بعد أكثر من عشر سنوات، تفاجأ مزارعو بلدة دير بلوط، بإخطارات إسرائيلية تجبرهم على إيقاف العمل واقتراح آلاف أشجار الزيتون التي زرعوها، داخل أراضي البلدة التي صادر الاحتلال 95% من أراضيها وأصبحت خلف جدار العزل الإسرائيلي العنصري.
تلك الأشجار البالغ عددها نحو 3000 شجرة، يهدِّد الاحتلال أصحابها باقتلاعها من المنطقة الغربية لبلدة دير بلوط غربي محافظة سلفيت، وسط الضفة الغربية المحتلة؛ إذ سلَّم أمس 9 إخطارات لعدد من العائلات مفادها وقف العمل في استصلاح أراضيها واقتلاع أشجار الزيتون منها.
وأوضح يحيى مصطفى، رئيس بلدية دير بلوط، أنَّ البلدة تعد من المناطق المحاذية لجدار العزل الإسرائيلي، والتي ابتلع الأراضي الفلسطينية، مؤكداً انه لم يتبقَّ للبلدة سوى 12 ألف دونم بما نسبته 5% من مساحتها، وباقي الأراضي أصبحت خلف الجدار.
ووصف مصطفى لصحيفة "فلسطين"، ما يجري من انتهاكات إسرائيلية وتوزيع للإخطارات على مزارعي البلدة، بـ"الفاجعة"، مشيراً إلى أن الـ3000 شجرة موزَّعة على 150 دونماً زراعياً، يعلم الاحتلال بحالها منذ سنوات، وهي من الأراضي التابعة للبلدة.
وتقع بلدة دير بلوط على بعد 20 كم إلى الغرب من مدينة سلفيت، وتتبع محافظة سلفيت جنوب نابلس، ووفق رئيس البلدية فإنَّ مساحة أراضي البلدة تقلصت منذ عام 1948م من 35 ألف دونم إلى نحو 12 ألفًا في الوقت الحالي، تقع 95% منها تحت سيطرة الاحتلال الفعلية.
وتطلّ البلدة على السهل الساحلي غرباً، فيما كانت أراضيها قبل العام 1948 تمتد حتى منطقة رأس العين، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 5 آلاف نسمة، واستولت مستوطنة "بدوئيل" ومستوطنة "علي زهاف" على آلاف الدونمات فيها.
ويخطر الاحتلال بين الفينة والأخرى أهالي البلدة، بإخطارات هدم ووقف عمل واستصلاح الأراضي، بذريعة البناء غير المرخص لوقوعها في أراضي مصنفة "ج"، والتي تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة وفق اتفاق "أوسلو"، والتي يسعى الاحتلال إلى السيطرة الكاملة من خلالها على أراضي البلدة.
وأشار رئيس البلدية إلى أن البلدة يقع فيها نحو 400 منزل، والمواطنون فيها على استعداد أن يعمّروا فيها ويستصلحوا الأراضي رغم قرارات الاحتلال.
وبين أن البلدية بدأت بجمع الأوراق القانونية التي يمتلكها المزارعون والأهالي لمواجهة قرارات الاحتلال ورفض الإخطارات في محاكم الاحتلال.
ودعا مصطفى المؤسسات الأهلية والحقوقية إلى دعم وإسناد أهالي البلدة، والسعي لتوفير مشاريع إسنادية لهم، تعزز صمودهم في البلدة.
من جانبه، رأى الخبير في شؤون الاستيطان في محافظة سلفيت خالد معالي، أن الاحتلال يتعمّد استهداف محافظة سلفيت وقراها وبلداتها التابعة لها بالمشاريع الاستيطانية والإخطارات الموجهة للأهالي بهدف السيطرة على أراضيهم ومصادرتها، ومنع امتلاك الفلسطينيين للحوض المائي الغربي.
وقال معالي لصحيفة "فلسطين": "بلدة دير بلوط تطل على المدن والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وحاصرها الاحتلال بالمستوطنات"، مشيراً إلى أن سلفيت وقراها تعد المركز الثاني للمشاريع الاستيطانية بعد القدس المحتلة.
وأضاف: "موارد بلدة دير بلوط كبيرة ومتنوعة، وفيها أشجار زيتون معمرة، منها ما يقتلعه الاحتلال ويدمره، أو ينقله لمستوطناته بهدف تزوير تاريخ الأرض الفلسطينية".
وأردف بالقول: "تحتوي البلدة على محاجر للحجر الأبيض والأحمر، وغنية بالمصادر المائية الطبيعية، التي تستمر في فترة الصيف، ومنها سهل دير بلوط الغني بزراعة الفقوس".
من جهتها، دعت صفحة دير بلوط تجمعنا عبر فيسبوك أهالي البلدة إلى ضرورة مواجهة الإخطارات الإسرائيلية بالثبات في الأراضي وعدم التفريط بها.
وقالت الصفحة التي تشهد تفاعلاً كبيراً بين أهالي البلدة: "الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال في إرسال الإخطارات في كثير من القرى، هي سياسة ممنهجة لخلق البلبلة وإبعاد المواطنين عن أراضيهم؛ فسياسة الاحتلال دائماً مبنية على التخويف".
ودعت الصفحة المواطنين إلى "الثبات في أراضيهم وزراعتها، ومد يد العون والمساعدة من كافة أبناء البلدة والصمود في وجه هذا المحتل اللعين"، مشددة على أهمية تقديم الأوراق الثبوتية الخاصة بالأراضي إلى أصحاب الاختصاص.
وفي رد على تلك الدعوات، علّق عدد من المواطنين على ما كتبته الصفحة، فقال المواطن ربيعة الديراوي: "لو البلدية زي هالبلديات بتزفت الشوارع وبتمد مي وبتوسع.. بس الحمد لله هي وقلتها واحد.. دار ابوي صار لهم أربع سنين ساكنين في الدار مش واصلهم مي.. والكهربا أبوي ع حسابو مدها. لو بلدية ع قد حالها زي هالبلديات كان كل واحد ببلش بنى بلحقوه بمي وكهربااا منها بفيدو الناس ومنها بحمو الاراضي .. تحياتي".
وقال مؤيد مصطفى: "هناك أربع شوارع المفروض تتزفت من السنه الماضية وهاي الشوارع كلها تؤدي الى مناطق مهدده بالمصادرة أسالوا بلدية دير بلوط إيش عملت بهاد الموضوع".