فلسطين أون لاين

​أبدى قلقه من عمليات إعدام العملاء بغزة

ليبرمان .. وجه (إسرائيل) الخشن يفضح إصابتها في (مقتل)

...
أفيغدور ليبرمان (أرشيف)
رام الله / غزة - رنا الشرافي

لم تكن بالتأكيد دوافع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان إنسانية حين أبدى مؤخرًا قلقه لمبعوث الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف من عمليات إعدام العملاء في قطاع غزة، داعياً إلى طرح الملف على طاولة مجلس الأمن الدولي، فما دوافع ومسوغات تصريح الوزير الإسرائيلي لوسائل الإعلام العبرية؟ وما إمكانية تحقيق مطلبه؟

وكانت وزارة الداخلية بغزة نفذت في السادس من إبريل/ نيسان الجاري، حكم الإعدام بحق ثلاثة عملاء، أدينوا بالتخابر مع الاحتلال استناداً لنص المادة 415 من قانون الإجراءات الجزائية رقم 3 لسنة 2001م، وذلك في إطار حملة أمنية نشطت على إثر اغتيال القيادي في كتائب القسام والأسير المحرر بغزة، مازن فقها.

المقاومة كشفتهم

أستاذ العلوم السياسية والمختص في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، توقع أن تكون تصريحات ليبرمان والتي لم تتناولها القناتان الثانية والعاشرة الإسرائيليتان "مجرد بالون اختبار".

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" إن صح حديث ليبرمان فهذا يعني أن المقاومة قد توصلت إلى أناس لهم علاقة حقيقية في قضية اغتيال الشهيد مازن فقها، أو أن المقاومة تمكنت من الحصول على معلومات تهدد أمن (إسرائيل) فيما يتعلق بحادثة اغتيال فقها".

وأضاف "وهذه نستطيع أن نقولها بكل ثقة"، ملفتاً إلى أن طلب ليبرمان طرح الأمر على مجلس الأمن غير منطقي لأن "من يبت في مثل هذه القضايا هو مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة، وليس مجلس الأمن نفسه".

ليست إنسانية

وفي سياق متصل، يرى المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أن نوايا ليبرمان الكامنة خلف تصريحاته بشأن العملاء "ليست إنسانية (...) فتاريخ (إسرائيل) الدموي وليبرمان كذلك ينفي أي علاقة لهما بحقوق الإنسان".

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين" متسائلاً :"(إسرائيل) التي استخدمت أسلحة محرمة دولياً منها القنابل الفسفورية في عدوانها على قطاع غزة في عام 2008، والدايم في عدوان عام 2014، وتنفذ اعدامات ميدانية في الضفة الغربية، فأين اهتمامها بحقوق الإنسان، بل إن اهتمامها منصب بمن يزودها بمعلومات عن المقاومة في غزة وأماكن الأنفاق والعتاد وما إلى ذلك من معلومات حساسة".

وأوضح عبيدات، أن الاحتلال الإسرائيلي يتذرع بمسألة حقوق الإنسان لكنه بعيد عن الحقيقة تماماً، فهو يريد أن يحقق الأمن والحماية لعملائه حتى يتمكنوا من تزويده بمعلومات عن المقاومة الفلسطينية.

ويعتقد المحلل السياسي أن تصريحات ليبرمان "دليل على أن المقاومة الفلسطينية أصابت كبد(إسرائيل) في مقتل من خلال حملاتها ضد العملاء والتي من شأنها أن تقطع يد (إسرائيل) في قطاع غزة".

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن اعتقال جهاز الأمن الداخلي في غزة للعشرات من العملاء، في خطوة وصفت بغير المسبوقة، دون الكشف عن أعداد هؤلاء ومستوى تورطهم في التخابر مع الاحتلال أو حجم المعلومات التي تم تقديمها.

ضربة قوية

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية المهتم بالشؤون الإسرائيلية د. كمال علاونة، أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من توجيه ضربة قوية للاحتلال الإسرائيلي من خلال تكرار حملات ملاحقة المتخابرين.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن "الأمر لا يتعلق فقط بحادثة اغتيال فقها بل بكل العمليات التي كان للعملاء يد فيها، والذين هم الآن تحت عين المقاومة".

واعتبر حادثة إعدام العملاء الثلاثة بمثابة "صفعة جديدة للاحتلال وتحدث ضرراً مباشراً في مستوى علاقته الأمنية بقطاع غزة، ومن جانب آخر توقع فجوة نفسية لكل متعاون مع الاحتلال".

ويعتقد علاونة أن ظاهرة العمالة للاحتلال "أضحت محدودة جداً، وأن أي متخابر بعد حادثة الإعدام سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم أي معلومة خشية أن يلقى نفس المصير"، واصفاً ما حصل بعد تصريحات ليبرمان الأخيرة بأنه "حشر لـ(إسرائيل) في الزاوية".