على أنقاض مستشفى الوفاء الخيري في حي الشجاعية شرق مدينة غزة نصب المحرر شادي العجلة خيمة لتؤويه وأسرته بعد أن ضاقت به الدنيا وعجز عن إعادة إعمار منزله المدمر خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2014.
لم يترك المحرر العجلة، وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين"، بابًا إلا وطرقه من أجل إعمار منزله، لكن دون جدوى، ما اضطره لنصب الخيمة والمبيت برفقة أسرته المكونة من ثلاثة أفراد على أنقاض مستشفى الوفاء الخيري.
ويلفت العجلة الانتباه إلى أن انتظاره لمولوده الجديد الذي سيطل عليه الشهر القادم، دفعه للخروج أمس، ونصب خيمة للاعتصام على أنقاض المستشفى، لعل أحدا يسمع صوته ويوصله إلى الجهات المعنية لتنهي معاناته المتفاقمة منذ ستة أعوام.
ويقول العجلة، الذي أمضى عامين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لصحيفة "فلسطين": "كنت أسكن في شقة بالطابق السادس بمنزل عائلتي قرب مستشفى الوفاء، لكن جيش الاحتلال خلال عدوانه على القطاع صيف 2014 دمر المنزل وسواه بالأرض، ما اضطرني للبحث عن منزل مستأجر أقيم فيه".
ويشير إلى أنه طوال الأعوام الماضية كان يقيم تارة في منزل عائلته وأخرى في منازل مستأجرة، "لكن ضيق الحال وعدم توافر المال وتراكم الديون عليه، "دفعت صاحب المنزل الذي استأجرته الأشهر الماضية لمطالبتي بمغادرته كي يؤجره لشخص آخر".
ويبين العجلة (38 عامًا) أن الجهات المعنية أعادت إعمار منزل العائلة باستثناء شقته، بحجة عدم توافر الأموال للإعمار، متسائلًا: "متى سيُبنى منزلي؟! وإلى متى سأبقى أنتظر البناء؟!".
وكان العجلة، وفق قوله، قد انتهى من بناء منزله الذي تبلغ مساحته نحو (160) مترًا، وأقام به قبل ثلاثة أيام من عدوان 2014.
ومنذ ذلك العدوان وبعد تدمير مستشفى الوفاء وهدم منزله لم يهتم العجلة لشيء إلا لعلاج ابنه "يزن" الذي أصيب بمرض السرطان، كما يفيد.
ويكمل العجلة بحزن: "لكني فقدت ابني (6 سنوات) بعد أشهر من إصابته بالمرض، وكنت قد اعتقلت عامين لدى الاحتلال على حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، خلال مرافقتي ليزن لتلقي العلاج في مشافي الداخل المحتل".
وبعد أن أنهى العجلة مدة محكوميته عاد إلى القطاع ففوجئ بعدم إعمار منزله وترك أسرته تقيم في المنازل المستأجرة.
وناشد الأسير المحرر كل الوزارات والمؤسسات المعنية الدولية منها والمحلية العمل على إعمار منزله في أقرب وقت ممكن.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة، في 8 يوليو/ تموز 2014، وصف بأنه الأكثر عدوانية وشراسة، وقد استمر (51) يومًا؛ في وقت لا تزال المعاناة الإنسانية مستمرة بسبب الأوضاع التي يصفها أمميون بـ "الكارثية".
ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع (62) مسجدًا بالكامل و(109) مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و(10) مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها (13217) منزلًا، وأصبحوا بلا مأوى.