، ويحمي نماءهم وتطورهم، وفي الوقت نفسه يبني لديهم عادات أكل صحية.

ويبين أن من هذه النصائح المحافظة على توفير الفواكه والخضار، فقد يكون شراؤها وتخزينها وطبخها أمرًا صعبًا في أثناء التزام البيت، خصوصًا عندما يُنصَح الوالدان بأن يحدّا من خروجهما من المنزل، ولكن من المهم ضمان استمرار حصول الأطفال على الكثير من الفواكه والخضار في نظامهم الغذائي، كلما أمكن ذلك.

وكلما أتيحت لك –عزيزي الأب- فرصة للحصول على فواكه وخضراوات طازجة، عليك أن تغتنم الفرصة وتحصل عليها، وإضافة إلى إمكانية أكل الفواكه والخضراوات وهي طازجة، يمكن أيضًا تجميدها عندما يكون ذلك ممكنًا، إذ تحتفظ بمعظم المغذيات والنكهة، ويمكن استخدام الخضراوات الطازجة لطبخ كمية كبيرة من المرق أو الحساء أو غير ذلك من الأطعمة، بحيث تكفي مدة أطول وتوفِّر وجبات بضعة أيام، كما يمكن تجميد هذه الأطعمة المطبوخة عندما يكون ذلك ممكنًا، ثم إعادة تسخينها بسرعة عند الحاجة إليها.

أما في حالة عدم توافر الفواكه والخضراوات الطازجة مع أنها الخيار الأفضل، فاستبدل بها أطعمة صحية مجففة أو مخزنة، فثمة بدائل صحية عديدة ومن السهل تخزينها وإعدادها للطعام، فيمكن تخزين الفاصولياء وحب الحمص، اللذين يوفران مغذيات عديدة، عدة أشهر أو سنوات، ويمكن دمجهما في الوجبات بطرق عديدة.

ويضيف المقال: "إن الأسماك الزيتية المعلبة من قبيل السردين والسلمون غنية بالبروتين، والأحماض الدهنية أوميغا 3، وطائفة من الفيتامينات والمعادن، ويمكن استخدامها في شطائر باردة أو سَلَطات أو وجبات المعكرونة، أو يمكن طبخها جزءًا من وجبة ساخنة".

ويشير إلى ضرورة التنحي عن الخضراوات المعلبة، من قبيل البندورة، فهي تحتوي على كميات أقل من الفيتامينات مقارنة بالخضراوات الطازجة، بيد أنها بديل ممتاز عندما يصعب الحصول على خضار طازجة أو مجمدة.

أما السلع المجففة من قبيل الفاصولياء والبقول والحبوب المجففة كالعدس والبازلاء والأرز والكسكس والكينوا فجميعها أيضًا خيارات مغذية وتظل صالحة مدة طويلة، كما أنها لذيذة وميسورة الكلفة وتُشعِر بالامتلاء، والشوفان المطبوخ مع الحليب أو الماء خيار ممتاز لوجبة الفطور، ويمكن أن يضاف إليه اللبن أو الفواكه المقطعة أو الزبيب.

ويوضح (يونيسف) في مقاله أن عادة ما يحتاج الأطفال لتناول وجبة خفيفة أو اثنتين في أثناء النهار ليحافظوا على نشاطهم، وبدلًا من إعطائهم وجبات خفيفة سكرية أو مالحة، يُستحسن انتقاء خيارات أفضل صحيًّا من قبيل المكسرات والجبنة واللبن (ويفضّل ألا يكون محلّى)، والفواكه المقطعة أو المجففة، والبيض المسلوق، أو خيارات صحية أخرى متوافرة محليًّا، وهذه الأغذية مغذية، وتُشعِر بالامتلاء، وتساعد على بناء عادات أكل صحية تستمر مع الأطفال مدى حياتهم.

وينصح بالحد من استهلاك الأغذية الفائقة التجهيز، وغالبًا ما تحتوي الوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة المعلبة، والحلويات على كمية كبيرة من الدهون المشبعة والسكر والملح، وإذا قررت شراء أغذية مجهّزة، فعليك أن تنظر إلى قائمة محتوياتها وأن تسعى لشراء الخيارات الأفضل صحيًّا، والتي تحتوي على كمية أقل من هذه المواد، وتجنّب المشروبات السكرية، واستبدل بها كمية كبيرة من الماء، ويمكن إضافة نكهة محببة للماء كقطع فواكه أو خضار، من قبيل الليمون ورقائق الخيار أو التوت.

ويلفت إلى أن طبخ أفراد الأسرة الطعام وتناوُله معًا طريقة رائعة لخلق روتين صحي وتعزيز روابط الأسرة وإمضاء وقت ممتع معًا، فحاول إشراك أطفالك في إعداد الطعام عندما يكون ذلك ممكنًا، وبوسع الأطفال الصغار أن يساعدوا في غسل الخضار وترتيب مواد الطبخ، في حين يمكن للأطفال الأكبر سنًّا أن يؤدوا مهمات أكثر تعقيدًا من قبيل المساعدة في إعداد المائدة.

حاول بقدر المستطاع المحافظة على مواعيد محددة لوجبات الأسرة، إذ يمكن لهذا الهيكل الزمني والروتين أن يساعدا على تقليص مستوى القلق لدى الأطفال في الأوضاع المثيرة للتوتر.