قائمة الموقع

"وين بدنا نروح؟".. صرخة طفلة مقدسية هدم الاحتلال بيتها

2020-08-12T09:05:00+03:00
الاحتلال يهدم منزلاً فلسطينياً في القدس (أرشيف)

دموع ساخنة سالت على خدَّي الطفلة فاطمة أبو صيبعة وهي تتساءل عن المأوى المستقبلي لها ولعائلتها بعد أن هدمت سلطات الاحتلال منزلها في جنوب مدينة القدس المحتلة، في مشهد ليس الأول من نوعه، لكنه كان الأكثر تأثيرًا في نفوس مشاهديه على منصات التواصل الاجتماعي.

وظهرت فاطمة (9 أعوام)، في مقطع فيديو قصير وهي تبكي في أثناء عملية الهدم وتسأل من حولها قائلة: "وين بدنا نروح؟"، مجسدة بذلك ما تتعرض له المئات من العائلات المقدسية التي واجهت العشرات منهم المصير نفسه خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى ترسيخ عمليات الإحلال الاستيطاني بتفريغ القدس ديمغرافيًّا من سكانها الفلسطينيين.

وظهرت في الشريط المصور آليات الهدم وهي تأتي على البيت المكون من طابقين ونصف الطابق، وسوته بالأرض تمامًا.

وقال والد الطفلة إبراهيم أبو صيبعة، إنه لجأ إلى هدم البيت الذي بناه عام 2001، ذاتيًا لتفادي تكاليف الهدم في حال أقدمت قوات الاحتلال على ذلك بتكلفة قد تصل إلى (200) ألف شيقل.

وأوضح لـ"فلسطين" أن تكاليف الهدم الذاتي بلغت (35) ألف شيقل، وأن قرار الهدم الإسرائيلي صدر بحجة عدم الترخيص، وهذا الأمر يعده الاحتلال مبررًا كافيًا لهدم منازل المواطنين التي يبنونها على أراضيهم في الأراضي المحتلة.

ويملك إبراهيم (37 عامًا) وشقيقه محمد (39 عامًا) البيت المهدوم.

وخاضت العائلة معركة قانونية أمام محاكم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007 عندما فرض الاحتلال عليهم غرامة مالية قيمتها (150) ألف شيقل، وطلب منهم الترخيص، وبعد محاولات عديدة خاضها محامي العائلة أمام محاكم الاحتلال لاستصدرا التراخيص، باءت كلها بالفشل أمام السياسات الإسرائيلية التي تحرم الفلسطينيين في المناطق (ج) من الحصول على رخص البناء.

وفي مايو/ أيار الماضي، سلمت سلطات الاحتلال العائلة أمرًا بالهدم، لكن محاميها نجح في تأجيله لمدة قصيرة قبل أن يجبرها الاحتلال على هدمه ذاتيًا، وفق إبراهيم.

ويدرك الرجل المقدسي خطورة ما تعرضت له العائلة، لكنه يعرف جيدًا أنه لن يكون أول أو آخر من يهدم بيته بذرائع إسرائيلية واهية.

وأضاف بلهجة حازمة: "نحن مرابطون في القدس، وسنبقى شوكة في حلق الاحتلال".

وانتشر سريعا مشهد هدم البيت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار اهتمام رواد هذه المواقع الذين أبدوا استياءهم الشديد تجاه ما تعرضت له العائلة المقدسية، وخصوصا نحيب الطفلة فاطمة على بيتها.

وكانت الطفلة تقول وهي تبكي: "وقف وقف، بيكفي، وين بدنا نروح؟"، ورددت أيضًا: "حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منهم".

ووفق معطيات رسمية فإن عدد المنازل التي هُدمت ذاتيًا منذ بداية 2020 وحتى نهاية يوليو/ تموز الماضي، بلغ 37 منزلًا.

اخبار ذات صلة