قراع الرأس مرض فطري مرتبط بفروة الرأس، وهو معدٍ يصيب الأطفال عادة من سن ثلاث سنوات وحتى سن 13 سنة، وأما البالغون فلديهم مقاومة غالبًا تجاه هذا المرض؛ وفق خبراء صحيين.
استشاري الأمراض الجلدية د. حسن السر يشير إلى أن سبب الإصابة بهذا المرض يرجع إلى وجود الأحماض الدهنية التي تغطي سطح فروة الرأس، وتحدث الإصابة عادةً بين طلاب المدارس وفي الأماكن المزدحمة، نتيجة العدوى المباشرة.
وينبه السر في حديثه مع صحيفة "فلسطين" إلى أنه لوحظ أن الإصابة في الذكور أكثر منها في الإناث، لأن شعر الذكور يكون عادةً قصيرًا، لذلك يسهل وصول الفطريات إلى فروة الرأس، وتحصل الإصابة تحت ظروف معينة.
ومن طرق العدوى، كما يقول: مصادر العدوى بمرض قراع الرأس كثيرة، وأهمها أدوات الآخرين الملوثة، مثل فرشاة الشعر والمشط والطاقية غيرها، وهناك عدوى غير مباشرة تحدث خاصة بين طلاب المدارس.
ويشدد استشاري الأمراض الجلدية على أنه يجب التنبيه على الطلاب بالابتعاد عن بعض العادات مثل تقريب رأسه من رأس زميله، أو الاحتكاك به عند التحدث بصوت منخفض أو اللعب، ومن مصادر العدوى الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب، إذ إن بعضها قد يكون مصابًا بالفطريات حيث تنقلها للأطفال خاصة عند تدليل تلك الحيوانات أو اللعب معها.
وينتقل إلى الحديث عن أعراض القراع، فيوضح أنه نتيجة لغزو الفطريات للمادة الكيراتينية للشعر وفروة الرأس والجلد معًا، فإن ذلك يؤدي إلى تفتت تلك المواد، وبالتالي إلى تساقط الشعر بالمنطقة المصابة.
ويتابع السر: "تظهر على شكل دائري خالية من الشعر الطويل، إذ يظهر الشعر كأنه مقصوص على سطح فروة الرأس، وهذا ما يفرق بين مرض القراع ومرض الثعلبة، حيث تكون مناطق الثعلبة ملساء خالية من الشعر".
ويلفت إلى أنه يغطي منطقة القراع قشور تعد مصدرًا مهمًا للعدوى، وقد تغزو الفطريات مناطق معينة من فروة الرأس وتستقر بها، أو قد تهجرها إلى مناطق أخرى مكونة أماكن أخرى دائرية الشكل، وسبب الشكل الدائري هو أن الفطريات تبدأ نشاطها من الوسط حيث تتغذى على المواد الكيراتينية هناك حتى إذا استنفدتها انتقلت إلى الأطراف بعيدًا عن مكان الإصابة.
ويشير استشاري الأمراض الجلدية إلى أن مرض القراع يشخص عادةً بسهولة من الطبيب المختص، لكن في بعض الأحيان يلزم عمل تحليل مخبري للقشور والشعر وذلك لتحديد نوع الفطر.
ويبين أن شدة الإصابة بمرض القراع تختلف حسب فصيلة الفطريات المسببة للعدوى، فبعضها يؤدي إلى ظهور بقعة أو أكثر، والبعض الآخر يشمل تأثيره معظم فروة الرأس ويؤدي إلى تساقط الشعر من معظم مناطق الفروة.
ويضيف السر: "النوع الآخر يؤدي إلى ظهور دمامل والتهابات شديدة خاصة تلك الفطريات التي تنتقل عن طريق الحيوانات، ويسبب هذا النوع الصلع الدائم عند المناطق المصابة، نتيجة إتلاف بصيلات الشعر الخاصة بها".
كما أن مرض القراع –كما يقول- قد يصيب مناطق أخرى بعيدة عن فروة الرأس خاصة مناطق الفخذين والإبط، ويؤدي إلى ظهور بقع دائرية الشكل، كما يؤثر كذلك في الأظفار وفيما بين الأصابع، ويؤدي لتغير لون الأظفار وتفتتها.
أخيرًا يتحدث استشاري الأمراض الجلدية عن أن العلاج هو أقراص أو شراب للأطفال يؤخذ بالفم، ودهانات كريم للتدليك بأماكن الإصابة، وتأخذ مدة العلاج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
