أدى انفجار مرفأ بيروت الذي هز العاصمة اللبنانية، أمس الثلاثاء، إلى انعدام فرص النجاة في محيطه الذي قُدر بنحو ثلاثة كيلومترات، ليخلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى، فيما لا يوجد رقم رسمي حتى اللحظة عن أعداد المفقودين.
المشاهد الدامية التي لطخت سماء بيروت، في أول يوم عقب انقضاء عيد الأضحى المبارك، كفيلة لأن تبكي الإنسانية جمعاء، وتحديدا اللبنانيين لسنوات طِوال، فمن أمٍ ثكلى إلى طفل مفجوع بأمه إلى ما لا نهاية.
في خضم هذه المشاهد، يظهر مقطع فيديو بثته شبكة “إس في” الإخبارية، عبر حسابها الرسمي في موقع تويتر، يحاول فيه من يُمسك بالكاميرا، تصوير ألسنة اللهب التي غطت سماء المرفأ، معتقدا أن ما حدث انتهى عند ذلك الحد.
لكن ورغم وقوفه على مسافة كان يحسبها أبعد من أن تطاله فيها أدخنة النيران المُتصاعدة، أصبح وفي ثوانٍ معدودة لا يملك فرصة للنجاة بحياته، إذ وبلمح البصر، انفجارٌ يخترق تلك الأدخنة ويلتهم كل شيء أمامه.
الكاتب السوري ماجد خلف، أعاد نشر الفيديو، وأرفقه بتعليق يقول فيه “مات المصور الذي حاول توثيق هذا الفيديو”، لينعاه الآلاف من مستخدمي تويتر، الذين أعادوا بدورهم نشر الفيديو مرفقا بتعليقات تعبر عن الصدمة من هول ما رأوه.
الصحفي السابق في وول ستريت جورنال؛ ولوس انجليس تايمز؛ ونيويورك تايمز، توني راميز، يقول “كنت أتساءل لماذا كان هناك الكثير من مقاطع الفيديو على تويتر للانفجار الكبير قبل حدوثه. كان هناك حريق صغير قريب، كان الناس يصورونه، والذي أثار على ما يبدو حريق نترات الأمونيوم العملاقة”.
حساب آخر باسم البيت الوحشي، أعاد نشر الفيديو، وأرفقه بتعليق يقول فيه، “لم يسبق لي أن رأيت أي شيء مرعب مثل هذا من قبل. كيف نجا أي شخص. هذه معجزة. نحن نعيش في عالم مزعج الآن”.
الانفجار الذي وقع قبيل غروب شمس الثلاثاء في لبنان، أودى حتى اللحظة بحياة 80 شخصا وخلّف أكثر من 4000 جريح، حسب ما بثته الوكالة الوطنية للإعلام، صباح الأربعاء.
وأدى الانفجار إلى حالة من الرعب والخوف، حيث إن الأضرار طالت الكثير من الأبنية في بيروت وضاحيتيها الشرقية والغربية، ليعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، “بيروت مدينة منكوبة”، إضافة إلى إعلان الحداد الوطني لمدة 3 أيام.