لا تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن ملاحقة واعتقال نشطاء الكتلة الإسلامية في مختلف جامعات مدن الضفة الغربية المحتلة، تحت مبررات واهية، وذلك ضمن سياسة تكميم الأفواه والاعتداء على حرية التعبير والرأي والعمل النقابي.
وتأتي انتهاكات الاحتلال هذه ضمن مساعيه للي ذراع كوادر الكتلة الإسلامية وثنيهم عن الاستمرار في عملهم النقابي الوطني، ومساعدة الطلبة في مختلف الأنشطة.
فمنذ بداية أغسطس/ آب الجاري، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت خمسة من أبرز قيادات الكتلة الإسلامية في جامعتي النجاح والقدس، حيث اعتقلت الطالبين حمدي حمدان ومهند شحادة في "النجاح"، ومنسق الكتلة السابق أحمد حجة وممثلها الحالي رائد الحلايقة في جامعة القدس، ومنسق الكتلة في الجامعة محمد صبيح.
وعقّبت الكتلة الإسلامية على الاعتقالات الأخيرة، بتأكيد استمرارها في تقديم الخدمة لطلبة الجامعات رغم ما تتعرض له من استهداف ممنهج من الاحتلال.
وأكدت في بيانات لها أن الاعتقالات تهدف للتأثير على دورها البارز في التصدي لمخططات الاحتلال، خاصة وأنها تلعب دورا مهمًا في تحشيد الحركة الطلابية.
وأشارت إلى أن الاحتلال يتعمد اعتقال القيادات والكوادر البارزة في صفوفها في أوقات محددة، من أجل التأثير على قدرتها في النهوض بواقع الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية.
ترهيب الكتلة
منسق الكتلة الإسلامية السابق في جامعة بيرزيت، أكد أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الاعتقالات لثني أبناء الكتلة عن مواصلة عملهم النقابي في خدمة الطلبة.
وأوضح المنسق -رفض الكشف عن اسمه خشية الملاحقة- خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يمارس سياسة اعتقال كوادر الكتلة خاصة الفاعلين منهم منذ سنوات طويلة، للنيل منهم وترهيبهم.
وبيّن أن النهج الذي تقوم به الكتلة في خدمة الطلبة والعمل النقابي يؤرق الاحتلال الذي يخشى خطر تصاعد شعبيتها في الجامعات الفلسطينية، عادًا أن سياسته تندرج ضمن محاولته لـ"وأد عمل الكتلة وكتم الحريات".
ولفت إلى أن ذريعة الاحتلال لاعتقال نشطاء الكتلة هي "المشاركة في أعمال تخريبية"، مطالبا المؤسسات الحقوقية بضرورة التحرك لتعريته وإيضاح الصورة أمام المجتمع الدولي بأن ما يرتكبه من ملاحقة للطلبة هو "مرفوض ومخالف لحقوق الإنسان وحرية التعبير، والأنظمة المعمول بها في العالم".
بدوره، قال مدير المكتب الإعلامي للكتلة الإسلامية في فلسطين سعيد اللقطة: إن الاحتلال يركز على اعتقال طلبة الكتلة منعا لاندلاع أي ثورات في مدن الضفة، وحرمانها من المنافسة الشريفة داخل الجامعات.
وأضاف اللقطة خلال حديثه مع "فلسطين" أن الاحتلال يعلم أن الجامعات محاضن للثورات منذ بدايات الانتفاضة، وطلبة الكتلة محركوها.
وبيّن أن الاحتلال حينما يشعر بأي خطر من الطلاب كونهم وقود أي ثورة وانتفاضة، ينفذ ضربات استباقية لوأد الثورات وأي حراك في الشارع الفلسطيني، مشددا على أنه "لا يفهم إلا لغة القوّة".
وعدّ الاعتقالات في الضفة اعتداء سافرا على الحريات والديمقراطية، وتكبيلا لمستقبل كوادر الكتلة، مشيرا إلى أن الكتلة توجهت لمؤسسات حقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية، وقدمت شكاوى رسمية في انتهاكات الاحتلال ضد كوادرها، رغم أنه يضرب بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية.
الباب الدوار
ولفت اللقطة إلى أن طلبة الكتلة يبقون سنوات طويلة على مقاعد الدراسة بسبب كثرة الاعتقالات سواء من السلطة أو الاحتلال، وذلك ضمن ما تُسمى سياسة "الباب الدوار".
ودعا أجهزة أمن السلطة إلى رفع يدها الغليظة عن المقاومة في الضفة، مطالبا المؤسسات الحقوقية بالضغط على الاحتلال لرفع قبضته الحديدية عن الأطر الطلابية في الجامعات.
كما طالب إدارات الجامعات بضرورة الوقوف بقوة أمام هذه العربدة، واقتحام الاحتلال حرمها واعتقال الطلبة.
إلى ذلك، عدّ النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي، استهداف قوات الاحتلال العمل النقابي في الجامعات الفلسطينية حربا لكي الوعي الطلابي، وإرهاب الطلبة من ممارسة العمل النقابي.
وبيّن القرعاوي في بيان له، أن استمرار الاحتلال باستهداف العمل النقابي الطلابي في الجامعات الفلسطينية خاصة الاعتقالات الأخيرة، يشير وبوضوح إلى حجم الضغط الذي يمارسه على العمل النقابي في الجامعات الفلسطينية.
ولفت إلى أن الاحتلال يمارس إرهابه على طلبة الجامعات بعيدا عن الإعلام أو التدخل من الجهات النقابية أو الحقوقية، مؤكدا أن ممارسات الاحتلال من شأنها تعطيل عمل الجامعات والرسالة التي أوجدت لها، إلى جانب تأخير تخرج هؤلاء الطلاب وتعطيل حياتهم الأكاديمية والمهنية.
وبحسب إحصائيات صادرة عن الكتلة الإسلامية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال 52 ناشطا من نشطائها وكوادرها منذ مطلع العام الجاري، بينهم قيادات بارزة.
وكان لجامعة بيرزيت النصيب الأكبر من تلك الاعتقالات، حيث تم اعتقال 24 طالبا فيها، فيما اعتقل 16 طالبا من جامعة النجاح، والبقية من جامعات أخرى.