مع قرب بدء العام الدراسي واستئناف المسيرة التعليمية بعد نهاء الدراسة خلال العام الماضي في وقت مبكر في إطار الإجراءات الوقائية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تقف مسألة إدماج الطلبة في الدراسة وتعويض ما فاتهم من دروس كتحدٍ كبير أمام المعلمين والأهالي.
وستبدأ الدراسة في المدارس الحكومية ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والخاصة في محافظات قطاع غزة بعد غدٍ السبت، حيث سيخصص الشهر الأول للتعليم الاستدراكي، الذي يُركز على المهارات اللازمة للتعلم اللاحق.
وأكد مدير عام الإرشاد والصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم بغزة خالد أبو فضة، أن الوزارة أطلقت مشروعاً يحمل اسم (العودة الآمنة للمدارس)، وله عدة مكونات، أولها تدريب المعلمين، والأذنة، وأصحاب المقاصف، على كيفية المحافظة على البيئة الصحية للطلبة داخل المدارس، مع مراعاة البروتوكول الصحي المعمول به بالشراكة مع وزارة الصحة.
وقال أبو فضة في حديثه لـ"فلسطين": "سيتم تعقيم جميع المدارس في قطاع غزة قبل وصول الطلبة، بحيث تكون البيئة نظيفة وخالية من كل ما يشكل خطرًا على صحة الطلبة، وتكثيف حملات المتابعة الصحية للمقاصف والمرافق داخل المدارس، وتوفير حقائب صحية للنظافة الشخصية من معقمات ومنظفات".
وأشار إلى أنه سيتم تنفيذ خطة إرشادية متكاملة لعودة آمنة للطلبة، بحيث تكون العودة أقل حدة وأخف على الطلبة من الناحية السلوكية والتربوية، ومعالجة الآثار النفسية.
ولفت أبو فضة النظر إلى أن الوزارة لديها برنامج يخص طلبة الصف الأول، حيث سيكون الأسبوع الأول من الدراسة تمهيديًّا لهم، سيشمل تعريف الطلبة بالمدرسة، وتنفيذ أنشطة ترفيهية متعددة حتى يدخل الطلبة في أجواء المدرسة.
وبيّن أن الصف الثاني حتى الثاني عشر، سيكون لهم برنامج خاص بهم، سيتم فيه مراعاة احتياجاتهم النفسية، وفي حالة كان هناك طلبة بحاجة إلى تدخل نفسي سيتم تنفيذ ذلك، خاصة بعد فترة الانقطاع الطويلة عن الدراسة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
سمير زقوت، الخبير التربوي والنفسي، أكد أن جائحة كورونا أدت إلى بقاء الأطفال مرتبطين بشكل كبير مع ذويهم لفترة طويلة وغير معهودة، وهو ما سيترك عدم رغبة من قبل الطلبة وخاصة في المراحل الأولية في الذهاب إلى المدرسة.
وقال زقوت في حديثه لـ"فلسطين": "عندما سيذهب الطلبة إلى المدرسة وخاصة أولئك المرتبطين بآبائهم بشكل كبير سيصابون بحالة من القلق والتوتر، مع وجود خوف أيضا من قبل أهاليهم عليهم بسبب جائحة كورونا".
وأوضح أن أكثر الطلبة الذين سيجدون صعوبة في التأقلم مع الحياة الدراسية بعد كورونا، هم أصحاب المرحلة الأولى، لكون الكثير منهم لم يذهب إلى الروضة أو يأخذ وقتاً كافياً بها بسبب إجراءات مكافحة كورونا، لذا سيكون إدماجهم في المدارس صعبا.
وعن توصياته لتجاوز الصعوبات أمام الطلبة، أشار الخبير التربوي والنفسي، إلى ضرورة اعتماد المعلمين والمعلمات استقبال الطلاب بشكل مختلف تماماً عن الأعوام السابقة، حيث يكون الشهر الأول عبارة عن برامج ترفيهية، دون دراسة جدية.