يحرص محمد حمدان على ارتداء كمامة وقفازات خلال وقوفه أمام نقطة لبيع الخضراوات في أحد أحياء مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ضمن إجراءات الوقاية والسلامة من جائحة فيروس "كورونا".
وافتتح في القطاع الساحلي البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا، بتعداد سكاني يزيد على مليوني نسمة، سلسلة نقاط لبيع المواد الغذائية ضمن إجراءات مواجهة الجائحة الفيروسية التي انتقلت لغزة قبل أيام، موقعة إصابات ووفيات.
وقال حمدان الذي يدير نقطة بيع الخضار عند مفرق أبو هاشم في رفح، لصحيفة "فلسطين"، إنه يبدأ عمله في تمام الساعة السابعة صباحًا وحتى ساعات المساء من كل يوم، ويعمل طيلة هذا الوقت على تلبية احتياجات المواطنين من الخضراوات.
وأشار إلى أن المواطنين القريبين منه يأتون للتسوق من نقطة البيع مع الحرص على إجراءات الوقاية وأولها ارتداء الكمامة والقفازات والتباعد؛ خشية انتقال الفيروس عن طريق الاحتكاك والمخالطة.
وأضاف أن مواطنين من مناطق متباعدة في المحافظة يتصلون به عبر الهاتف، ويجلب لهم ما يريدون من خضراوات، وينقلها بواسطة دراجة "تكتك"، مقابل ثمن المواصلة فقط دون الحصول على أي زيادة مالية.
ويحرص حمدان كما يقول على بيع الخضراوات وفق السعر الذي حددته وزارة الاقتصاد بغزة، ويرفض بشدة أي رفع في الأسعار أو استغلال المواطنين في مثل هذا الظرف الصعب الذي يمر بها سكان القطاع.
وإشادة بنقاط البيع هذه، كتب صاحب الحساب "Ghassan Ghassan" على صفحته في موقع "فيسبوك": "وأنا في بيتي ومن غير ما أعرض سلامتي أو سلامة عائلتي لأي خطر.. اتصلت على النقطة الأقرب لبيتي، أرسلت له رسالة بالأغراض المطلوبة وبعد أقل من نصف ساعة كان عندي على باب البيت بكل ذوق واحترام وبأسعار رخيصة"، موجهًا شكره لبلدية رفح على ما وصفه بـ"التجربة الجميلة التي يلزم تعميمها في قطاع غزة".
المشهد ذاته يتكرر لدى أحد المحلات التجارية في حي تل الهوا جنوبي مدينة غزة، وتحديدًا في سوبر ماركت عماد، الذي يديره عبد الرحمن حبيب.
ويشير حبيب خلال حديثه مع "فلسطين"، إلى أنه يلجأ إلى توصيل احتياجات المواطنين لمنازلهم في بعض مناطق الحي بناءً على طلباتهم، مشيرًا إلى أن أحد العاملين لديه يستخدم دراجة هوائية لتوصيل ما يطلبه المواطنون، رغم عدم وجود مركبات في إثر قرار حكومي بمنع سيرها في الشوارع أو نقل مواطنين من مكان إلى آخر.
ويضيف أنه يتخذ إجراءات الوقاية والسلامة اللازمة ويمنع التجمهر في السوبر ماركت، مع التباعد بين الوافدين، ويرتدي كمامة وقفازات ويطلب ذلك من زبائنه كذلك أيضًا.
وأشار إلى عدم وجود تغير على أسعار ما يتوفر لديه من بضائع سوى البيض الذي ارتفع ثمنه من التجار وليس من أصحاب المحال التجارية، ووصل سعر الكرتونة إلى 9 شواقل.
وتزامن وصول جائحة "كورونا" لغزة وظروف اقتصادية استثنائية يمر بها غالبية المواطنين في إثر استمرار الحصار الإسرائيلي منذ نحو 14 عاما، تركت تداعيات خطرة على الأوضاع الإنسانية، وفق مراقبين.
وفي محافظات أخرى من القطاع الساحلي يغيب مشهد الالتزام في بعض المناطق بالقرارات الحكومية التي شملت حظرًا للتجوال منعًا لتفشي الفيروس، وخاصة في بعض الأسواق، إذ يتهافت المواطنون لاقتناء حاجياتهم.
ورصدت "فلسطين" مرة أخرى كيف جاء عناصر الشرطة في دوريات لتفريق المواطنين ومنع الازدحام.
وعندما شاهدت منال إبراهيم من سكان حي الشيخ رضوان، حرص الشرطة على إغلاق السوق الوحيد في الحي، عادت لبيتها وقررت التواصل مع إحدى نقاط البيع لجلب احتياجاتها من المواد الغذائية، شرط أن تكون البضائع بحالة ممتازة ودون رفع في الأسعار.
وقالت لـ"فلسطين" إنها لن تخرج من بيتها إطلاقًا حفاظًا على سلامتها وسلامة عائلتها من الفيروس الذي ظهر في الصين نهاية 2019 وانتقل لغزة حديثًا في أول تفشٍ للكائن الخفي.
وسجل في غزة إصابات ووفيات في إثر الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي بعدما تسبب بوفاة قرابة مليون شخص وإصابة ملايين آخرين حول العالم.
نقاط البيع.. متاجر مأهولة بالمواد الغذائية توصل احتياجات المواطنين لمنازلهم
فلسطين اون لاين