لم تسعف الدموع الحاجة نجاح أبو صبيح، وهي تشاهد آلية ضخمة "باقر"، تهدم منزلها في حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، في مشهد اعتاده المقدسيون في السنوات الأخيرة بعد عمليات الهدم المتكررة التي يقرها الاحتلال.
ومساء أول من أمس جاءت جرافة وهدمت منزل عائلة أبو صبيح، على مرأى من أصحابه الذين كانوا يقفون بالقرب منه.
وأثار مشهد الهدم حزن الحاجة نجاح، فبكت بشدة وهي تردد: "إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا يا الله".
وانتشر فيديو أظهر صوتها وهي تردد هذه الكلمات على مواقع التواصل الاجتماعي، فأثار ردود فعل متضامنة معها، ومناوئة للاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته بحق المقدسيين.
وكتب صاحب الحساب "محمد ارزيقات أبو أحمد" على موقع "فيس بوك": "المسلمون في بلادهم غرباء لا حول لهم ولا قوة.. اللهم عليك بالظالمين.. من للمستضعفين يا الله.. تكالبت علينا الأمم يا الله الطف بحالنا وانصرنا وقونا على من ظلمنا وعلى من يخطط ليلا ونهارا لمحاربة أوليائك".
أما عمير أبو مصطفى فكتب معلقًا على مشهد الهدم: "لو عندنا زعامات بتفهم، ثاني يوم لازم يكون عندها دار بس زعاماتنا لإشي وإشي".
أما صاحب حساب "Usama Hila"، فكتب على "فيس بوك": "سوف يأتي اليوم وينطق الحجر من تلك المشاهد الظالمة حسبنا الله ونعم الوكيل".
وكان عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تايه، قال إن العائلة لجأت إلى هدم منزلها المكون من طابق واحد ذاتيًا تفاديًا لدفع بدل أجرة هدم لآليات بلدية الاحتلال، بعد استنفاد كل الطرق القانونية.
وأضاف أن العائلة أفرغت منزلها من مقتنياته استكمالاً لإجراءات الهدم التي بدأت بها قبل نحو أسبوع.
وبحسب معطيات رسمية فإن مساحة بلدة سلوان المهددة بالهدم تمتد على آلاف الدونمات، ويسكنها آلاف المقدسيين وهي تلاصق المسجد الأقصى المبارك الذي يواجه التهويد الإسرائيلي المستمر.
ووفقًا للمعطيات نفسها، فإن الاحتلال صادر 23% من أراضي الحي لمصلحة المستوطنين الذي أنشؤوا 23 بؤرة استيطانية داخل بلدة سلوان، باستخدام أساليب متعددة، منها ما يسمى قانون "أملاك الغائبين"، أو "التسريب" من طريق "ضعاف النفوس"، على مدار سنوات احتلال القدس.