كشف عضو وحدة مكافحة فيروس كورونا في القدس المحتلة منير الغول، عن عزوف غالبية المواطنين المقدسيين عن إجراء فحوصات فيروس كورونا، حتى بعد ظهور الأعراض المتعلقة بالإصابة بالمرض.
وقال الغول خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، إن عدم إقبال المقدسيين عن إجراء الفحص يعود لخوفهم وقلقهم من إدخالهم لمراكز الحجر الصحي أو المستشفيات لمدة 14 يوماً.
وأوضح أن المقدسيين اعتادوا على نمط حياة يتعلق بالاختلاط والتقارب الاجتماعي، لذلك يصعب عليهم العزل بسبب كورونا، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينعكس سلباً على المصاب وعائلته ومحيطه بشكل عام.
واعتبر هذا العزوف "مؤشراً خطيراً" يتسبب بارتفاع أعداد المصابين، كون المقدسيين يخرجون من منازلهم ويمارسون حياتهم طبيعية، ويشاركون في المناسبات الاجتماعية.
وأفاد الغول بأن أعداد الإصابات اليومية بالمرض في القدس يزيد عن 100 إصابة نتيجة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، في حين بلغ مجموع الحالات النشطة منذ بداية الجائحة في شهر مارس/آذار من أصل 6 آلاف إصابة، فيما بلغت حالات الشفاء 4300 حالة، وعدد الوفيات 32 حالة.
وأشار إلى أن بعض المقدسيين يلتزمون بارتداء الكمامات، ويحرصون على التباعد الاجتماعي، في حين أنهم يتجاهلون ذلك عند حضور المناسبات الاجتماعية، وهو ما يسبب انتقال العدوى بشكل كبير.
وبيّن الغول أن الطواقم الطبية العاملة في كورونا، تعوّل على وعي المواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة وارتداء الكمامات والقفازات الطبية، بهدف تقليل أعداد الإصابات.
وحمّل الغول، شرطة الاحتلال ووزارة الصحة التابعة له، المسؤولية الكاملة، عن إهمالهم في تقديم الرعاية الصحية للمقدسيين، لصالح الإسرائيليين.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال لا تولي اهتماما بالمقدسيين القاطنين في شرقي القدس، "وهو ما يجعل الأمر مرهوناً بوعي المواطنين".
وشدد الغول على أن "الاحتلال يمارس سياسية التمييز العنصري، ويفرض الغرامات المالية على المقدسيين بحجة عدم ارتداء الكمامات بشكل شبه يومي دون الحرص على التباعد ووسائل السلامة"، منوهاً إلى أن قيمة الغرامة تبلغ 500 شيكل.
وبحسب الغول، فإن شرطة الاحتلال تفرض غرامات على أصحاب البقالات تصل قيمتها إلى 5 آلاف شيكل بحجة التجمهر، لافتاً إلى أن العشرات من المحلات في أحياء المدينة تعرضت لهذه المخالفات.
وأشار إلى أن وحدة مكافحة كورونا في القدس تضغط على بلدية الاحتلال ووزارة الصحة الإسرائيلية للاهتمام والحرص على صحة المواطن المقدسي، من أجل تقليل أعداد الإصابات اليومية.
وأوضح الغول أن الاحتلال لا يتحرك بدعم المقدسيين إلا بعد تعرضه لضغوطات من منظمات حقوقية خارجية، مشيراً إلى أن أقسام "كورونا" في مستشفى "هداسا" و"عين كارم" ممتلئة بالمصابين الإسرائيليين والمقدسيين.
واعتبر أن وضع إصابات كورونا في صفوف المقدسيين "مُسيطر عليه" إلى حد ما رغم امتلاء الأقسام، منوهاً إلى وجود 45 حالة ما بين متوسطة إلى خطيرة، و5 حالات فقط على أجهزة التنفس الاصطناعي فقط.
وطالب الغول المقدسيين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا، حرصاً على سلامة المرضى والشيوخ والأطفال.