قائمة الموقع

بساعة حوارية عن كورونا.. خذ أبناءك إلى بر الأمان

2020-08-31T13:58:00+03:00

يصحب انتشار فيروس كورونا الكثير من المشاعر كالقلق والخوف والإجهاد وغيرها مما يظهر على مختلف المراحل العمرية، خاصة الأطفال، مع الاضطرار إلى إغلاق المدراس وتعطيل الأنشطة التي يمارسونها، والبعد عن حياة اللعب والأصدقاء، فيصبح الطفل بحاجة إلى دعم من والديه أكثر من أي وقت مضى.
الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار تتحدث إلى صحيفة "فلسطين" بأنه خلال هذه الظروف بعد ظهور فيروس كورونا داخل قطاع غزة واجب على الوالدين أن يساهما في رفع معنويات أبنائهما، ببث روح الاطمئنان وعدم تهويل الأمور، خاصة للأطفال.
وتضيف: "أيضًا عليهم تبسيط الأمور والمعلومات بشرح كيفية الوقاية من الإصابة بالفيروس، وكذلك قراءة القصص لأطفالهم، وتركهم يمارسون الأنشطة المفضلة لهم، والتقارب بالعلاقات بين الآباء وأطفالهم".
وتشير أبو شرار إلى أهمية توفير الاطمئنان للأطفال وعدم تخويفهم وإرعابهم بالفيروس، وتقديم شرح مبسط لهم عنه، وكذلك تطبيق بعض الأنشطة التي تحفز الذكاء.
وتبين ضرورة تخصيص ساعة حوارية للتعبير عن أنفسهم ومناقشة ما يهمهم، وتشجيعهم على التواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة والعائلة حتى لا يشعروا بالعزلة، واستثمار وقت الفراغ في أشغال يدوية أو إبداعية أو ابتكارية حسب قدراتهم ومواهبهم.
وتتابع أبو شرار: "كذلك متابعة المواقع التعليمية والمدرسية حتى لا يكون هناك فجوة في حال انتظام الدراسة نظاميًّا أو عن بعد، وتنظيم حلقات أسرية لزيادة الوعي في مختلف العلوم، إلى جانب الاهتمام بالجانب الروحاني من الصلاة الجماعية والاستغفار والدعاء وقراءة وحفظ القرآن وقصص الأنبياء".
كما يمكن تقديم الدعم لهم بتدريبهم على تمرين الاسترخاء والهدوء كل يوم لتخيف التوتر وإزالة الخوف، وتنفيذ أنشطة فنية وترفيهية مع أفراد الأسرة مثل الغناء والتمثيل والأنشطة والألعاب الجماعية والأدبية.
وللاختصاصية النفسية د. ليزا دامور حديث ينشره موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، عن الكيفية التي تستطيع بها توفير بيئة طبيعية لطفلك في المنزل في أثناء اجتياز هذه المرحلة الجديدة (المؤقتة) التي نحياها.
وتنصح الدكتورة دامور قائلةً: "على الوالدين أن يبقيا هادئين في أثناء مبادرتهما للحديث عن داء كورونا (كوفيد-19)، وعن الدور المهم الذي يستطيعان أن يلعباه هما وأطفالهما بحفاظهم على صحتهم".
وتلفت إلى ضرورة الاستعداد لاحتمال الإصابة بأعراض كأعراض الزكام أو الأنفلونزا العادية، فليس على الأهل أن يشعروا بالخوف المبالغ فيه، وعليهم أن يشجعوا الأطفال بأن يخبروهم في حال أحسوا بالتوعك، أو أنهم يشعرون بالقلق من الفيروس، لكي يتمكن الأهل من المساعدة".
وتضيف: "يجب أن يتفهم البالغون شعور الأطفال بالغضب والقلق من كوفيد-19؛ فهو طبيعي، وعليهم أن يؤكدوا لهم أنه عادة سيكون متوسط الأعراض، وخاصة لدى الأطفال والشباب، وغالبيتها يمكن علاجها، وبذلك نستطيع أن نذكر أطفالنا أن هناك العديد من الأشياء المجدية التي يمكن أن نفعلها للحفاظ على أنفسنا وغيرنا آمنين، ولكي نشعر بأننا قادرون على التحكم بالموقف وظروفه: كغسل اليدين على نحو متكرر، وعدم لمس وجهنا وأن نطبق التباعد الاجتماعي".
وتوضح دامور أن الأطفال بحاجة إلى مخطط، هذا هو الهدف، وما علينا فعله بسرعة هو أن نضع خططًا ليُمضيَ كلٌّ منا يومه على النحو الصحيح، فتنصح أن يحرص الآباء أن يكون لديهم مخطط لإمضاء يومهم، ويضمن ذلك وقتًا للعب إذ يستطيع الطفل أن يستخدم هاتفه ليتواصل مع أصدقائه، وأوقات خالية من التكنولوجيا، وبعض الوقت للمساعدة في أعمال المنزل.

 

مشاعر الأبناء
 

علينا أن نحافظ على ما نثمنه غاليًا ونضع خططًا للاستمرار به، سيرتاح الأطفال كثيرًا إذا كان يومهم مخططًا له، يعرفون متى عليهم أن يعملوا ومتى يستطيعون أن يلعبوا.
وتدعو إلى ترك الأطفال يعبرون عن مشاعرهم، خاصة أنه بعد إغلاق المدارس ألغيت الأنشطة والحفلات والمباريات الرياضية والأنشطة، فخاب أمل الأطفال بفقدان ما اعتادوه بسبب داء كورونا.
وتنصح دامور بأن نتفهم حزنهم، "فالمراهقون يعدون هذه الأمور خسائر كبرى في حياتهم، فادعمهم ولا تستغرب أبدًا حزنهم الشديد وإحباطهم بسبب الأشياء التي خسروها، ويبكونها الآن، وعند ظنك أنهم يعانون هذه المشاعر فتعاطفك ودعمك إيّاهم يمثل السلوك الصحيح في هذه الحالة".
وتنبه إلى أن هناك الكثير من المعلومات المضللة المتداولة عن فيروس كورونا، فلا بد من البحث عما يسمعه طفلك أو ما يظنه صحيحًا، فإن إبلاغ أطفالك بالحقائق لا يكفي، فإذا ما أخذوا معلوماتٍ غير دقيقة، وأنت جاهل ما يدور في خلدهم ولم تصحح ما استقوه، فربما جمعوا بين المعلومة الحديثة التي أبلغتهم إياها وتلك القديمة التي يعرفونها، فجِد ما يعرفه أطفالك لتجعله نقطة انطلاق لتضعهم على المساق الصحيح.
وتحث على القيام بأشياء تصرف نظرهم ومحببة إليهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتعامل مع المشاعر الصعبة: "فابدأ بما يلمّح إليه ابنك، ووازن بين الحديث عن المشاعر التي تخالجه وإلهائه بأمور أخرى تساعده، وخاصة عندما يشعر بالغمّ".
ولا بأس مع المراهقين من عدم تقييد استخدامهم أجهزتهم الإلكترونية لكن دون إسراف، وتنصح دامور أن تقول صراحة لابنك أو ابنتك المراهقة أنك تتفهم أن لديهم المزيد من الوقت للعبث بأجهزتهم الذكية، ولكن ليس من الصواب إطلاق العنان لهم في استخدامها والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي عليها: "اسأل ابنك أو ابنتك المراهقة: كيف لنا أن نحلّ هذه المسألة؟، هل تستطيع أن تأتي بخطة ليومك وتريني إياها، وبعدها سأخبرك برأيي؟".
تشرح قائلةً: "الآباء والأمهات أيضًا قلقون والأطفال يشعرون بذلك، وأنا أرجو الأهل أن يفعلوا ما بوسعهم للتحكم بقلقهم، وألا يطلعوا أطفالهم على مخاوفهم، هذا يعني كبت المشاعر، وهو أمر ليس بالسهل في بعض الأحيان، وخاصة إذا ما كانت تلك المشاعر تشكل ضغطًا على الوالدين".
يعتمد الأطفال على والديهم للإحساس بشيء من الطمأنينة والأمان، "ومن المهم أن نتذكر أنهم الركاب في هذه المحنة ونحن من نقود العربة، وعليه، إن شعرنا بالقلق يجب ألا يتسرب هذا الشعور إليهم، فيعيق شعورهم بالأمان في أثناء رحلتهم".

اخبار ذات صلة