حذر مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بسام الحمادين من الأثار الكارثية التي يمكن أن تمر بها مستشفيات قطاع غزة جراء توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، مؤكداً أن عشرات الآلاف من المرضى المستفيدين من الخدمات الصحية يومياً سيتضررون.
وقال الحمادين لصحيفة "فلسطين": "هناك أقسام حيوية المستشفيات يوجد بها مرضى بحاجة إلى الخدمة الطبية وإلا حياتهم ستكون مهدّدة للخطر بسبب انقطاع الكهرباء وتباطؤ عمل الأجهزة الطبية، مثل قسم العناية المركزة، حضانة الأطفال، العمليات الجراحية، غسيل الكلى".
وأضاف: "كما يوجد بعض الخدمات الإغاثية اللازمة والضرورية للتدخل الجراحي ولعمل بعض الأقسام مثل المختبرات الطبية والأشعة التشخيصية والتعقيم للعمليات الجراحية"، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء سيحرم الآلاف من المرضى من الحصول على هذه الخدمات.
ونبه إلى أن هناك بعض القطاعات الهامة مثل بنوك الدم التي تحتوي على وحدات دم تحتاج لحفظها في ثلاجات خاصة لتبقى صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى تطعيمات الأطفال التي تكون محفوظة في ثلاجات تحتاج للكهرباء لحفظها.
وأفاد الحمادين أن مشكلة الكهرباء هي أزمة قديمة حديثة على القطاع وقامت الوزارة باتخاذ اجراءات مسبقة لاحتواء الأزمة إذ عملت في السابق على تجهيز أقسام بالطاقة الشمسية بالإضافة إلى العمل على مولدات كهربائية وزودت في الآونة الأخيرة المستشفيات بخط يعمل على مدار الساعة. واستدرك: "ولكن بعد إعلان محطة التوليد توقف عملها فإن خط العمل لساعات على مدار اليوم سيتوقف عن العمل"، لافتاً إلى أنهم الآن بصدد التواصل مع شركة الكهرباء لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الأزمة وأخذ الاحتياطات اللازمة.
وذكر الحمادين أن الوزارة لديها مولدات كهربائية، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وتكاليف تشغيل هذه المولدات سيكون فوق قدرة وزارة الصحة التي تعاني من ظروف مالية صعبة. وأردف: "نتواصل مع المؤسسات المانحة لتزويد المستشفيات بالوقود لتشغيل المولدات، وفي حال انقطاع الكهرباء، إذ نحتاج إلى نصف مليون لتر شهرياً من السولار لتشغيل المولدات، وهذه كمية كبيرة وليس لدى الوزارة تمويل لها".
وبين الحمادين أن وزارة الصحة لديها حوالي 2400 سرير في مستشفيات القطاع، وهذه الأسرة تكون مليئة بشكل يومي بمختلف المرضى، كما أن هناك الآلافَ من الذين يصلون للعيادات الخارجية ومثلهم الذين يأتون لأقسام الطوارئ على مدار الساعة.
ونبه إلى وجود 600 مريض في مرافق غسيل الكلى المنتشرة في مستشفيات القطاع، وهناك 130 سريرًا في العناية المركزة و140 حضانة أطفال معظمها مشغول بحالات خطيرة، بالإضافة إلى أقسام الولادة والعمليات القيصرية ورعاية الأمومة والطفولة وغيرها من الخدمات الطبية التي لا يمكن تأجيلها بأي حال من الأحوال.
وعبر عن أمله في ألا تستمر هذه الأزمة، وأن يتم التدخل بشكل فوري لحل مشكلة الكهرباء وإدخال الوقود اللازم حتى لا يدخل القطاع الصحي في سيناريو مؤلم وأزمة جديدة سيقع ضحيتها الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة من الأطفال، كبار السن والنساء.