بين أشجاره الموزعة بشكل متساوٍ على مساحة 60 دونماً جنوب مدينة غزة، يتفقد المزارع بدري صبري ثمار الزيتون استعداداً لطرح المحصول قريبا في السوق المحلي.
وتعرقل أزمة الكهرباء وجائحة "كورونا" نشاط المزارع الخمسيني صبري الذي ورث مهنة الزراعة .
يقول صبري لصحيفة "فلسطين:" نحن بأمس الحاجة الآن إلى توافر الكهرباء لتشغيل المولدات اللازمة من أجل ري الأشجار، خاصة في هذه الفترة القصيرة المتبقية قبل قطف المحصول، فالماء مفيد جداً في زيادة نمو حبات الزيتون ".
كما أضاف صبري أن حالة الطوارئ المعمول بها في غزة وما يرافقها من حظر التجوال تحول دون وصوله الى أرضه، ما اضطره إلى الطلب من أحد عماله المبيت الدائم في الأرض لمتابعتها أولاً بأول ومراقبة وصول التيار الكهرباء لتشغيل المولد لري المزروعات".
وأشار إلى أن الزيتون بحاجة إلى رشه بمبيدات ضد التسوس، في هذه الأوقات، موجهاً دعوته لوزارة الزراعة والجهات المختصة بالزراعة من أجل مساعدتهم لتفقد أراضيهم .
وحسب صبري فإن صنف "السري" يستحوذ على نسبة (60) بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة بالزيتون في أرضه، و(20) بالمئة لصنف k18، و(20) بالمئة لصنف الشملالي.
من جانبها أكدت وزارة الزراعة أنه ستعمل ما في وسعها من أجل تمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم خاصة في المناطق البعيدة عن منطقة سكنهم، وكذلك تسهيل الاجراءات لقطف الثمار والعمل في المعاصر.
وقال رئيس البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، فضل الجدبة، إن وزارته تضع خطة لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية وقطف ثمار المحصول بطريقة تحفظهم من جائحة كورونا.
كما أضاف الجدبة لصحيفة "فلسطين" أن الوزارة تبحث مع أصحاب معاصر الزيتون آلية العمل في ظل تفشي جائحة كورونا بغزة ، مبيناً أن الوزارة ستزود المعاصر بمهندسين زراعيين ، وطواقم طبية وأمنية بهدف تسهيل العمل داخل المعاصر دون اكتظاظ من شأنه أن يعرض المزارعين لأي مكروه صحي.
وأوضح الجدبة أن اجمالي مساحة الأرض المزروعة بالزيتون في قطاع غزة تقدر( 39950 ) دونما منها ( 33400 ) مثمر و(6550 ) غير مثمر.
ورجح الجدبة أن تنتج تلك المساحة المثمرة نحو ( 23500 طن ) من الزيتون، وهي كميات تغطي من ( 80-90% ) من احتياج السكان الموسم الحالي.
وأشار الجدبة إلى أن الموسم الماضي حقق الزيتون اكتفاء ذاتيا ، لافتاً إلى ظاهرة تبادل الحمل عند الزيتون، حيث يختلف الحمل من عام عن الآخر.
وذكر المسؤول أنه في العادة يبدأ قطف الزيتون لغرض التخليل بعد منتصف سبتمبر من كل عام، وللزيت مطلع اكتوبر، مشيراً إلى أن بعض المزارعين يؤخرون القطف لنحو أسبوعين لحين التأكد من النضج الكامل لثمار الزيتون.
ودأبت وزارة الزراعة على تشكيل لجنة فنية للبت في مواعيد افتتاح معاصر الزيتون أمام المزارعين، يسبق ذلك إجراء أعمال صيانة للآلات والمعدات واصلاح الأعطال داخل المعاصر.
من جانبه قال الخبير الزراعي م.نزار الوحيدي إن فلسطين تعد موطنا لشجرة الزيتون، ذلك أن الظروف المناخية ملائمة والخبرة لدى المزارعين كبيرة والتغيرات الزراعية الأخيرة لصالح زراعته.
وتحدث الوحيدي لصحيفة "فلسطين" عن أصناف الزيتون بغزة منها، "الصوري" أو" السري" والشملالي، والنبالي وصنف K18 وهناك أيضا صنف كلاماتا ، تلك الأصناف الرئيسة وقليل جدا من الأصناف الأخرى .
وقدم الوحيدي إرشادات للمزارعين خلال جني محصول الزيتون كالالتزام بمواعيد القطف المعلنة من جانب وزارة الزراعية، تجنب استخدام العصا في جني المحصول، لأنها تكسر الأغصان الحديثة وتسبب خدوشا في ثمرة الزيتون الذي يرفع الحموضة في الزيت.
أيضا وضع "شادر" حول جذع شجرة الزيتون، لحماية الثمار من التلف، كذلك الاتفاق بين المزارع وصاحب المعصرة على موعد العصر، حتى لا تترك الثمار معبأة في أكياس لعدة أيام داخل المعصرة، كما يفضل وضع الثمار داخل صناديق بلاستيكية أو خشبية جيدة التهوية حفاظاً على الزيت من ارتفاع نسبة الحموضة.
وأشار الوحيدي إلى ضرورة فرز المزارع الزيتون داخل أرضه قبل التوجه للمعصرة لتفادي عصر التالف، لافتاً إلى أن الثمار التالفة زيتها يستخدم في أغراض صناعية.