فلسطين أون لاين

​أهالي الأسرى في الداخل المحتل يفتقدون الناشط العمري

...
فراس العمري (أرشيف)
طولكرم - خاص "فلسطين"

لم يفُت إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤسسة "يوسف الصديق" لرعاية الأسير في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، قبل نحو عام، من عضد مدير المؤسسة فراس العمري، الذي واصل نشاطاته في خدمة قضايا الأسرى، في إطار لجنة الحريات والأسرى التابعة للجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل.

وباتت صورة الناشط العمري ترفع جنباً إلى جنب مع الأسرى في سجون الاحتلال، بعد أن كان يسعى بكل جهد من أجل تحريرهم ورفع صوتهم عالياً، وبات هو أسيراً في قبضة سلطات الاحتلال.

واعتقلت سلطات الاحتلال، العمري (45 عامًا) بعد اقتحام منزله في قرية صندلة في مدينة الناصرة بالداخل المحتل، في 22 آذار/ مارس الماضي.

خدمة الأسرى

وقال رئيس "لجنة الحريات والأسرى" في الداخل، الشيخ كمال الخطيب: إن اعتقال سلطات الاحتلال للناشط العمري، جاء على خلفية نشاطه في خدمة قضايا الأسرى.

وأوضح الخطيب لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يستهدف منع عدة فعاليات مناصرة للأسرى في سجونه ومحاولة لملاحقة وإخراس كل صوت يدافع عن قضايا الأسرى من خلال اعتقال الناشط فراس العمري.

وأشار إلى أن اعتقال العمري جاء في اليوم الذي كان ينوي التوجه فيه إلى مدينة عرابة (شمال فلسطين المحتلة) للقاء ذوي الأسيرة المحررة لينا الجربوني، بهدف وضع الترتيبات لاستقبالها، كما كان يخطط لزيارة عدد من ذوي الأسرى في الداخل الفلسطيني.

وقال: "إن بصمات العمري لا ينكرها أحد وخاصة الأسرى وعائلاتهم، وها هو في يوم الأسير هو نفسه داخل الاعتقال"، مشيرا إلى أن الاحتلال ينوي توجيه لائحة اتهام ضد العمري.

وشدد الخطيب على أن العمري كان أصيلا ومخلصا ومتفانيا في خدمة الأسرى وعائلات الأسرى الذين يقدرون دوره وعطاءه في خدمة قضيتهم.

دور كبير

من جانبها، قالت الحاجة فتحية جبارين والدة الأسير محمود جبارين من مدينة أم الفحم في أراضي الـ48: إن أهالي أسرى الداخل يكنون كل تقدير للناشط فراس العمري.

وأضافت جبارين: "كان على تواصل دائم معنا ويزورنا باستمرار للاطمئنان على ذوي الأسرى وينقل إلينا أخبار أبنائنا في سجون الاحتلال، ويساعدنا في الزيارات ويوفر الحافلات التي تقلنا إلى السجون لزيارة أبنائنا".

وأشارت إلى أنها تشعر اليوم بفقدان الشخص الذي كان يؤازرهم ويقف معهم، وأن جميع أهالي أسرى الداخل يفتقدونه، ويشعرون بالدور الكبير الذي كان يقوم به في خدمة قضية الأسرى والتسهيل على عائلاتهم.

وتابعت أن العمري كان له دور كبير في إحياء ملف الأسرى في الداخل وإثارتها على كل الأصعدة وكان دائم التذكير بهم في كل مناسبة، معربة عن أملها بالإفراج عنه وعن جميع الأسرى وخاصة أسرى الـ48 القدامى قريباً.

يذكر أن العمري، تعرض للاعتقال الأول عام 1991 بتهمة كتابة شعارات معادية لدولة الاحتلال، وأمضى حينها 12 شهرًا في سجون الاحتلال؛ قبل أن يُعاد اعتقاله عام 1996 بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير قانونية وصدر بحقه حكمًا بالسجن مدة 3 سنوات.

واعتقل الناشط العمري المرة الثالثة عام 1999 ووجهت له هذه المرة تهمة الانتماء لمنظمة محظورة وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وصدر بحقه حكمًا بالسجن الفعلي مدة 8 سنوات.

يُشار إلى أن سلطات الاحتلال أخرجت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح عن القانون وحظرت نشاط أكثر من 25 مؤسسة وجمعية أهلية بينها "يوسف الصديق"، استنادًا إلى قانون الطوارئ الانتدابي عام 1945، بذريعة أنها تشكل خطرًا على أمن (إسرائيل).