ذاع صيتها كمصورةٍ في مجال الحياة البرية؛ لتنطلق بشغفها عام 2004؛ متخذةً طريقاً معاكساً للعادة؛ فالمصورون عادةً يبدؤون بتصوير الحيوانات الكبيرة ومن ثم الطيور الصغيرة؛ لكنها فعلت العكس.
جاء ذلك خلال مقابلة صحفية مع أول مصورة في بلدها الهند وهي "راثيكا راماسامي" ؛ التي لم يخطر لها يوماً أن نزهةً عائلية عارضة كانت ستوقعها بحب الطيور التي أصبحت محطّ عاطفتها فيما بعد.
وفي المقابلة التي ترجمتها "صحيفة فلسطين" تتحدث عن دافعها نحو اتجاهٍ مختلف بالرغم من أنها في الأصل متخصصة في هندسة الحاسوب: "صور الحياة البرية تربط الناس بالطبيعة؛ وهذه الصور يمكنها أن تنقل ما لا تنقله الكلمات؛ وهذا ما نسعى إليه: حماية موطن الحياة البرية نظراً لأهميته في خلق التوازن في التنوع البيولوجي؛ فبعض الحيوانات مثل التايجر والطيور مثل النسور صارت مهددة بالخطر واقتربت من الانقراض؛ ويمكن عبر عملنا توعية الأطفال والشباب وتحذيرهم فيما يتعلق بأمورٍ من قبيل إزالة الغابات والتعدين والأنشطة الصناعية والتلوث؛ وكل ما يؤدي إلى تدمير حياة الطبيعة للحيوانات والطيور".
وترى "راثيكيا" أن المصور أداةٌ قوية لتوثيق الحياة البرية؛ حيث يتيح لمنظمات المجتمع المدني استخدام أفضل صور لحيوانات مهددة بالانقراض لتبذل جهودها في التوعية والتحذير بشأن هذه القضية.
وتضيف: "أُتيحت لي الفرصة لزيارة العديد من المتنزهات الدولية في الهند وكينيا وتنزانيا؛ وعايشتُ لحظاتٍ مُدهشة مع الحيوانات البرية؛ وكنتُ سعيدةً لأني أفعل ما أحب؛ أصبحتُ أكثر صبراً وتقديراً للأشياء البسيطة في الحياة؛ بعد أن كنت معتادة على العيش وفق أساسيات وسائل الراحة".
وتبدي سعادتها بالقول: "قابلتُ أناساً رائعين وتلقيتُ الكثير من التقدير من المشجعين والأصدقاء".
ثمة صورة مفضلة بالنسبة لها وهي طائر "الثلج الأبيض"؛ فقد التقطت هذه الصورة في نيودلهي؛ حاولت أن تلتقط الصورة عمودياً حتى تتضمن فرع الشجرة؛ ولحسن الحظ أنها تمكنت من أخذ خلفية خضراء.
ورغم أنها التقطت باستمتاع العديد من اللقطات لهذا الطائر؛ إلا أن هذه الصورة يبقى لها رونق خاص؛ مضيفة: "استمتعتُ بتصوير لقطاتٍ خيالية تتحدى الإبداع في المشاهد الجمالية".
أما عن صورةٍ أخرى للبجع حين التقطتَها بدَت وكأنها لوحة بسبب الخلفية الضبابية؛ ذلك أن بياض البجع واللون الأسود للخلفية خلقا نوعاً من التكامل؛ تشرح عن تلك الصورة بقولها: "الجو الغائم وضوء الشمس المُنقَى؛ أضاف لها تناقضا كاملا للمشهد؛ والأجمل أنه بعد طول انتظار وقفت القليل من البجعات لتكون في وضعية أفضل لقطة للتصوير".
تتحدث بحماس عن صورةٍ أخرى: "في ذلك اليوم كنتُ أبحث عن طيور ووجدتُ ثلاثة ثعابين يمسكون بسمكة؛ كانوا يتواجدون حيث شجرة أوراقها سميكة تحجب ضوء الشمس؛ وواحد منهم كانت مشغولة بابتلاع السمكة بسرعة البرق؛ كنت بانتظار هذه اللحظة؛ حين حاولتُ التركيز على السمكة كان يحاول الثعبان الإمساك بها؛ وهنا رأس السمكة بدت غير واضحة؛ حاولتُ التركيز على عينيَّ الثعبان لأحصل على صورة واضحة لكليهما".
وتُعقّب على هذه الصورة: "قليلٌ من الصور التي يقع المرء في حبها؛ ومن بينها هذه الصورة".
وفي سؤالٍ وُجَّه لها وكان في محله تماماً: "ما الذي يجعل اللوحة جميلة.. هل هي الألوان أم الفرشاة أم الرسام؟؛ تقول: "القضية هي من هو الشخص الذي يقف بجوار الكاميرا؛ فما الكاميرا إلا مجرد أداة لتلتقط المشهد؛ برأيي أن الأساسيات الجيدة لتقنيات المصور تتكون بمتطلبات المهارات الجمالية؛ كما أن المعرفة الجيدة عن الموضوع تساعد في الحصول على أفضل صورة؛ والصبر والمثابرة لازمان.
ولا توجد لديها إجابة مباشرة عن الخطوات التي يجب أن يتخذها المصور؛ فهي ترى أن المصور الجيد يُوثق اللحظة المناسبة بدون استخدام الخدع التصويرية؛ وفي ورش العمل تُعلّم المشاركين كيف يُخططون لرحلات التصوير ويبدعون في الصورة بدلاً من أن يُوثقوا المواضيع.
وتقضي المصورة الهندية وقتها في المراعي؛ وتلتقط صوراً للغروب الجميل ليضفي لوناً ذهبياً ساحراً، وحين يمر قطيع الغزلان عند النهر؛ تلتقطه عدستها مع خلفيةٍ ذهبية للمياه.
ويبدو أن معايشة هذه الأوقات تجعلها في حالةٍ إيجابية؛ فتقول: "لا أشعر بالضجر من هذا المنظر؛ بل يعطيني مشاعر دافئة وهادئة.. لا يزالُ لديَّ طريقٌ طويل لاستكشاف مزيد من الأماكن لتصويرها".