فلسطين أون لاين

مؤسسات ومنظمات تدعو لوضع حد للجرائم الإسرائيلية

تسجيل مصور يوثق اعتداء جنود الاحتلال بوحشية على عمال فلسطينيين

...
أرشيف
الخليل-غزة/ جمال غيث

بثت القناة (12) العبرية، تسجيلًا مصورًا لاعتداء وحشي قام به جنود الاحتلال على عاملَين فلسطينيَّين، يعملان في الأراضي المحتلة عام 1948.

ويظهر في التسجيل عاملان مضرجان بالدماء بعد أن عمد جنود الاحتلال إلى ضربهما ضربًا مبرحًا بالعصي والأقدام بعد أن أجبروهما على خلع ملابسهما وسرقوا أموالهما.

وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الجريمة نفذها خمسة من جنود الاحتلال الموجودين على حاجز "وادي الخليل" العسكري جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

تحقيق دولي

وأدان الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، اعتداء جنود الاحتلال على العمال، داعيًا إلى فتح تحقيق فوري وسريع، حول ما أظهره الفيديو.

وقال سعد لصحيفة "فلسطين": "إن الفيديو المتداول يدلل على التمييز العنصري الذي يمارسه جيش الاحتلال بحق عمالنا".

وأضاف: "إن هذا التصرف الهمجي، وغير المستغرب من قبل الاحتلال، يؤكد من جديد وحشيته وإجرام الاحتلال المتواصل ضد العمال الفلسطينيين".

وأكد أن الاحتلال يمارس بشكل مستمر جرائمه بحق عمال فلسطين، منها إلقاء المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا قرب منطقة سكناهم في الضفة الغربية، وسحب تصاريح العمال، واعتقالهم والاعتداء عليهم بالضرب والسب.

ودعا سعد منظمة العمل الدولية وكل مؤسسات حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري وسريع، مطالبًا في الوقت ذاته، العالم بالوقوف إلى جانب عمال فلسطين ومحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها، ومنع تكرار مثل تلك الاعتداءات على عمالنا.

مخالفة دولية

وأكد مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج، أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق العمال "مخالفة للقانون الدولي والإنساني".

وقال الأعراج لصحيفة "فلسطين: "إن الفيديو يدلل على سادية وإجرام الاحتلال بحق العمال، ويكشف عورته عالميًّا بأنه دولة لا تطبق ولا تحترم القانون الدولي"، داعيًا كل المنظمات الدولية والمعنية بقضايا العمال للتحرك ورفع قضايا على جيش الاحتلال وقادته لمحاسبتهم على جرائمهم.

وبين أن سلطات الاحتلال ترتكب يوميًّا جرائم بحق عمال فلسطين خاصة خلال توجههم إلى أماكن أعمالهم في الداخل المحتل عبر الحواجز الإسرائيلية، مضيفًا: "إن عدم محاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق العمال شجعه على استمرار تلك الجرائم".

وأشار إلى أن اعتداء جيش الاحتلال على العمال له أشكال عدة كمنعهم من التنقل عبر الحواجز وسحب تصاريحهم، وتركهم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة، والاعتداء عليهم بالضرب والشتم واعتقالهم وتركهم دون تقديم الرعاية الصحية لهم.

ودعا الأعرج، الأمين العام للأمم المتحدة للتحرك العاجل لوضع حد للجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة العمال.

صمت دولي

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب: إن فيديو التنكيل بالعمال فلسطينيين، يؤكد سادية الاحتلال وعنجهيته.

وأضاف شهاب في تصريح صحفي: إن هذا المشهد وحده يعطي الشعب الفلسطيني الحق في مواجهة عنصرية وغطرسة الاحتلال، مؤكدًا وجود أحداث ومشاهد بعيدة عن العدسات ترتكب يوميًا بحق العمال.

وتابع: هذا المشهد وحده يعطي للشعب الفلسطيني الحق في المقاومة وفعل كل شيء انتقامًا من العنصرية والسادية التي تحكم جنودًا مدججين بالحقد والكراهية وعقولهم محشوة بالإرهاب".

كما نددت منظمة التحرير بالاعتداء على العمال الفلسطينيين، مطالبة الأمم المتحدة بتوفير حماية دولية للفلسطينيين من جراء تصاعد "جرائم" الاحتلال.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع أحمد التميمي، في بيان: إن "الفيديو المذكور ما هو إلا نموذج للعنصرية الفاشية التي تمارس بحق الفلسطينيين في ظل صمت المجتمع الدولي والدعم الأمريكي والغطاء الذي توفره بعض الدول العربية من خلال الهرولة نحو تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)".

ودعا التميمي، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى التحقيق في "الانتهاكات المستمرة" من الاحتلال لحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية.

وأضاف أن المجتمع الدولي "ملزم تطبيق وتنفيذ ما تم التوقيع عليه من وقوانين واتفاقيات دولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة والقاضية في الحالة الفلسطينية بتجريم الاحتلال ومحاسبته على جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين أرضًا وشعبًا ومقدسات".

وحذر التميمي من أن السكوت عن "جرائم الاحتلال وتطبيع العلاقات معه في ظل مخططات تصفية القضية الفلسطينية سيدفع الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى تداعيات لن تحمد عقباها".