تصريحات إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أول من أمس التي كشف فيها النقاب عن أن الحركتين «فتح وحماس» تجريان اتصالات مباشرة دون وساطات من أحد، من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، لمواجهة التطورات والمستجدات التي تمر بها قضية شعبنا الوطنية، التي هي الأخطر، لعلها بداية تعبيد الطريق نحو المصالحة وإنهاء الانقسام الذي طال أمده، وهو ما استغله الاحتلال ووظفه في تنفيذ مخططاته الاحتلالية.
كما أن إعلان اللواء جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أيضا يصب في هذا الاتجاه، لقوله إنه تم الاتفاق مع حركة حماس على إقامة مهرجان وطني في قطاع غزة الأيام المقبلة، وأنه سيكون محطة تاريخية لتجسيد الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروع الضم وصفقة القرن، مشيرا إلى أنه ستكون للرئيس محمود عباس كلمة خلال هذا المهرجان، يصب هو الآخر في ازدياد التفاؤل لشعبنا، بالسير قدما باتجاه مرحلة جديدة من مراحل الوحدة الوطنية والتصدي الفاعل لمؤامرات التصفية، وهذه الخطوات العملية تضع أيضا حدا لكل المراهنين على تحويل الانقسام إلى انفصال والداعمين له ،ونقصد هنا دولة الاحتلال الإسرائيلي والادارة الامريكية حيث عملتا وتعملان بكل الوسائل من أجل تحويله إلى انفصال، ولكن ارادة شعبنا وارادة الفصيلين وضعتا حدا لذلك، وبرهنتا على أن شعبنا يتوحد مهما بلغت حدة الخلافات أمام المخاطر التي تواجه قضيتنا الوطنية. وتجاهل الاحتلال وادارة الرئيس ترامب بأن الأولوية هي للتفاوض الخارجي المتمثل بالضم وصفقة القرن، وان الخلافات والتناقضات الداخلية يمكن حلها بالحوار والوحدة الميدانية ومن ثم الوحدة السياسية.
لقد تفاءل شعبنا بتصريحات الطرفين لإنهاء الانقسام الأسود وطي صفحته الى الأبد، نظرا لمعرفة الطرفين أن إفشال أي مؤامرات تصفوية تستلزم وحدة وطنية، لأن مثل هذه الوحدة هي القادرة على تحقيق الانتصارات وإلحاق الهزيمة بصفقة القرن وغيرها، كما استطاعت منظمة التحرير من خلال انضواء كل الفصائل في إطارها وفي داخلها هزيمة كل مشاريع التسوية التصفوية التي استهدفت قضية شعبنا الوطنية والمحاولات اليائسة لتحويلها من قضية سياسية الى قضية تحسين ظروف المعيشة وتوطين اللاجئين، والغاء حق العودة الذي أقرته القوانين والقرارات والأعراف الدولية.
فتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني تحت راية وفي إطار منظمة التحرير، ليتسنى مواجهة المؤتمرات التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية، وفي مقدمتها ما تسمى صفقة القرن، التي هي لصالح الاحتلال وعلى حساب حقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
فلتتواصل الخطوات الوحدوية، التي هي ضرورة ملحة، بل حتمية للسير بقضية شعبنا نحو بر الأمان، ولنجعل من صفحة الانقسام السوداء مجرد ذكرى استفدنا منها بأن الانقسام والفرقة ليسا في صالح قضيتنا ولا في صالح شعبنا، بل العكس، في صالح الاحتلال ومخططاته الاستيطانية والتهويد وتمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، لذا يجب الاسراع في انهاء هذا الانقسام وتوحيد الصفوف والجهود وتوحيد كلمتنا لمواجهة الخطر الذي يهدد قضيتنا.