أعلنت السلطات اللبنانية أن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في ميناء بيروت منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة انفجرت يوم أمس، مما حمل الخبراء على الدهشة والتحذير.
نترات الأمونيوم، عبارة عن مادة كيميائية صناعية تستخدم في صناعة الأسمدة، وتستخدم كمتفجرات في المحاجر والمناجم، وأعجبت الزمر الإرهابية في اختيارها مكونا أساسيا في تجميع العبوات الناسفة، نظرا لتوفرها بشكل أو آخر في السوق.
وهي شديدة الخطورة لو طالها التلوث، أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن ويمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار قوي.
وقال رونالد الفورد المدير العام لشركة الفورد تكنولوجيز، وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة: "هذا الانفجار يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية، وأقوى من قنبلة تقليدية. ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر التاريخ".
وقال ستيوارت ووكر من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة فلندرز: "اللقطات المصورة للحادث تظهر في البداية دخانا أبيض ورماديا تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل للبني وسحابة فطر بيضاء كبيرة. هذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبني سام وماء".
وأضاف: "لو صنعت متفجرات من نترات الأمونيوم، فلا يجب أن تظهر معك هذه السحابة بنية اللون. ظهورها يعني أن معدل الأوكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثا، ما لم يكن متعمدا".
وقال أندريا سيلا أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "فكرة أن مثل هذه الكمية كانت متروكة دون مراقبة لمدة ست سنوات يصعب تصديقها، كانت عبارة عن قنبلة موقوتة".
ويمكن خلط نترات الأمونيوم، مع مواد أخرى لصنع قنابل وعبوات متفجرة وقد تم استخدامها في تفجيرات الجيش الجمهوري الإيرلندي بلندن في حقبة التسعينات، وتفجير عام 1995 الذي استهدف مبنى اتحاديا في أوكلاهوما سيتي بأمريكا والذي قتل فيه 168 شخصا، وفي تفجيرات عام 2002 في نواد ليلية في بالي بإندونيسيا قتل فيها أكثر من 200 شخص.
كما احتوت الكثير من القنابل البدائية أو يدوية الصنع التي استخدمت ضد القوات الأمريكية في أفغانستان على نترات الأمونيوم.