فلسطين أون لاين

تركوا "يامن" على قارعة الطريق

تقرير الناشط "زاهدة".. عاش لحظات اعتقال صعبة من وقائي السلطة أمام طفله

...
الناشط صهيب زاهدة
غزة- محمد أبو شحمة

كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف ظهراً، حين نزل الناشط صهيب زاهدة منسق الحراك العمالي الفلسطيني من بيته في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية برفقة ابنه يامن (3 سنوات) لشراء بعض الشوكولاتة والعصائر من السوبر ماركت، ليتفاجأ بمهاجمة قوة من الأمن الوقائي له وضربه.

في تلك اللحظات المرعبة تشبث زاهدة  بطفله يامن الذي لم يتوقف عن الصراخ خوفاً من مشهد الرعب الذي وقع أمامه، حينما هاجم 7 مسلحين والده ويشهرون في وجهه السلاح ويصرخون في أعلى صوتهم عليه.

ولم يتراجع ضباط الأمن الوقائي عن مهاجمة زاهدة رغم بكاء ابنه واستجدائه لهم بترك والده، حيث قاموا بسحبه هو وابنه الطفل الذي رفض تركه إلى داخل سيارة الجهاز التي كانت مركونة بجانب السوبر ماركت بقوة.

داخل السيارة كما يروي زاهدة الذي تم إطلاق سراحه، أمس، لـ"فلسطين": "لم يتوقف أيضا يامن الطفل الصغير عن البكاء كيف لا وهو رهن الاعتقال برفقة والده الذي كبّل الضباط وعناصر الأمن الوقائي والده مع استمرار الصراخ عليه ووضع السلاح قرب رأسه".

في هذه الأثناء، رفض زاهدة ترك ابنه في الشارع وأصر على اصطحابه إلى مقر جهاز الأمن الوقائي، وفعل ما أراد، ولكن بعد أقل من ساعة أخذ الضابط ابنه منه بالقوة وتركه في الشارع وحيداً.

بعدما أخذ الوقائي ليامن ضاقت الدنيا على زاهدة كونه لا يعلم أين ذهب عناصر الجهاز الأمني -سيئ السمعة- بابنه، كونهم صادروا جهازه الخلوي، ورفضوا أن يوصله إلى البيت برفقتهم.

خمس ساعات متواصلة هي التي تم فيها ترك زاهدة داخل زنزانة في أحد سجون الوقائي بمدينة الخليل، دون أن يأتي له أحد يخبره عن مصير ابنه الصغير الذي لا يعرف عنوان بيته أو كيف يتواصل مع والدته.

داخل الزنزانة ارتفع صوت زاهدة لمطالبة عناصر الوقائي بإبلاغه بمصير ابنه، ولكنهم رفضوا إخباره بذلك، في حين أن ابنه تم تركه وحيداً في الشارع من عناصر الوقائي، حتى تم التعرف عليه من قبل أحد الجيران، الذي قام بدوره بإيصاله إلى منزل أمه.

وصل يامن خائفاً مرتجفاً إلى بيت أمه التي لم تعلم ماذا أصاب طفلها وزوجها، سيّما أن "يامن" لم يتوقف عن البكاء قرابة ساعة كاملة، حتى علمت الأم أن زوجه تم اعتقاله، ثم إلقاء ابنها في الشارع من جهاز الأمن الوقائي.

بعد تناقل نبأ ترك الوقائي لطفل صغير بالشارع بعد اعتقال والده، عمت حالة من الغضب بين الفلسطينيين بمدن الضفة الغربية، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن ترك الطفل، وعدم تسليمه إلى أهله، وفق ما رصدت "فلسطين".

لم تستجب السلطة وأجهزتها الأمنية لضغط الشارع، أو تنشر أي تعقيب حول طريقة اعتقال زاهدة، وترك طفله في الشارع دون إيصاله إلى منزل عائلته.

وبالعودة إلى زاهدة الذي أفرج عنه، فقد خضع لتحقيق لمدة يومين بتهمة مشاركته في حراك "طفح الكيل" بمدينة الخليل.