فلسطين أون لاين

تقرير "كورونا" يقض مضاجع ذوي الأسرى المرضى في سجون الاحتلال

...
(أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني

يتزايد القلق في أوساط ذوي الأسرى على حياة أبنائهم خاصة المرضى منهم في ظل انعدام شروط السلامة الصحية داخل سجون الاحتلال، مع انتشار وباء كورونا.

وأعرب ذوو أسرى خلال أحاديث مع صحيفة "فلسطين"، عن قلقهم البالغ من تدهور الوضع الصحي لأبنائهم، ممن يعانون من أمراض مختلفة، وهو ما قد يؤدي إلى استشهادهم في النهاية.

كانت سلطات الاحتلال أعلنت سابقًا عن إصابة أربعة أسرى بفيروس "كورونا"، وأُعلن عن تعافي أحدهم لاحقًا، في حين خرج آخرون من سجون الاحتلال وتبين إصابتهم بالفيروس.

قرار تعسفي

والدة الأسير المريض رائد الحاج أحمد، والمحكوم بالسجن 20 عامًا، تؤكد أن القلق يساورها على حياة ابنها "الذي يعاني من آلام في الأعصاب"، في ظل توقف الزيارات بسبب "كورونا" وعدم تمكنهم من زيارته منذ انتشار الجائحة.

وتشير "أم رائد" والدة الأسير المعتقل منذ 2004م إلى أنها محرومة من زيارة ابنها منذ عام 2016م "بقرار تعسفي من الاحتلال تحت ذريعة أمنية".

وتبيّن أن المرض أقعد والده عن زيارته منذ خمس سنوات لإصابته بجلطة بالقلب حتى باتت الأسرة لا تجد مَنْ يطمئنها على صحة نجلها سوى الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، "وهو الأمر الذي لا يشفي غليلهم".

من جهتها، تؤكد نجاح شمالي والدة الأسير أحمد شمالي المحكوم بالسجن 18 عامًا منذ 2008م، أنها تتابع بقلق أخبار انتشار "كورونا" في سجون الاحتلال خشية على حياة ابنها "المريض بالحساسية".

وتقول: "ابني يعاني الأمرين بسبب الإهمال الطبي، وجعل الاحتلال للأسرى حقلاً للتجارب الطبية وأخشى أن يقضي عليه كورونا".

وتضيف والدة الأسير شمالي: "منعوني من زيارته منذ 2017م تحت ذريعة أمنية وفي العام الماضي منعوا أيضًا زوجته وولديْه من زيارته، حتى بتنا نتلمس أي أخبار عنه من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم".

وتطالب المنظمات الدولية خاصة "الصليب الأحمر" بالتدخل للإفراج عن الأسرى المرضى الذين يعانون داخل سجون الاحتلال في ظل انتشار "كورونا"، وقالت: إن هذا "الأمر الذي يجعل ذويهم في قلق بالغ على حياتهم إذْ لم يعهدوا من الاحتلال سوى الإهمال الطبي".

بدوره، طالب المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين، منتصر الناعوق، منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كافة، بالضغط الفوري على  الاحتلال على الأقل للإفراج الفوري عن الأسرى المرضى وكبار السن في ظل جائحة "كورونا".

وقال لـ"فلسطين": "هذا هو المطلب الأساسي والأهم في هذه اللحظة، كون الفيروس لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا ولا أسيرًا ولا حرًا"، لافتًا إلى أنه "منتشر بشكل كبير داخل السجون وليس هناك إجراءات سلامة أو تدابير متخذة من إدارة سجون الاحتلال".

ونوه إلى وجود أكثر من 700 مريض مصابين بأمراض مزمنة بحاجة لرعاية صحية دائمة ومتواصلة بشكل يومي وهم بحاجة لتوفير علاج لازم لهم، وما يتوفر داخل سجون الاحتلال أدنى من المتطلبات الرعاية الطبية الأولية اللازمة.

وقال الناعوق: "المطلوب أن يتم متابعتهم من لجنة طبية من الخارج تعمل على تشخيص الحالات بشكل دقيق خاصة أن الاحتلال لا يوفر حتى كادر طبي لتشخيص حالات هؤلاء بشكل سليم جدًا، حتى يتم تقديم المناسب لحالاتهم المرضية".