أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن الألعاب والتمارين الرياضية تفيد الدماغ وتحد من التدهور المعرفي أكثر من ألعاب الدماغ وعلى رأسها الكلمات المتقاطعة وألعاب الذكاء المنتشرة بكثرة على الإنترنت.
واختبر الباحثون (علماء نفس وأمراض شيخوخة وإدراك بجامعة ولاية فلوريدا الأمريكية) فاعلية وجدوى ألعاب الدماغ فى الحفاظ على وظائف الإدراك والمعرفة ومكافحة فقدان الذاكرة، بعد أن تحولت هذه الألعاب إلى صناعة تدر مليارات الدولارات عبر الإنترنت فى الولايات المتحدة، من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
وأجرى الفريق دراسته التي نشر نتائجها الثلاثاء 18-4-2017 ، في دورية (Frontiers in Aging Neuroscience) على مجموعتين من الأشخاص الأولى مارست ألعاب الفيديو لتدريب الدماغ عبر الإنترنت، والثانية قامت بممارسة لعبة الكلمات المتقاطعة وعدد من الألغاز.
ووجد الباحثون أن هذه الألعاب تحسن الذاكرة بشكل عام وتساعد على إتقان الكثير من المهام اليومية، لكن فوائدها التي يتم الترويج لها تنطوي على كثير من المبالغة.
وقال قائد فريق البحث، نيل شارنيس، أستاذ علم النفس والشيخوخة والإدراك إن "ألعاب الذاكرة من الممكن أن تفيد فى تحسين مهارات الحفظ، لكن فوائدها محدودة جدًا إذا ما تمت مقارنتها بالتمارين الرياضية، ولا تُسعف كبار السن مثلاً على تذكر أين وضعوا مفاتيح المنزل".
وأضاف أن "الناس لديهم مخاوف حقيقية بشأن فقدان الإدراك والذاكرة أثناء تقدمهم في السن، لذلك يفعلون كل شيء لمحاولة منع التدهور المعرفي".
وأشار إلى أن "الدراسات السابقة كشفت أن التمارين الرياضية، تعود بفوائد عظيمة على الذاكرة؛ لأنها في الواقع تحدث تغييرات هيكلية مفيدة في الدماغ وتعزز وظيفته على عكس ألعاب الدماغ".
ونوه إلي أن "الأشخاص الذين يبحثون عن تحسن حقيقي في الإدراك والمعرفة والذاكرة فإن ألعاب الدماغ لن تساعدهم على ذلك، وعليهم ممارسة التمارين الرياضية بدلًا من الجلوس أمام الكمبيوتر لممارسة تلك الألعاب".
وكانت أبحاث سابقة أفادت بأن التمارين الرياضية، وعلى رأسها رياضة المشي، يمكن أن تحسن وظائف الإدراك والذاكرة لدى كبار السن، فى مرحلة الشيخوخة.