قائمة الموقع

أشجار الزيتون بالضفة الغربية.. جذور راسخة في الأرض تغيظ الاحتلال

2020-07-25T08:37:00+03:00
فلسطين أون لاين

أصبح التجريف وقلع الأشجار انتهاكات يومية تنفذها قوات الاحتلال في الأراضي المحتلة، وعندما تقلع شجرة تظهر العذابات والدموع معبرة عن حالة المزارع الفلسطيني.

عبد الرحيم زيدان من قرية ديراستيا التابعة لمحافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، ويكنى بـ"أبو عنتر" سالت عبراته من مقلتيه وكل تنهيدة تخرج من جوفه، كأنها لهب يصدر من بركان يحرق القلوب وهو يشاهد جنود الاحتلال يقتلعون 200 شجرة زيتون زرعها بيده.

يقول زيدان (90 عامًا) لـ"فلسطين": "صدمت من هول المنظر الذي شاهدته، وسوف أزرع بدلاً منها مليون شجرة، فهم لا يستطيعون رؤية أشجار الزيتون لأنها أكبر عمرًا وتجذرًا منهم، وهذه الأشجار لها قوة يخشاها الاحتلال، فهي تقاوم كل أشكال التهويد ورأيت حقدهم عليها فهم يهجمون عليها كأنها تشهر سلاحًا عليهم".

وأضاف الحاج أبو عنتر الذي رسمت السنوات تجاعيد على وجهه: "الجرافات اليوم خطفت عمري وجهدي الذي كان في هذه الأرض وبالرغم من تقدم عمري فسوف أعود وأزرعها، لن استسلم حتى ألقى الله أشكو إليه ظلم الاحتلال والمستوطنين، فأكثر من 200 شجرة من الزيتون ذهبت في لحظات، وهم لا يعلمون ماذا تعني لنا شجرة الزيتون هي رمز حياتنا منها نأكل ومن ثمرها نعيش ومن حطبها نتقي برد الشتاء وهي  عنواننا نتوارثه جيلا بعد جيل".

بدوره، يقول رئيس بلدية ديراستيا سعيد زيدان وهو من اقارب الحاج عبدالرحيم زيدان: إن "اقتلاع الاشجار يعني حربا شرسة على كل واحد فينا؛ فالحاج زيدان لا يترك الارض ويمشي يوميا مسافة طويلة حتى يصل اليها، واليوم شاهدته كمن فقد صوابه، فحياته في الارض ومع هذه الاشجار، واقتلاعها كمن اقتلع حياته، وهذا التجريف في ارضنا يهدف إلى توسيع المستوطنات ومنعنا من البقاء في الاراضي التي يقيم عليها المستوطنون وحدات استيطانية، فحتى بعد مصادرة الأرض عيونهم على أراضينا المتبقية وأشجار الزيتون التي يرعاها أصحابها كمن يرعى أولاده، فقطع الشجرة يعني استهداف الحياة".

وفي بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت  كان المشهد أكثر ايلامًا بهدم منازل بحجة أنها في مناطق مصنفة "ج".

ويقول رئيس بلدية قراوة بني حسان تامر ريان: "هدم المنازل خنق الأهالي، فكل أراضي البلدة المحاصرة بالاستيطان في مناطق (ج) ومن يريد أن يبني تكون له الجرافات بالمرصاد، فهذه حرب مسعورة علينا في البلدة، فمن يبني هو المستوطن بينما صاحب الأرض يلاحق، والمجزرة التي جرت لها آثار قهرية علينا كبلدة، فالاحتلال رسالته من الهدم، انه يحظر علينا العيش على أرضنا بسلام، وعلى بعد مئات الأمتار لا تتوقف الجرافات عن العمل في توسعة المستوطنات".

وفي خلة حسان جنوب قلقيلية وغرب سلفيت، تلوح في الأفق معركة قوية. ويقول المزارع محمد شتات (60 عامًا): "يريدون أن يكونوا في هذه المنطقة حتى تكتمل حلقة الاستيطان في المكان ويكون ربط بين المستوطنات القائمة ونبقى نحن كأننا في جزر متناثرة، فأنا ابن المنطقة أعمل في مزارع الزيتون في التقليم لها وقص اليابس منها، وخلع أشجار الزيتون في خلة حسان هو بمثابة خلع للتواجد فيها، ومنع الحياة فيها مقدمة كي تكون بين ايديهم، فهم كعادتهم يأتون على أشجار الزيتون وبعد ذلك يهجمون لإقامة المستوطنات، فأشجار الزيتون هي العدو الأساس للاحتلال والمستوطنين".

من جهته، قال المزارع محمد شتات وهو أسير محرر أمضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال: "أيقنت منذ زمن أن أشجار الزيتون هدف الاحتلال والمستوطنين، لذا شجعت المزارعين على زراعة أشتال جديدة بين أشجار الزيتون القديمة حتى تكون أجيال الأشجار صامدة وشامخة، وهذا ما حدث، فالأراضي معظمها مزروعة بجيلين من الأشجار قديمة وجديدة، وهذا مثار غضب الاحتلال والمستوطنين، فالأرض الفارغة هي التي تدفع الاحتلال والمستوطنين  للهجوم على الأرض".

ويقول مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ: "الإدارة المدنية التابعة للاحتلال تراقب أي إعمار للأرض من قبل المواطنين الفلسطينيين، وتعتبر زراعة أشجار زيتون جديدة وإقامة أي بناء مهما كان متواضعًا ترسيخا للوجود الفلسطيني، فطائراتهم ترقب أي تغييرات في المنطقة، لذا نشاهد على الأرض ما تقوم به أدوات الاحتلال، من خلع للأشجار وتدمير للمنشآت والسماح لشركات استيطانية بالعمل بحرية في تزوير صفقات بيع مزورة، وهي تعطي الحق في بناء بؤر استيطانية بحجة شراء الأرض من أصحابها".

اخبار ذات صلة