فلسطين أون لاين

حتى لا توقع نفسك في "المحظور"

تقرير في مناسبات زوجتك .. كن "رومانسيًّا ذكيًّا"

...
01.jpg
غزة/ يحيى اليعقوبي:

ما أجمل اللحظات التي تملأ بها فراغات جفاء طويل وتذيب جليد "الجفاف العاطفي" بينك وبين زوجتك؛  وتلك الرسالة التي تتركها لها في مناسبتكما الخاصة، قبل أن تسألك هي: "ما تاريخ اليوم؟!"، وتقصد اختبارك أتذكر المناسبة أم نسيتها، فماذا لو سبقت السؤال برسالة كهذه: "زوجتي؛ حبيبتي، أعيش اليوم أيام عقد القران، ولا أعرف كيف مرت تلك الأعوام".

 لن يكون صعبًا عليك أن تكتب رسالة من قلبك لزوجتك في مناسباتها، فالحب يفيض بمفرداته حتى لو لم تتمرس على الكتابة، تخطها بيدك على ورقة وتلونها لتعكس جمال الحروف على الورق، أو على مرآة غرفة النوم، وإن زدت المفاجأة فأسهل الطرق للوصول إلى قلب الزوجة هي "الهدية"، ولو كانت رمزية.

بعض الرجال يهتمون بهذه المناسبات فيصطحبون زوجاتهم في نزهة إلى أحد المطاعم أو السوق بعد  إعداد مسبق لإحياء مناسبة ذكرى يوم ميلادها أو عقد القران، أو الزواج، وبطريقة "ذكية" يمرر المناسبات وقد رسم السعادة في قلب زوجته، وبعضٌ يزيد حسب الإمكانات، في حين يغفل آخرون عن ذلك ويوقعون أنفسهم في "المحظور".

يلجأ بعض الأزواج –وربما هم من ذوي المقدرة المادية الجيدة– لحجز مكان خاص بزوجته، أو تجهيز احتفاء  لها بمطعم ودعوة المقربين من عائلتها، فتأتي بناء على دعوته ولم تعلم شيئًا، وبمجرد أن تطأ قدماها المكان تعلو أصوات الفرح، وتطير من فوقها البالونات والورود، وتحضر قطع "الجاتوه" ويلتف حولها أفراد العائلة، أو إيصال طرد لها بمكان عملها أو جامعتها أو المنزل يتضمن صندوق هدايا.

لغة القلوب

الحب ينطق بكل لغات العالم؛ لا يعرف لغة واحدة، ليس صعبًا فيه أن يجتمع قلبين من جنسيتين مختلفتين، فالحب لغة تجمع القلوب كما جمعت قلبي الإندونيسي محمد حسين مُسلِم وزوجته جنان الغزية.

يبدأ من إحدى مفاجآته "الذكية": "في إحدى المرات فاجأت زوجتي في ذكرى ميلادها، وكانت سنها 21 عامًا، يومها أهديت لها 21 وردة وكانت سعيدة".

هل الأمور المادية كل شيء؟، "لا شك، ليس دائمًا" -يجيب في حديث مع صحيفة "فلسطين"- "المهم أن تعلم أنني تذكرتها ولم أنس أو أهملت مناسبتها (...) دائمًا في كل مناسبة أحب تذكرها، لكون هذا الشيء يسعدها ويعني لها اهتمامًا مني".

"لا بد أن نهتم بالمناسبات السعيدة الخاصة بيننا، فهي تشكل أجمل مراحل الحياة وتجدد الحب بيننا وتعمل على تجديد الروتين والود والعلاقة زوجين وتلطيف الأجواء" هكذا يصنع السعادة في بيته بمكافأة الزوجة ولو بالقليل، وليس شرطًا بالأشياء المادية، فكذلك بالكلام الطيب والهدايا الرمزية.

زوجته تترك اعترافًا هنا: "أما عني فأكثر هدية فاجأني بها هي تذاكر رحلة العمر، وأحب دائمًا أن يتذكر المناسبات السعيدة التي تخصنا وأشعر أنه هكذا مهتم بي، وفي كثير من الأحيان أفضل أن يهدي إلي ولو شيئًا بسيطًا، ويذكرني بالمناسبة قبل أيام".

جبر الخواطر

هنا، هذا الرجل "يقدس المناسبات" ليس لزوجته فحسب بل لأمه وإخوته وأبناء أشقائه وأصدقائه، لكن السؤال كيف يحفظها؟، وهل يستطيع تلبية كل هذا القدر من المناسبات؟، أم له طريقة خاصة في ذلك؟

الحديث هنا عن أحمد شعبان، وهو شاب غزي يعمل إعلاميًّا، يقول لصحيفة "فلسطين": "أحفظ كل مناسبات أفراد العائلة، على مستوى، زوجتي، وأبنائي، وإخوتي، وأصدقائي، أدون على التقويم الخاص بالهاتف المحمول ذكريات زواجهم، وميلادهم، وميلاد أبنائهم، والأشياء التي يحبونها".

تغافله ضحكة عابرة تفاعل معها بعفوية: "معروف بين أصحابي أني أهتم بالمناسبات".

إلى تفاصيل اهتماماته يعرفنا أكثر: "الأمر ليس مرتبطًا بالأشياء المادية، لو خرجت معها ربما لكفتها، يوم ذكرى ميلادها تكتفي بعطر، بالشيء البسيط لإسعاد الزوجة (...) في يوم مناسبتها أحاول قدر الإمكان تجميع أبناء العائلة: أمها، وأخواتها، وإحضار قالب "جاتوه"، وهذا من "جبر الخواطر"، وهي عبادة أتقرب بها إلى الله، خاصة مع المقربين منه".

يترك هنا من قلبه بعض الكلمات لزوجته: "زوجتي العزيزة؛ أقدر تعب النساء في خدمة الزوج وتربية الأبناء وأشياء أخرى تبذلنها في البيت، بعض الأشياء حين تصبح قديمة لا نعطيها اهتمامًا، إلّا حبك مهما قدم يبقى في عيني جديدًا".

أما عن أكثر الهدايا التي تعجبها فيقول: "هي اهتمامي كل عام بمناسبة يوم الأم، رغم عدم اقتناعي به لأن كل أيام السنة يجب أن تبقى للأم، لكنها عادة وجرت والأمهات تحب "جبر الخواطر"، فأعد هدية لها ولأمها ولأمي، وبذلك تشعر بسعادة كبيرة".

"مشروع شراكة"

"العلاقة الزوجية ما هي إلا شراكة في "مشروع اجتماعي"، يبنى على أسس وركائز تحتاج لدعم بغية نجاحه واستمرار الحياة الزوجية، والمحبة والود أهم ما يدعم العلاقة كما يقول الله (تعالى): "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21)، واهتمام الزوج بمناسبات زوجته من أفضل الأشياء التي يقدمها لشريكته" والكلام للمختصة التربوية ليلى أبو عيشة.

"لماذا هذا الاهتمام من أفضل وأسمى الأشياء؟" تتساءل أبو عيشة في حديثها مع صحيفة "فلسطين"، وتجيب: "لأن الزوجة أو المرأة مجبولة على العواطف والمشاعر، بالأساس المرأة مفعمة بالأحاسيس، بخلاف الزوج فهو غالبًا جدي يتعامل في هذه العلاقة وفقًا لواجبه والمسؤوليات الملقاة على عاتقه بالبحث عن لقمة العيش وتأمين مأوى".

ولهذا الاختلاف بين الزوج والزوجة أسباب، توضحها: "المرأة توجهها الانفعالات التي تأخذ الجزء الأكبر من حياتها، لذا اهتمام الزوج بها له صدى كبير عليها، بعض الزوجات يختبرن أزواجهن بسؤالهم مثلًا: "شو تاريخ اليوم؟"، يرد بعضٌ: "مش متذكر"، ويكون مناسبة يوم زفافهما، فيقع بـ"المحظور" وتنقلب العواطف نحو الاتجاه السلبي.

لكن سيكون رده أكثر ذكاء لو قال لها مثلًا: "اليوم أجمل يوم في الحياة، الذي جمعني بك، على أساس بناء حياتي مع أجمل إنسانة، وكأني ملك الدنيا".

يكفي اهتمام الزوج بموعد المناسبة: ذكرى الميلاد، أو عقد القران، أو الزواج، وفقًا لقول أبو عيشة، التي تضيف: "وبادر بذكاء وقدم هدية لها على شكل مفاجأة واصطحب معك وردة، أو قطعة شوكولاتة، سيملأ ذلك السعادة في قلبها، وتشعر أن الود موجود، وأنه مهما قدمت له فليس خسارة بهذا الإنسان الذي يحترم الذكرى الطيبة التي جمعتهما".

وتكمل: "من الصعب أن تذكره بيوم المناسبة وهو لا يعرف شيئًا عنها، وبالعكس يجب أن يكون يقظًا وعلى استعداد بالإمكانات المتاحة لتقديم شيء لها، فهذه من أسرع الطرق للوصول إلى قلبها، فحينما يتذكر ميلادها يعطيها قدرها وقيمتها بأن انشغالاته لم تنسه إياها".

 

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين