جدل في (إسرائيل) حول السماح لدولة الإمارات بامتلاك طائرات F53 المتطورة، والتي لا تمتلكها إلا إسرائيل، ورغم تأكيد نتنياهو بأن الاتفاق يقوم على سلام مقابل سلام، وأن الاتفاق لا يتضمن أي موافقة إسرائيلية لتصدير هذه الطائرات الأمريكية إلى الإمارات، إلا أن صحيفة يديعوت احرونوت نقلت خبراً عن مسؤولين أمريكيين وإماراتيين، يؤكد أن ابن زايد لم يوافق على صفقة التطبيع مع الإسرائيليين إلا بعد الاتفاق على صفقة لشراء أسلحة بعشرات مليارات الدولارات، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وافقت على بيع الإمارات 4569 مركبة مدرعة مقاومة للألغام بمبلغ 556 مليون دولار.
عدم الموافقة الإسرائيلية على تزويد الإمارات بالأسلحة المتطورة والطائرات الحديثة، رغم توقيعها لاتفاقية سلام، ينطلق من باب الحذر، والخوف من المستقبل، فإسرائيل تعرف أنها توقع اتفاقيات سلام مع أنظمة حكم عربية ليست ديمقراطية، وإمكانية ثورة الشعب على هذه الأنظمة واردة في كل لحظة، وعليه فإن مصير الأسلحة المتطورة سيكون في يد الشعوب العربية الرافضة لكل أشكال التطبيع والسلام الزائف، وما ينطبق على الإمارات من حظر ينطبق على السعودية وغيرها من البلاد العربية، وهناك محاسبة داخلية لنتنياهو لأنه وافق على بيع ألمانيا غواصات حربية متقدمة لمصر العربية.
وإذا كان لبعض الدول العربية صراعاتها الإقليمية، ونزاعات حدودية، وقد تكون بحاجة إلى أسلحة متطورة لتدافع عن نفسها ضد الطامعين، فما حاجة الإمارات لكل هذه الأسلحة التي تشتري بعشرات مليارات الدولارات؟ ومن ستقاتل دولة الإمارات طالما وقعت اتفاقية سلام مع الإسرائيليين، وصارت جزءاً من الحلف الذي يقبض على مقدرات الأمة العربية؟
من المؤكد أن الإمارات لم تحشد كل هذا السلاح لمقاتلة إيران، فالإمارات تعرف مداها، وإيران قوة إقليمية تعمل لها أمريكا ألف حساب، ولن تجرؤ إسرائيل نفسها على مقاتلة إيران دون ضمانة من الجيش الأمريكي، وإيران تعرف أن الإمارات تعيش تحت الحماية الأمريكية، وأي اعتداء عليها هو اعتداء على أمريكا نفسها، لذلك يبقى السؤال: ما حاجة الإمارات لتكديس السلاح، وهي التي فسرت التطبيع مع إسرائيل بهدف توفير الحماية لها!
سلاح الإمارات لن يقاتل تركيا، قلا طاقة للإمارات بتركيا حتى لو امتلكت السلاح النووي!
فمن تبقى في المنطقة لتحاربه الإمارات غير الشعب الليبي واليمني والسوداني والتونسي لتصب الإمارات فوق رؤوسهم النار صباً؟ من تبقى غير الشعوب العربية التي تفترسها أسلحة الأنظمة التي تتلقاها من الإمارات؟
ورغم إدراك (إسرائيل) للغرض الذي من أجله تشتري الإمارات أسلحتها، ورغم اليقين بأن السلاح الإماراتي كله يوظف لخدمة المشروع الصهيوني، فما انفكت إسرائيل تتحفظ على تقديم السلاح المتطور لهذا البلد، ويشترط ديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل المزيد من الخضوع والخنوع والانصياع كي يوافق على تسليم الإمارات بعض الأسلحة المتطورة.
الشعب الإماراتي الذي انعكس التسليح على حياته بالسلب هو أحق بالمليارات، والشعوب العربية التي ترجو للشعب الإماراتي الحرية والديمقراطية لا تنتظر من حكامه الرصاص.