فلسطين أون لاين

تقرير أزمة الكهرباء تربك المراجعة التعليمية في بيوت المواطنين

...
محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة .. تصوير/ ياسر فتحي
غزة/ فاطمة الزهراء العويني

عادت أزمة التيار الكهربائي، مجدداً، لتلقي بظلالها السلبية على حياة المواطنين بعد إعلان محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة المحاصر، توقف جميع مولداتها عن العمل.

وأعلنت محطة الكهرباء، توقف جميع مولداتها عن العمل، الثلاثاء، وبموجب ذلك أصبح جدول الكهرباء 4 ساعات وصل و20 ساعة قطع؛ بسبب وقف إدخال سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الوقود اللازم لعملها.

وأثار إجراء الاحتلال العقابي تنديدا حقوقيا وغضبا شعبيا من المواطنين الذين تعايشوا نسبيا مع "جدول 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات قطع" بفعل المنحة القطرية لغزة التي زودت المحطة بالوقود اللازم.

وقالت المواطنة فداء حلس إن أزمة الكهرباء أحدثت "إرباكا" في جدول أعمالها المنزلية.

وذكرت لصحيفة "فلسطين" أن انقطاع الكهرباء يؤثر على نفسيتها سلبا لعدم قدرتها على إنجاز مهامها المنزلية والتفرغ لتدريس أبنائها.

وأشارت حلس إلى أن رؤية ملابس أولادها "متسخة" وعدم قدرتها على "استحمام" أبنائها بعد يوم دراسي شاق في ظل الحر يجعلها غير قادرة على متابعة دروسهم.

ونوهت إلى أن فترة وصل الكهرباء حاليا – 4 ساعات - لا تكفي لشحن بطاريات "اللدات" مما يجعل أمر متابعة الدروس مساء "شبه مستحيل لضعف الإنارة".

واعتبرت سناء صبيح انقطاع الكهرباء سببا رئيسيا في عرقلة سير العملية التعليمية في ظل الأجواء الحارة وتكدس أعداد الطلبة داخل الفصل الواحد.

وقالت صبيح لـ"فلسطين": هذا التكدس يتسبب بمشاكل وأمراض جلدية بين الطلبة نتيجة الأجواء الحارة وتوقف المروحيات الكهربائية، عدا عن الكسل والخمول والنعاس.

وأضافت: في المنزل أيضا أنا عاجزة عن توفير الظروف المناسبة لمتابعة دروس أبنائي خاصة أن الكهرباء لا تأتي سوى أربع ساعات "أنهمك فيها بإتمام أعمال المنزل".

وأكد الخبير التربوي محمد الحطاب أن تجدد أزمة انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر سلباً بشكل كبير على التعليم المدرسي، وسيفقد الطلبة القدرة على القيام بأي أنشطة ترفيهية في المنزل تجدد نشاطهم "وبالتالي سيأتون للمدارس دون دافعية".

وذكر الحطاب لصحيفة "فلسطين" أن أزمة التيار الكهربائي ستؤثر على متابعة الدروس في المنزل سيما أن أغلب الأهالي يدرسون أبناءهم خلال الفترة المسائية نظرا لوجود الأب وتفرغ الأم.

وقال إن انقطاع الكهرباء سيعطل متابعة الدروس خاصة أن الطاقة البديلة – إنْ توفرت- ليست بقوة الكهرباء العادية.

وأشار إلى أن ذلك سيعطل مشروع "التعليم الالكتروني" الذي تعمل وزارة التربية والتعليم على تأسيسه، ولن يكون هناك قدرة على تطبيقه في حال حدوث أي طارئ في قطاع غزة لعدم توفر التيار الكهربائي.

وأضاف: إذا كانت نسبة نجاح التعليم الالكتروني في الظروف شبه الطبيعية "جدول الثماني ساعات" ليست مرتفعة فإنها في ظل الأزمة الحالية قد تنعدم.

أما طلبة الثانوية العامة –وفقاً للحطاب- الذين يحتاجون لبذل جهد أكبر ووقت أطول للدراسة فإنهم في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء وصعوبة الطقس سيكون من الصعب عليهم الدراسة بالكفاءة المطلوبة.

وأكد الحطاب أن "التأثير السلبي سيطال طلبة الجامعات الذين اقتربت الاختبارات الالكترونية للفصل الصيفي وسيكون هناك مردودا سلبيا للأزمة ولن يكون هناك مخرج بكفاية تربوية جيدة".