فلسطين أون لاين

​​​​​​​بعد اعتقاله من عناصر أمن السلطة ثم تركه وحيداً في الشارع

الطفل يامن زاهدة يخضع لأولى جلسات العلاج النفسي

...
(أرشيف)
طولكرم-غزة/ محمد أبو شحمة

خضع الطفل يامن زاهدة (3 سنوات) لأولى جلسات العلاج النفسي للتخلص من الآثار النفسية التي تعرض لها في أثناء اعتقاله برفقة والده من قبل أجهزة أمن السلطة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ثم تركه بالشارع وحده.

وتولت منظمة أطباء بلا حدود مسؤولية علاج الطفل زاهدة نفسيًّا، بعد إصابته بصدمة نفسية، من خلال تخصيص عدة جلسات أسبوعية له بمرافقة والده الذي سبق أن اعتقله جهاز الأمن الوقائي.

وتعود قصة الطفل زاهدة إلى الشهر الماضي، حين أقدمت قوة من جهاز الأمن الوقائي في طولكرم على اقتحام سوبر ماركت كان فيه الناشط في حراك "طفح الكيل" صهيب زاهدة وطفله يامن، واعتقالهما، وإشهار السلاح في وجه والده، ثم اصطحابهما إلى المركز الأمني في المدينة.

بعد ساعات من اعتقال زاهدة، قامت قوة من "الوقائي"، وفق إفادة الناشط صهيب، باصطحاب طفله إلى شارع قريب من منزله وتركه هناك وحيدًا، إلى أن قام أحد الجيران بإيصاله إلى والدته التي كانت تبحث عنه.

يقول والد الطفل في حديثه لـ"فلسطين": بعد اعتقالي وتوجيه السلاح على صدري من ضباط الأمن الوقائي أمام طفلي يامن، تم أخذه معي إلى السجن ومن ثم تركه وحيدًا بالشارع، وهو ما تسبب بصدمة عصبية له وفق إفادة تقرير رسمي بعد عرضه على أكثر من طبيب مختص.

ويوضح زاهدة أن طفله، تغيرت سلوكياته بعد ما تعرض له، إذ أصبح يستيقظ في ساعات متأخرة من الليل، مع دخوله في نوبة بكاء وخوف وتوتر لم تمر عليه من قبل، وذلك من هول ما شاهده من قيام ضباط الوقائي برفع السلاح عليه وسجنه وتركه بالشارع.

ويضيف: "بعد الحالة النفسية الصعبة التي عاشها ابني بدأت منظمة أطباء بلا حدود بإخضاعه إلى جلسات للعلاج النفسي، إذ سيحتاج إلى فترة إلى العلاج والعودة إلى طبيعته".

ويلفت زاهدة إلى أن فترة علاج يامن النفسية غير معروفة، ولكنه سيمر بعدة مراحل، ويمكن أن يصل إلى حياته الطبيعية بعد التدرج في الجلسات النفسية التي بدأ أمس في الخضوع لها.

وحول المتابعة القانونية بعد اعتقال يامن وتركه في الشارع، يبين والده أنه تقدم بشكوى رسمية ضد ضباط "الوقائي" الذين قاموا بمهاجمته وترك ابنه في الشارع، ولكن لا تزال التحقيقات جارية.

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى، د. درداح الشاعر، يؤكد أن الحالة النفسية التي يمكن أن يكون الطفل يامن قد تعرض لها هو دخوله في نوبة من الخوف بعد مشاهدته للسلاح واعتقال والده.

ويقول الشاعر في حديثه لـ"فلسطين": "هذا الطفل سيصاب بحالة من الخوف والتوتر حين يشاهد أي ضابط أمن، وستصدر عنه بعض السلوكيات الغريبة والداعية للقلق، لذا يجب أن يبقى لأكبر فترة ممكنة في مكان جو آمن ويتكيف على ذلك حتى يشعر بالأمان".

ويضيف: "إلى جانب جلسات العلاج النفسي، يجب على الأهل عدم ترك الطفل وحده، وضرورة اصطحابه إلى المنتزهات، وإلى زيارة أقاربه، حتى يشعر بالأمن والرضى في حياته".