فلسطين أون لاين

محللان: دول عربية وازنة تحاول تطويع المجموع العربي تجاه تصفية القضية الفلسطينية

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

وصف محللان سياسيان الجدار السياسي العربي الرسمي المساند للقضية الفلسطينية بأنه في حالة من الانهيار غير المسبوق تاريخيًّا، مشيرين إلى أن ذلك يتجلى في التطبيع المتسارع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة فرض المشاريع التصفوية الأمريكية على الفلسطينيين.

وعدَّ المحللان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين" المسارعة في إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية السبيل الوحيد لإنقاذ القضية مما سماه "التحالف العربي الإسرائيلي".

وكانت مصادر دبلوماسية كشفت لقناة الميادين اللبنانية أمس، عن وجود مساعٍ في الجامعة العربية للحجر على القضية الفلسطينية وإقناع الفلسطينيين بصفقة "ترامب نتنياهو" التصفوية.

 

مخطط قديم

المحلل السياسي حاتم أبو زايدة، رأى أن المخطط العربي الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية بدأ منذ عامين عندما أيد رئيس عربي "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كاملة أمام "اللوبي الصهيوني" والذي يعمل على  كل طلبات حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة.

وقال أبو زايدة: إن مخطط "صفقة القرن" وُضع لتصفية القضية الفلسطينية، و"شاركت فيه أنظمة عربية كالسعودية والإمارات ومصر والبحرين التي تدور جميعها في الفلك الأمريكي"، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل اعتراف الإدارة الأمريكية ببعض الحكام العرب "كجزء من صفقة على حساب القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن  المخطط التصفوي في تقدم الآن، فهناك علاقات إسرائيلية مع الإمارات وقد تتلوها علاقات مع البحرين ثم السعودية؛ لتصفية القضية بأكملها، معتقدًا أن فرض تلك المخططات على "الجامعة العربية" أمر سهل، فهي مجرد مكتب لرؤساء يسيرون في مركب تصفية القضية الفلسطينية و"صفقة القرن".

وأضاف أبو زايدة أن الكلمة العليا في الوطن العربي الآن لنظامين عربيين، لذلك سيتم تنفيذ مشروع "صفقة القرن"، مستبعدًا في الوقت ذاته إمكان تصفية القضية الفلسطينية، نتيجة ما عدها "موازين قوى" قد تتغير في أي لحظة، فالشعوب العربية والإسلامية غير راضية عن هذا الواقع، وقد تحدث تغييرات في أمريكا بعد الانتخابات.

ورأى أن الحد الأدنى المطلوب فلسطينيًّا حاليًّا هو توحيد الكلمة الفلسطينية والصف الفلسطيني بمبادرات متقدمة تتخللها خطوات عملية تبدأ باجتماع الأمناء العامين للفصائل، تتوج بإعادة بناء منظمة التحرير ورفع عقوبات السلطة عن غزة، بعيدًا عن الضغوطات العربية والإسرائيلية على السلطة.

 

تراجع مستمر

في حين رأى المحلل السياسي تيسير محيسن أن مشهد الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية في تراجع مستمر لم يسبق له مثيل، ولم تكن البداية هي توقيع الإمارات لـ"اتفاق سلام" مع الاحتلال، بل سبقه كثير من جولات التطبيع.

وعدَّ محيسن التسريبات عن محاولة دول عربية وازنة التأثير في "الجامعة العربية" لتطويع الكل العربي والمؤسسات التي تتحدث باسم المجموع العربي، وممارستها ضغوطًا مباشرة وغير مباشرة على دول عربية تعارض توجهاتها بالتطبيع، عدَّه أمرًا متوقعًا.

ونبه إلى أن القضية الفلسطينية باتت في مرحلة تاريخية بالغة السوء لم يسبق لها مثيل من ناحية عدم وجود ظهير عربي مساند لها يتمسك بالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين ومبادرة التسوية العربية عام 2002.

وأوضح أن هذا السقف يجري تهشيمه وتجاوزه عمليًّا ونظريًّا، والمتوقع في المستقبل هو مزيد من التدهور في الجدار العربي المساند للفلسطينيين بحجج لها علاقة بالواقع والمصالح الذاتية لتلك الدول أو التحجج بالانقسام الفلسطيني.

وبين أن الواقع العربي يفرض على الفلسطينيين الوحدة الوطنية التي لم تعد ترفًا سياسيًّا، مضيفًا أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل خطوة جريئة تأتي في وقت حساس تمر به قضيتنا وينبغي أن يتم تجسيد مخرجاته عمليًّا على أرض الواقع، وألا تبقى حبيسة الأدراج أو مجرد فقاعات إعلامية.

وأكد أن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين، وأنه بقدر الإنجاز الذي سيحققونه عمليًّا باتجاه استعادة الوحدة الفلسطينية، سيكون هناك تأثيرات مباشرة على الموقف المترهل لبعض الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية.

المصدر / فلسطين أون لاين