فلسطين أون لاين

الشيخ رائد صلاح.. جبل شامخ لم يتزحزح قيد أنملة عن الأقصى

...
(أرشيف)
غزة-الناصرة/ فاطمة الزهراء العويني

كان وما يزال "شيخ الأقصى" رائد صلاح عرضة للاستهداف الإسرائيلي سواء بفرض الإقامة الجبرية أو الاعتقال، في محاولات فاشلة لتغييبه عن ساحة التأثير الجماهيري لكونه يدافع عن مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك، ونجح في خلق حالة من الالتفاف الفلسطيني والعربي والإسلامي حول تلك القضية.

أمام تلك الاستهدافات الطويلة لشخصه، لم تفلح إجراءات سلطات الاحتلال في ثني الشيخ صلاح عن مواصلة كفاحه لأجل "الأقصى"، وفق ما تؤكد شخصيتان فلسطينيتان.

ودخل رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل أمس، سجن "الجلمة" لقضاء حكم إسرائيلي بالسجن 17 شهرًا صدر في 10 فبراير من العام الجاري في الملف المعروف إعلاميًا بملف الثوابت.

نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48، كمال الخطيب، يبين أن اسم الشيخ رائد صلاح اقترن باسم المسجد الأقصى حيث بات يعرف باسم "شيخ الأقصى".

وقال: "لم ينلْ هذا اللقب لأنه كان مدرسًا في المسجد المبارك ولا لأنه كان خطيبًا للجمعة فيه ولا لأنه إمام له بقدر ما أنه ناله لأنه كان السباق لجعل قضية الأقصى تتحول من قضية فلسطينية فقط إلى قضية كل العرب والمسلمين".

وأضاف الخطيب لـ"فلسطين": "وكان ذلك عبر إطلاقه صرخة (الأقصى في خطر) في عام 1995م، يوم أن كشف عن الأنفاق التي كانت تحفر تحته والتي أنكر الاحتلال في البداية وجودها، لكن سرعان ما جاء نتنياهو في أيلول عام 96 وقام بافتتاح النفق الأول".

ولفت إلى أن الشيخ صلاح ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وفي أثناء كونه رئيسًا للحركة الاسلامية كان جهده كله منصبًا في خدمة الأقصى سواء بإعماره من خلال مشاريع ترميم المصلي المرواني وفتح بواباته والأقصى القديم، ثم تسيير (مسيرة البيارق) التي نجحت في تعزيز الحضور الفلسطيني من الداخل المحتل للمسجد الأقصى عبر تسيير حافلات يومية وبعدها مشروع الرباط ومصاطب العلم في الأقصى.

ونبه إلى أن الشيخ صلاح سخر كل إمكانات الحركة الإسلامية لـ"الأقصى" لينجح في إفشال خطة المؤسسة الإسرائيلية للسيطرة على ما تحت أرض المسجد المبارك، حيث كانت تسير وفق مبدأ أن ما فوق الأرض للمسلمين وما تحته لليهود. وقال الخطيب: "هذا جعل الغضب الإسرائيلي ينصب على الشيخ على شكل اعتقالات وملاحقات بلغت ذروتها في عام 2015 م بحظر الحركة الإسلامية الذي كان السبب الرئيس فيه موقفها وخاصة موقف الشيخ رائد صلاح من الأقصى".

وبين أن الشيخ صلاح رهن نفسه وارتبط اسمه وجسمه وروحه بـ"الأقصى" منذ القدم وحتى الآن، فحتى أنه أمس وحين تم اصطحابه لسجن الاحتلال "سجن الجلمة" أكد على باب السجن أن الأقصى للعرب والمسلمين ولا يوجد حق لليهود بذرة تراب واحدة فيه وأن هذا الحق لا يقبل المساومة.

هم القضية

الأمر ذاته أكده رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، بتبيانه أن الشيخ صلاح منذ أربعة عقود وهو يحمل هم القضية الفلسطينية تحديدا الأقصى، "حتى استطاع هو وثلة شريفة من الداخل المحتل واخوة من القدس بأن يؤخروا المشروع الإسرائيلي في المدينة المحتلة".

وقال أبو عصب لـ"فلسطيني": "حمل الشيخ رسالة الأقصى للعالم أجمع ونقله في جولاته لدول عربية وإسلامية وأوروبية مؤكدًا أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي و"أذنابه" حاربوا مشروع الشيخ صلاح، حيث تعرض في بريطانيا –مثلًا- للسجن والإقامة الجبرية وغيرها من الأساليب الظالمة، كما قال.

وأضاف: "كما تعرض للمضايقات في العديد من الدول من بينها دول عربية وإسلامية والتي مُنع من دخول أراضيها لاحقا لأن له تأثيرًا كبيرًا ويتمكن من أن يشحذ الهمم ويلتف حوله أشراف الأمة في كل المواطن".

وبين أن الشيخ صلاح "ملم بكل تفاصيل المشروع الصهيوني تجاه القدس والأقصى وهو يهتم بالمسجد كعنوان عريض لكل القضايا العربية والاسلامية باعتباره مركز الصراع بين الحق والباطل، مضيفًا: "وهو يرفض أن يدخل في مرحلة الأزمات النفسية والحزن مهما بلغت قسوة الإجراءات بحقه أو بحق القضية الفلسطينية، معتبرًا أن الهم الفلسطيني أكبر من اليأس والحزن".

ولفت إلى أن الاحتلال أدرك خطورة الشيخ صلاح الذي نفذ مشاريع كثيرة لأجل حماية "الأقصى" ونجح في تربية جيل متعلق به، فمنعه من التجول في الضفة والقدس وفرض عليه الإقامة الجبرية والحبس الفعلي مرارًا كما طرده من مدينته أم الفحم.

وقال: "رغم الاستهداف المتواصل فالشيخ على تصميم وقناعة بأن المشروع الصهيوني إلى زوال، ولم تنل إجراءات الاحتلال والدول الموالية له من عزيمته لأنه ينطلق في مشواره من منطلق عقائدي وقناعة راسخة بأن الأقصى جزء من العقيدة الإسلامية والتفريط فيه تفريط بالعقيدة وهو ما يرفضه".

المصدر / فلسطين أون لاين