قائمة الموقع

بعمر 27 عامًا.. تهاني تنال درجة الدكتوراة في الأدب والنقد

2020-08-23T09:55:00+03:00
صور تهاني 1.jfif

كان الدافع الرئيس لتهاني أبو صلاح لاختيار تخصص اللغة العربية وعلومها الذي سارت فيه حتى حصولها على درجة الدكتوراة بعمر 27 عاما في خطوةٍ نوعيّة هو آية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر:9).

لهذه الآية القرآنية –تقول تهاني- تأثير روحي وعاطفي "أخذني نحو الإحساس بالمسؤولية تجاه ديننا وتراثنا وهويتنا الإسلامية والعربية".

تقول تهاني: "شعرت أن الله عز وجل يسخر لهذه اللغة مَن يحفظها، كما ويدفعهم الى تجنيد طاقاتهم نحو حمايتها والحفاظ على هويتها وتميزها"؛ معبرة عن فخرها كونها ضمن الكوكبة التي تدور في فلك العربية وعلومها "ابتغاء وجه الله وإحياء للعربية وتأصيلاً لجذورها".

أما موضوعها الموسوم بـ(أسماء الله الحسنى- دراسة تداولية) يُعد الدراسة الأولى فلسطينيّاً والثالث على مستوى الوطن العربي في هذا السياق؛ كما تقول.

واستطاعت الطالبة "الصغيرة سنًّا" أن تقطع المراحل التعليمية الطوال في قليل من الأعوام بإصرارها على التمسك بحقها في اجتياز عتبة الأحلام إلى الحقيقة والواقع.

ووُصِفت الطالبة تهاني بأصغر باحثة تُمنَح شهادة الدكتوراة في فلسطين- قسم اللغة العربية من الجامعة الإسلامية بغزة، إذ نشأت وترعرعت في مدينة خان يونس بقطاع غزة المحاصَر وعاشت آلامها وآمالها، واستطاعت في تلك المدة القليلة الحصول على أربع شهادات من الجامعة ذاتها في الأدب العربي، قاومت فيها مشاعر الخوف والتردد التي قد تصيب طالب العلم في مراحل الدراسة المختلفة -لا سيما- المراحل العليا منها، التي تحتاج إلى الكثير من البذل والانقطاع والتجرد للعلم وآفاقه.

ويمثل بحثها تفسيراً جديداً لأسماء الله الحسنى في القرآن الكريم ووظيفتها فيه والمعاني التي تحققها في كل موضع من الآيات والسور، أما التداولية فتعمل على الكشف عن أثر النص في المُتلقي ومدى ارتباطه بالسياق من ناحية وولوجه إلى مشاعر القارئ والتأثير فيه من ناحية أخرى.

وتشير تهاني إلى أن فكرة الدراسة تقوم على ذِكر كل اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه ودلالاته وتوضيح سبب وبلاغة اختيار هذا الاسم بالتحديد في سياق الآية التي ذُكرت فيها دون ذكر اسم آخر.

تقول: "تناولت تفسير كل آية ورد فيها اسم منفرد أو أسماء مقترنة من الأسماء الحسنى، وحاولت الكشف عن سر اقتران الأسماء الحسنى مثل العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، السميع العليم وغيرها وأثرها في نفس المتلقي ووظيفتها في السياق والمعنى والتأثير".

وعن سر نجاح الطالبة المتميزة صغيرة السن كبيرة الحصاد، فإن أهم من دفعها لهذا النجاح وأيد خطاها نحوه بعد توفيق الله ورعايته، والداها إذ كانا يحثانها على تحمل مشقة الطريق ويدفعانها من جديد إن تعثرت بها السبل، وتؤكد أن هذا النجاح تهدي أجره إليهما وتقدمه هدية تبتغي بها رضا الرحمن برضاهما.

تتطلع تهاني إلى مزيد من النجاح والارتقاء، وتؤكد أنها ستعمل على توظيف دراستها لخدمة العلم والعلماء والبحث عن المعرفة؛ للوصول إلى الحقيقة، كما توجه نصيحة لكل مَن يسير في درب العلم وغيره من دروب الصلاح والخير بالثبات والصمود في وجه كل المعيقات، فالعثرات سُنَّة طريق النجاح ولا بد لأهل الجادة من مواجهته.

وتدعو إلى تدبر القرآن الكريم والاتجاه إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى والعيش معها وبها، فكلما ازدادت معرفة العبد بأسماء الله الحسنى وإدراكه لكنهها تعمق فهمه وازداد إيمانه.

وتختم بأن معرفة تلك الأسماء الحسنى وتجلي قيمتها للمسلم هي البداية الصحيحة والمنطلق الأقرب نحو النتيجة المطلوبة، وهي الوصول إلى أعلى مراتب الإيمان والفلاح في الدارين.

اخبار ذات صلة