قائمة الموقع

ذوو الإعاقة في مرمى نيران الاحتلال .. جرائم عن سبق إصرار

2020-08-18T09:48:00+03:00
(أرشيف)

أعاد استهداف مواطن فلسطيني من ذوي الإعاقة عند حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة،
إلى الأذهان، مشاهد متكررة لقتل وإصابة مثل هذه الفئات بدمٍ بارد في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأطلق جنود الاحتلال، أمس، نيران أسلحتهم الرشاشة على مواطن عند حاجز قلنديا، تبلغ سنه (50 عامًا) يعاني إعاقة سمعية.

ويؤكد مسؤول البحث الميداني في مؤسسة "الحق" لحقوق الإنسان زاهي جرادات، أن البحث في حيثيات الاستهداف ما زالت مستمرة بعد أن أصاب جنود الاحتلال المواطن واعتقلوه.

وذكر جرادات في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن المواطن الذي يعاني إعاقة سمعية، دخل بالخطأ في المكان المخصص لسير المركبات وليس المشاة عند الحاجز الإسرائيلي.

وفي إثر عدم سماعه نداءات الجنود، أطلق هؤلاء نيرانهم فأصابوه في الجزء السفلي من جسده واعتقلوه مباشرة، بزعم أنه كان يحمل سكينًا.

وعدَّ جرادات أوامر إطلاق النيران باتجاه المواطنين والتي باتت تطال أشخاصًا ذوي إعاقة "جريمة عن سبق إصرار"، مشيرًا إلى جنود الاحتلال يلجؤون إلى هذا الأسلوب باعتباره الحل الأسهل في التعامل مع المواطنين، كما حصل مع صاحب الإعاقة السمعية عند حاجز قلنديا.

وذكر أن استهداف جيش الاحتلال لذوي الإعاقة تكرر في القدس والضفة الغربية المحتلتيْن، وطال مواطنين أبرياء.

وأوضح أن جيش الاحتلال يطلق نيرانه عند الحواجز بهدف القتل ودون أي مبرر لاستخدام السلاح، مركزًا على الجزء العلوي من الجسد بهدف إحداث الضرر الأكبر بالشخص المصاب.

واستشهد جرادات بجريمة قتل شرطة الاحتلال للشاب إياد الحلاق المصاب بالتوحد قرب المسجد الأقصى المبارك، فجر الـ31 من مايو/ أيار الماضي، ولاحقًا حاولت سلطات الاحتلال التنصل من جريمتها بإنكار وجود شريط مصور يوثق الجريمة.

طمس منظم للحقائق

في حين يصف كريم جبران مدير قسم البحث الميداني في مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، الاحتلال بأنه منظومة مصممة خصوصًا لطمس الحقائق وانتهاك حقوق المواطنين الفلسطينيين.

وعدَّ جبران في تصريح لصحيفة "فلسطين"، ما صدر عن شرطة الاحتلال وتحقيقاتها غير مفاجئ بأي شكل من الأشكال، "فسياسة الاحتلال معروفة طيلة السنوات الماضية"، مشيرًا إلى أن المنطقة التي استشهد فيها الحلاق قرب الأقصى، مغطاة بالكامل بكاميرات المراقبة الإسرائيلية.

وأضاف: "لا يعقل أن جميع الكاميرات في هذه المنطقة لم تكن تعمل، لكن ما يجري محاولة لطمس الحقائق، وهو ما يحصل في معظم الملفات التي تتعلق بانتهاكات حقوق المواطنين الفلسطينيين".

ومن ذوي الإعاقة الذين قضوا برصاص الاحتلال وما زال مشهد استهدافهم عالقًا بالأذهان، الشهيد إبراهيم أبو ثريا، من سكان مخيم الشاطئ غرب غزة، والذي استشهد برصاص قناص إسرائيلي شرق المدينة خلال مشاركته في تظاهرة سلمية للتنديد بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عاصمة فلسطين الأبدية القدس المحتلة، عاصمة لـ(إسرائيل).

والشهيد الثريا لا يستطيع الحركة إلا من خلال مقعد متحرك يتنقل به أينما شاء، إذ كان قد فقد ساقيه من جراء غارة إسرائيلية على غزة خلال الحرب العدوانية على القطاع نهاية 2008.

وأثارت عملية إعدامه ميدانيًّا برصاص قناص في الرأس، في 15 ديسمبر 2017 عاطفة الكثيرين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، وجابت صوره العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن قوات الاحتلال تستهدف كل فلسطيني سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، امرأة أم طفلًا، سواء كان سليمًا أم من ذوي الإعاقة، فهم يستهدفون الجميع بهدف إخافة المجتمع.

وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تجشع عناصرها على قتل الفلسطينيين وتخيفهم وتطلق نيران أسلحتهم، لأنها تريد الضغط على العائلات وتشريدها من خلال الاستهداف بالنيران والاقتحامات لدفع المواطنين للبحث عن مناطق أكثر أمنًا خارج القدس، وهو ما يتيح للاحتلال السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان.

اخبار ذات صلة