ينشط نزار بنات في انتقاد وفضح فساد السلطة الفلسطينية، وكان ذلك سببًا كافيًا لجعله ملاحقًا من أجهزتها الأمنية، كما يقول.
والناشط بنات من سكان دورا الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، يعمل في مجال النجارة منذ سنوات طويلة وهو مصمم ديكورات.
وفي هذه الأيام لا يقيم بنات في بيته إثر ملاحقته من أجهزة أمن السلطة التي اقتحمت بيته ولم تجده.
وقال لـ"فلسطين"، "منذ فترة أنشط في انتقاد السلطة وفسادها ومعارضتها سياسيًا واعتدتُ في الفترات السابقة على الاعتقالات من قِبل أمن السلطة في الضفة الغربية، كلما تثار قضية معينة لدى الرأي العام".
وذكر انه بعد اعتقال عدد من النشطاء في الضفة الغربية، شعر أن أمن السلطة سيأتي ويعتقله، "ولذلك غادرت البيت قبل أيام تحسبًا لأي اشتباك معهم وأنا في المنزل، فلا أحد يتحمل أن ينكسر أمام أطفاله وأهله"، وفق تعبيره.
كانت مجموعة من النشطاء القائمين على حراك "طفح الكيل" دعوا إلى تظاهرة عند دوار المنارة، في مدينة رام الله، لكن أمن السلطة باغتهم قبل تنظيم الفعالية واعتقلهم وزج بهم في سجونه.
وذكر بنات أنه فضل مغادرة بيته، مؤخرًا، حتى لا يعتقله أمن السلطة أمام عائلته وأبنائه، وكان في مكان قريب من البيت ينتظر اتصال منهم "حتى أذهب إلى المكان الذي يريدوني فيه".
لكن أمن السلطة جاء واقتحم بيته في منتصف الليل، وعلى إثر ذلك قرر بنات أن يفتح "معركة" جديدة ضد السلطة وأمنها.
ولجأ إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للحديث في سلسلة فيديوهات عن الفساد بالسلطة الفلسطينية والأشخاص القائمين عليها.
وذكر أن القائمين على حراك "طفح الكيل"، لديهم اطلاع على قضايا فساد في قطاع الاتصالات وغيره من الملفات والقضايا بالسلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن هناك فسادا قانونيا، وفسادا أيضًا في طريقة اختيار الأشخاص القائمين على المنظومة القانونية في السلطة الفلسطينية.
ويرى أن أهم مطلب يلزم تحقيقه للقضاء على الفساد، حرية الحصول على المعلومات، وهذا الأمر لم تسمح به السلطة بعد.
وتابع: "يجب أن يكون قلب الإنسان قويًا وغير عاطفي، وأخوض معركتي حاليًا وما يهمني النجاح في هذه المعركة".
ويقول إن رسالته من خلال موقع "فيس بوك": "أن السلطة كاذبة وفاسدة، لا مشكلة لدي أن أصبح مطاردًا لأمن السلطة، لكن ما يهمني النجاح في معركتي".
وأردف: "مهما جملت وجهها (السلطة) ستبقى حقيقتها من الداخل قبيحة، وقد جاءت لترسيخ فكرة الكيان الطارد، بحيث تساهم في تهجير الفلسطينيين أو إدخالهم في حروب داخلية"، بحسب تقديره.
وقال إن فكره ينسجم ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطيني.
وأشار إلى أنه في مثل هذا التوقيت من كل عام -الفترة التي تسبق الأعياد- يكون عمله بالنجارة في أوجه، ويزداد عمله ويزدهر، متابعًا: "كنت أنتظر هذه الفترة بشغف لأنني أستفيد خلالها كثيرًا، لكن جاءت حملة الاعتقالات السياسية وحالت دون ذلك وحالت أيضًا دون أن أؤمن دخلًا مناسبًا لي ولعائلتي، في ظل الظروف التي نعيشها تزامنًا وجائحة كورونا".
واتهم السلطة بأنها "تعمل وفق منهجية تهدف لتدميري وغيري ماليًا ومحاصرتنا أيضًا".
وكانت السلطة لجأت من خلال أجهزة أمنها إلى إحباط حراك سلمي مضاد للفساد، فاعتقلت عشرات النشطاء وزجت بهم في السجون، مؤخرًا، وما زالت تلاحق آخرين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
وأكد مسؤولون وبرلمانيون وأكاديميون، رفضهم الشديد لانتهاكات أمن السلطة بحق النشطاء، ووقعوا عريضة ضد ما تعرض له النشطاء، وطالبوا بالإفراج عنهم سريعًا، ووقف الاعتقالات السياسية.
وطالبت شخصيات برلمانية في تصريحات لـ"فلسطين"، بمزيد من الحريات والديمقراطية حتى تستطيع السلطة أن تثبت جديتها في معاقبة من يعتدي على المال العام.
وكان عدد نشطاء حراك "طفح الكيل" المعتقلين لدى أمن السلطة، دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقالهم.