الكبد هو أكبر غدة في جسم الإنسان، وهو يساعد على هضم الطعام وتخزين الطاقة وإزالة السموم، وقد يصاب بالالتهاب، فما أسباب التهاب الكبد؟ وما أنواعه؟ وما أعراضه؟ وما العلاجات؟ الأجوبة في هذ التقرير الشامل.
ووفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، تسبب الفيروسات معظم حالات التهاب الكبد، كما يمكن أن يحدث التهاب الكبد نتيجة تعاطي المخدرات أو الخمر، وأيضا قد يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة بالخطأ الخلايا السليمة في الكبد.
وتضيف المكتبة الوطنية أنه قد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد من أعراض، في حين قد تظهر أعراض لدى الآخرين، مثل:
فقدان الشهية
تقيؤ
غثيان
إسهال
بول داكن
آلام في المعدة
اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)
وبعض أشكال التهاب الكبد تكون خفيفة، وبعضها الآخر يمكن أن يكون خطيرا، وقد يؤدي إلى ندوب في الكبد تؤدي إلى تليف الكبد، كما قد تلعب بعض أنواع التهاب الكبد دورا في تطور سرطان الكبد.
في بعض الأحيان يختفي التهاب الكبد من تلقاء نفسه. إذا لم يحدث ذلك فيمكن علاجه بالأدوية. في بعض الأحيان يستمر التهاب الكبد مدى الحياة.
والتالي معلومات مفصلة عن كل نوع من أنواع التهاب الكبد من منظمة الصحة العالمية:
التهاب الكبد إيه A
يسببه فيروس التهاب الكبد إيه الذي ينتشر في المقام الأول عندما يتناول شخص غير مصاب بعدواه (وغير مطعم ضده) أغذية أو مياه ملوثة ببراز شخص مصاب بعدوى المرض. ومن العوامل التي يرتبط بها تلوث المياه والطعام، وقصور خدمات الإصحاح (خدمات الصرف الصحي والنظافة العامة) وتدني مستوى النظافة العامة الشخصية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه بخلاف التهاب الكبد بي B والتهاب الكبد سي C، فإن عدوى التهاب الكبد إيه لا تسبب مرض الكبد المزمن ونادرا ما تكون قاتلة، غير أنها يمكن أن تسبب الإصابة بالوهن والتهاب الكبد الخاطف (العجز الكبدي الحاد) الذي غالبا ما يكون مميتا.
وفي المجمل، تشير تقديرات المنظمة إلى أن التهاب الكبد إيه تسبب عام 2016 في نحو 7134 حالة وفاة على مستوى العالم (شكلت 0.5% من مجموع الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي).
من طرق الوقاية من المرض تحسين خدمات الإصحاح والسلامة الغذائية، واتباع ممارسات النظافة العامة الشخصية، من قبيل الانتظام في غسل اليدين قبل الوجبات وبعد دخول الحمام، والتطعيم لفيروس التهاب الكبد إيه، إذ يتوفر على الصعيد العالمي العديد من لقاحات التهاب الكبد إيه.
التهاب الكبد بي B
يسببه فيروس التهاب الكبد بي، ويمكن أن يسبب أمراضا حادة ومزمنة على حد سواء. وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويمثل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية رئيسية، ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة ويزيد خطر تعرض الناس للوفاة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد.
وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2015 إلى إصابة 257 مليون شخص بالعدوى بالتهاب الكبد بي المزمن.
وسبب التهاب الكبد بي في عام 2015 حسب التقديرات 887 ألف حالة وفاة نجم معظمها عن تليف الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
ويمكن الوقاية من التهاب الكبد بي عن طريق لقاحات مأمونة ومتوفرة وناجعة بنسبة 98% إلى 100%. وتحول الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد بي دون الإصابة بمضاعفات المرض التي تشمل الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الكبد.
ويمكن أن يبقى فيروس التهاب الكبد بي على قيد الحياة خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل. وقد يظل خلال هذه الفترة يسبب العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح. وفترة حضانة فيروس التهاب الكبد بي هي 75 يوما في المتوسط لكنها قد تتراوح بين 30 يوما و180 يوما.
وقد يسبب فيروس التهاب الكبد بي الإصابة بعدوى كبدية مزمنة يمكن أن تتحول لاحقا إلى تليف الكبد (تندب الكبد) أو إلى سرطان الكبد.
لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد بي الحاد، ولذلك تهدف الرعاية إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن غذائي مناسب، بما يشمل التعويض عن السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال. والجانب الأهم هو تحاشي إعطاء أدوية بلا داع. ولا ينبغي إعطاء المرضى الدواء المركب أسيتامينوفين/باراسيتامول وأدوية مضادة للقيء.
ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد بي المزمن بالأدوية، بما فيها الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ تفاقم تليف الكبد ويحد من معدلات الإصابة بسرطان الكبد ويعزز بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل.
ويعد اللقاح المضاد لالتهاب الكبد بي الركيزة الأساسية للوقاية من هذا المرض.
التهاب الكبد سي C
يسببه فيروس التهاب الكبد سي، ويمكن أن يؤدي لالتهاب كبد حاد ومزمن على حد سواء، يتراوح في الوخامة بين المرض الخفيف الذي يستمر أسابيع قليلة إلى المرض الخطير طيلة العمر. والتهاب الكبد سي سبب رئيسي في الإصابة بسرطان الكبد، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وفيروس التهاب الكبد سي فيروس منقول بالدم، وطرق العدوى الأكثر شيوعا تحدث عبر التعرض لكميات صغيرة من الدم. وقد تحدث الإصابة به من خلال تعاطي المخدرات بالحقن، وممارسات الحقن غير المأمونة، والرعاية الصحية غير المأمونة، ونقل الدم ومنتجات الدم دون فحص، والممارسات الجنسية التي تقود إلى التعرض للدم.
على مستوى العالم، يتعايش ما يقدر بنحو 71 مليون شخص مع عدوى التهاب الكبد سي المزمنة. وتتطور حالة عدد كبير من الأشخاص المصابين بعدوى مزمنة ليصابوا بتشمع الكبد أو سرطان الكبد.
وأشارت تقديرات المنظمة في عام 2016 إلى أن حوالي 399 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب التهاب الكبد سي، حيث نجم معظم هذه الوفيات عن تشمع الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
ومن الممكن أن تشفي الأدوية المضادة للفيروسات أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد سي، مما يحد بالتالي من مخاطر الوفاة بسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد.
ولا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد سي، من ثم تعتمد الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد سي على الحد من مخاطر التعرض للفيروس في أماكن الرعاية الصحية وفي صفوف الفئات السكانية المعرضين لمخاطر أكبر، مثل متعاطي المخدرات بالحقن.
التهاب الكبد دي D
يسببه فيروس التهاب الكبد دي، وهو فيروس يستلزم وجوده وجود فيروس التهاب الكبد بي، ولا تحدث العدوى بفيروس التهاب الكبد دي إلا بطريقة متزامنة أو بوصفها عدوى إضافية إلى جانب فيروس التهاب الكبد بي، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى.
هناك ما لا يقل عن 5% من المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد بي المزمن هم من المصابين أيضا بعدوى فيروس التهاب الكبد دي المصاحبة لهذه العدوى، مما يسفر عن إصابة عدد يتراوح مجموعه بين 15 و20 مليون شخص بفيروس التهاب الكبد دي في جميع أنحاء العالم.
ويمكن الوقاية من الإصابة بعدوى التهاب الكبد دي عن طريق التطعيم المضاد لالتهاب الكبد بي.
التهاب الكبد إي E
يسببه فيروس التهاب الكبد إي، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى حدوث نحو 20 مليون حالة عدوى بفيروس التهاب الكبد إي سنويا في أنحاء العالم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بما يقدر بنحو 3.3 ملايين حالة مصحوبة بأعراض لالتهاب الكبد إي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن التهاب الكبد إي تسبب في حوالي 44 ألف حالة وفاة في عام 2015 (شكلت 3.3% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي).
وينقل الفيروس عن طريق البراز من خلال شرب المياه الملوثة في المقام الأول. ويطرح الفيروس في براز الأشخاص المصابين بعدواه. وعادة ما تشفى العدوى به من دون علاج وتنحل ذاتيا في غضون مدة تتراوح بين أسبوعين و٦ أسابيع. ويصاب الأفراد أحيانا بنوع خطير من المرض يعرف باسم التهاب الكبد الخاطف (فشل الكبد الحاد) الذي يمكن أن يودي بحياة نسبة من المصابين به.
ويمكن في حالات نادرة أن يكون التهاب الكبد الحاد إي وخيما وأن يسبب التهاب الكبد الخاطف (فشل الكبد الحاد)؛ ويكون المرضى المصابون به عرضة للموت.
ولا يوجد علاج محدد قادر على تغيير مسار التهاب الكبد إي الحاد. وبالنظر إلى أن المصاب بالتهاب الكبد إي يشفى في العادة ذاتيا من دون علاج فإن إدخاله إلى المستشفى لا داعي له بوجه عام. غير أنه يلزم إدخال المصابين بالتهاب الكبد الخاطف إلى المستشفى، كما ينبغي أن ينظر في إدخال من يصبن من الحوامل بعدواه المصحوبة بأعراض إلى المستشفى.
التهاب الكبد المناعي الذاتي Autoimmune hepatitis
التهاب الكبد المناعي الذاتي هو سبب نادر لالتهاب الكبد على المدى الطويل حيث يهاجم الجهاز المناعي الكبد ويضر به، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة United Kingdom National Health Service.
وليس من الواضح ما الذي يسبب التهاب الكبد المناعي الذاتي وليس من المعروف ما إذا كان يمكن فعل أي شيء لمنعه. ومع استمرار الالتهاب يمكن أن يتضرر الكبد لدرجة أنه يتوقف عن العمل بشكل صحيح.
ويتضمن علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي أدوية تثبط جهاز المناعة وتقلل الالتهاب.