قائمة الموقع

بيان "العمليات المشتركة".. رسائل واضحة واحتمالية المواجهة حاضرة

2020-08-23T08:32:00+03:00
غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة أثناء تلاوة بيان (أرشيف)

جاء بيان غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة كردٍّ متزنٍ في مواجهة العدوان المستمر على القطاع المحاصر منذ نحو (14 عامًا)، وتنصل الاحتلال من تفاهمات الهدوء الموقعة منتصف العام الماضي 2019، وفق مختصين.

وأكد المختصون أن بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة حمل رسائل واضحة لا تقبل التأويل، بتعهدها بالرد على أي استهداف إسرائيلي لمواقع المقاومة، أو أي عدوان على المواطنين الفلسطينيين، وعدم قبولها باستمرار الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني.

وجاء في الغرفة المشتركة مساء 21 أغسطس/ آب الجاري أنها "لن تقبل باتخاذ العدو الأدوات السلمية -كالبالونات وغيرها- ذريعة لقصف مواقع المقاومة، مؤكدة أن "من حق شعبنا التعبير بكل الوسائل المناسبة عن رفضه للحصار".

وفي هذا السياق يقول الخبير في شؤون الأمن القومي د. إبراهيم حبيب، إن غرفة العمليات المشتركة "تعاملت برصانة وهدوء مع تهديدات الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن الوحدة التي جسدتها الغرفة والردود المتزنة التي قدمتها في بيانها الأخير، "حملت رسائل واضحة لا تقبل التأويل".

ورأى حبيب في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن بيان المقاومة سيكون له أثر كبير في ردع الاحتلال.

وأضاف: "وحدة المقاومة أفشلت ظن الاحتلال الذي رآها تعيش حالة ضعف لتغيير الموازين الإقليمية"، مشيرًا إلى أن المقاومة قدمت نموذجًا وحدويًّا ما سيؤثر في خيارات الاحتلال في مواجهة قطاع غزة.

وأكد حبيب أن رسالة المقاومة بالرد على اعتداءات الاحتلال وصلت رغم التهديدات التي أطلقها وزير الجيش بيني غانتس، بتوجيه ضربة قاسية إلى قطاع غزة في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة، مستبعدًا الذهاب لمواجهة عسكرية، "إذ تعلم سلطات الاحتلال أن ما تمتلكه المقاومة من أدوات سيؤلم الجبهة الداخلية، لذا هي تحاول تجنب المواجهة".

احتمالية المواجهة

في حين عدّ الكاتب والمحلل السياسي هاني السبوس، أن وحدة المقاومة تقف سدًا منيعًا أمام محاولة الاحتلال التفرد بأي فصيل فلسطيني وشق الصف الوطني الفلسطيني.

وقال البسوس لصحيفة "فلسطين": "تتعامل فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس بجدية مع تهديدات الاحتلال، لافتًا إلى أن بيان الغرفة يعكس تنسيقًا كاملًا بين فصائل المقاومة، واتفاقًا على وحدة الهدف ومستوى الرد وسياقاته وأبعاده.

ورأى أن "احتمال المواجهة العسكرية المفتوحة مع الاحتلال لا يزال قائمًا، لكنه ضعيف، حيث لا ترغب سلطات الاحتلال، أو الفصائل المقاومة بالوصول إلى وضع كهذا لأن التداعيات ستكون كارثية".

ورجح البسوس المواجهة العسكرية المفتوحة في حال خرج فعل المقاومة والاحتلال عن السيطرة، كأن يترك القصف الإسرائيلي شهداء أو يستهدف قادة أو أن يتسبب قصف المقاومة بوقوع قتلى في صفوف المستوطنين، مشيرًا إلى أن جهودا إقليمية ودولية كبيرة تبذل لاحتواء الوضع قبل وصوله لمواجهة محتملة.

وشدد على أن التنسيق الكامل على كل المستويات بين الفصائل الفلسطينية وضمن غرفة العمليات المشتركة، "يمكّن المقاومة من حماية المصالح الفلسطينية أمام أي تصعيد".

وحدة ميدانية

في حين قال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي محمود مرداوي: "أثبتت المقاومة على مدار السنوات الماضية أنها متقدمة على المستوى السياسي الفلسطيني، فتمكنت من توحيد الصفوف وعملت بقاعدة شركاء في الدم شركاء في القرار".

وأضاف مرداوي لصحيفة "فلسطين": "الوحدة الميدانية والأداء المنسق والمضبوط للفصائل يؤكد أن غرفة العمليات المشتركة تعمل وفق رؤية قيادية موحدة تعكس قدرتها على الحفاظ على الإيقاع خدمة لأهدافها السياسية والنضالية وفقا للأوضاع المحيطة".

وشدد على أن المقاومة "لا يمكن أن تقبل الهدوء مع الحصار، في ظل تنصل الاحتلال من كل التعهدات والالتزامات تجاه قطاع غزة المحاصر منذ نحو 14 عامًا".

ولفت إلى أن المقاومة واضحة في مطالبها، وأرسلت رسائل لتطبيق تفاهمات التهدئة كاملة، مستبعدًا خيار المواجهة العسكرية، "التي إذا ما فرضت على المقاومة، فجهوزية الرد حاضرة".

وتسود حالة من التوتر الأمني والميداني في قطاع غزة منذ أيام، حيث يقصف جيش الاحتلال يوميًّا أهدافًا في القطاع، بزعم الرد على إطلاق بالونات حارقة من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة.

ومنذ نحو عشرة أيام، تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال مواد البناء والوقود إلى القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، كما أنها أغلقت البحر أمام الصيادين.

وشنت (إسرائيل) ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة منذ عام 2008 حتى 2014، إلى جانب جولات توتر وتصعيد متقطعة، توسطت خلالها مصر والأمم المتحدة وقطر للتهدئة.

اخبار ذات صلة