أعلنت مصادر فلسطينية، أول من أمس، إصابة معتقل بفيروس "كورونا" المستجد، في حدثٍ ليس الأول من نوعه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يضاعف المخاوف على حياة الأسرى القابعين خلف قضبان السجون الإسرائيلية.
وتُحذِّر مؤسسات حقوقية من أن استمرار الاحتلال في اعتقال عشرات الفلسطينيين يوميًّا والزج بهم في مراكز التحقيق والسجون قد يفضي إلى تفشي الفيروس في السجون.
وسبق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين أن أعلنت الأحد الماضي إصابة المعتقل نبيل الشرباتي من الخليل، جنوبي الضفة الغربية بفيروس "كورونا"، مبينة أن سلطات الاحتلال أبلغت محامي الهيئة كريم عجوة بإصابة الشرباتي، وهو موجود في عزل سجن "ريمون".
واعتقلت قوات الاحتلال الشرباتي الأسبوع الماضي، وعُقدت له جلسة تمديد توقيف الخميس الماضي، في محكمة "عوفر" العسكرية، ومددت توقيفه سبعة أيام بدعوى استكمال التحقيق.
وذكر رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر، أن الشرباتي لم يدخل السجون، واكتشفت إصابته بالفيروس بعد اعتقاله.
وبين أبو بكر في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أمس، أنه بموجب اتفاق بين الحركة الأسيرة وهيئة الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر وإدارة سجون الاحتلال، فإنه يمنع على الأخيرة الزج بأي معتقل جديد في غرف وأقسام الأسرى إلا بعد التأكد من عدم إصابته بـ"كورونا".
والهدف من ذلك، بحسب أبو بكر، ضمان عدم انتقال الفيروس إلى الأسرى، في ظل سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة السجون بحق الأسرى.
وأشار أيضًا إلى عدة إجراءات شملها الاتفاق، منها وقف تنقلات الأسرى من المحاكم وإليها، وتقليل الاختلاط بين الأسرى وعناصر شرطة الاحتلال وضباط التحقيق لضمان عدم انتقال الفيروس للأسرى.
وأكد أبو بكر ضرورة التزام الاحتلال بالاتفاق، مبينًا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى حدٍ ما راضية عن تصرف إدارة السجون تجاه الأسرى بهذا الشأن، في حين تتابع هيئة شؤون الأسرى الأمر باهتمام بالغ.
وبين أن الهيئة طالبت بأشياء كثيرة للأسرى لوقايتهم من الفيروس، لكن إدارة السجون قدمت أشياء بسيطة شملت المعقمات ومواد تنظيف وكمامات، مشيرًا إلى أن من أهم مطالب الهيئة والأسرى معًا وقف تنقلات الأسرى بين السجون.
وبفعل انتشار الفيروس في مدن الضفة الغربية المحتلة، علقت زيارات الأهالي لأبنائهم، وفق أبو بكر الذي أشار إلى أنه بالنسبة للأسرى المرضى؛ فإن الحاجة الماسة والضرورية للمستشفى هي المعيار الأساس لنقلهم أو عدمه، حفاظًا عليهم من الفيروس.
وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتعافي الأسير الوحيد المصاب بـ"كورونا" داخل السجون، كمال أبو وعر المريض بالسرطان.
من جهته قال الناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر، إن عدم اتباع إدارة السجون إجراءات الوقاية الحقيقية، هو الذي يؤدي إلى ظهور إصابات بفيروس "كورونا" في صفوف الأسرى.
وأضاف الأشقر لـ"فلسطين": "يجب على إدارة السجون عدم الاستهتار بحياة الأسرى، مع ضرورة تزويدهم بجميع وسائل الوقاية من الفيروس".
وأشار إلى مخاوف تهيمن على الجميع من إمكانية انتشار الفيروس بسرعة كبيرة في حال استمرار عدم اتباع إجراءات السلامة المطلوبة في السجون التي تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياة الأسرى.
ونبَّه الأشقر إلى أن سجون الاحتلال المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة الـ48، لا توافر فيها أدنى مقومات الرعاية الصحية.
وذكر أن تفشي فيروس "كورونا" في (إسرائيل) وإصابة ما يزيد على 70 ألف مستوطن بها، يعززان من احتمالية انتقال الفيروس إلى السجون عاجلاً أم آجلاً، وذلك في حال تعمدت إدارة السجون عدم اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة، مشيرًا إلى أن إصابة عدد من الأسرى بالفيروس ليس سوى مؤشر على وصول الفيروس إلى سجون الاحتلال التي يقبع خلف قضبانها قرابة 5 آلاف أسير.