فلسطين أون لاين

مراقبان: عباس يريد إخضاع حماس لبرنامج التسوية

...
مظاهرة احتجاجًا على خصومات رواتب موظفي غزة - أرشيف
غزة - يحيى اليعقوبي

سلسلة إجراءات وضغوطات سياسية واقتصادية، يمارسها رئيس السلطة محمود عباس، على أهالي غزة، بدأت بخصومات رواتب موظفي السلطة، وقطع مئات مخصصات برنامج المساعدات الاجتماعية "الشؤون".

عقوبات وأزمات لا أحد يعلم متى ستنتهي، لكنها دفعت مراقبان لربطها بحراك سياسي إقليمي، يضع في ذات الوقت حركة حماس أمام اختبار صعب (إما أن تكون كنخلة تنصاع أمام الرياح ثم تعود للثبات، أو تتجاوز هذه الموجة السياسية العالية، التي تهدف للي الذراع من خلال الضغط على أهالي القطاع للقبول بمشاريع إقليمية).

تداعيات خطيرة

وقال الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني: إن هناك رزمة عقوبات تسير بشكل تصاعدي ويهدد بها رئيس السلطة محمود عباس، حركة حماس، بدأت بالأزمات السابقة، لافتًا الحديث عن أزمة مقبلة فيما يتعلق برواتب أسر الشهداء والأسرى والجرحى إضافة للتخوف الذي ستقدم عليها السلطة حول المناهج الدراسية.

وأضاف الدجني لصحيفة "فلسطين": إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أونروا، هي الأخرى شرعت أيضًا ضمن ذات السياسة بتحديد المحاور الرئيسة التي سيتم تغييرها بالمنهاج المدرسي للمرحلة الابتدائية كمصطلح "فلسطين، والقدس"، واستبدالهما بكلمات ليس لها أي مدلولات لغوية".

وأكد أن رزمة العقوبات والضغوطات، بهدف دفع الشارع الغزي إما للانفصال أو القبول بخطوات عباس، التي في شكلها الخارجي تذهب باتجاه الوحدة، فيما يدرك عباس ذاته، أن بعض المطالب لن تقبل بها حماس، ما يدفع للمزيد من العقوبات ضد غزة لدفع المواطن الفلسطيني للقبول بالانفصال.

وشدد الدجني على ضرورة وقوف الفصائل صفًا واحدًا، بمستوى خطورة الحدث، متوقعًا، أن يكون هناك العديد من الخطوات في حال مررت الخطوة والمشروع الذي يطرحه عباس وفق الحل الإقليمي.

وتابع: "خطورة الخطوات التصعيدية إن استمرت، ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد بغزة تدريجيًا، إضافة إلى انهيار النسيج الاجتماعي"، واصفًا تلك الخطوات بـ"القاتلة" للشعب الفلسطيني.

إلا أنه ذكر، أنه "لا يمكن أن تتم المصالحة تحت التهديد"، مؤكدًا ضرورة أن تكون المصالحة سلمية لا تؤدي إلى انقسام أكثر، مشيرًا إلى أن ما يجري مرتبط بوعود رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ودعايته الانتخابية.

ورأى الدجني أن ما يجري حاليًا، "ليست لغة حوار وإنما لغة حرب ناعمة، تستخدم بها كافة أدوات القوة، بهدف التأثير المباشر في الشعب الفلسطيني ما يدفعه للتفكير إما بالانفجار أو الهجرة"، داعيًا إلى وحدة موقف جامعي للفصائل والعشائر ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين، لمواجهة المخطط الذي يعصف بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني.

إملاءات مشروطة

من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن خصومات الرواتب والمساعدات الاجتماعية خطوات أولى بمسلسل سيتصاعد يومًا بعد آخر ارتباطًا بموقف حماس ومدى استجابتها للرسالة التي يحملها وفد فتح القادم لغزة.

وقال عوكل، لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام مرحلة من الضغط المتواصل والفعال الذي يستوجب من حماس أن تفكر كثيرًا في كيفية التعامل مع الوضع.. الموضوع ليس معزولًا ومقتصرًا على الحوار والمصالحة، وإنما مرتبط بحراك سياسي على مستوى دولي وإقليمي، ومتعلق أيضًا بمدى جاهزية الوضع الفلسطيني في التعامل مع هذا الحراك".

وفيما يتعلق بمخرجات لقاء حماس بالفصائل، أمس، بغزة والاتفاق فيما بينها أن يكون الحوار وطنيًا وشاملًا مع وفد حركة فتح الذي سيزور غزة قريبًا، ذكر "أن وجود الفصائل لن يغير الوضع شيئًا، لأن الفلسطينيين وصلوا لمرحلة لم يعد فيها هناك مجالًا للحوار، وإنما هناك رسالة تحمل إملاءات والمطلوب أن تجيب بالموافقة أم لا".

والمهم في الأمر، والكلام لعوكل، أن توافق حماس على الرسالة وليس باقي الفصائل، مبينًا أن "حركة حماس الآن تشكل عقبة بالنسبة للحراك الإقليمي، بموقفها الرافض للاعتراف بالاحتلال، وبرنامج منظمة التحرير".

وتتركز الشروط التي يحملها وفد فتح، تسليم حماس لكافة الوزارات والمعابر، وإلغاء اللجنة الإدارية، والتراجع عن قرارات المجلس التشريعي التي اتخذت بشكل منفصل عن السلطة، والقبول بحكومة وحدة على أساس برنامج منظمة التحرير، وفق عوكل.

واستبعد عوكل أن توافق حماس على الإملاءات والشروط نفسها، وأن تصبح جزءًا من حراك التسوية العام في المنطقة الذي تنشط لأجله المجموعة العربية، لافتًا إلى أنه ليس هناك مجال ووقت للمناورات وأخذ المزيد من الفرص.

وأشار عوكل إلى أن عباس وفتح بيدهما وسائل أخرى لتشديد الضغط، على حماس وحشرهما بالزاوية حتى تجيب عن السؤال بنعم أو لا.