بحث إعلاميون ومختصون بصناعة الأفلام بلورة رؤية جديدة لنسخة ثانية من مهرجان العودة الدولي للأفلام، وذلك في إطار الجهود المبذولة لدعم وتشجيع صناعة الأفلام لخدمة وتعزيز الرواية الوطنية في مواجهة أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي.
وأوصوا خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمقره في مدينة غزة، وأدارتها الصحفية شيماء مرزوق، بفتح المجال أمام تناول مختلف القضايا ذات العلاقة بثوابت القضية الفلسطينية، وكذلك أمام تناول قضايا اجتماعية وثقافية تعكس قيم وأصالة الشعب الفلسطيني وتجذره في أرضه.
وقال مدير المنتدى محمد ياسين: "نسعى من خلال مهرجان العودة لتعزيز وتشجيع صناعة الأفلام لخدمة القضية الفلسطينية، لاسيما أن الأفلام تمثل لغة عصرية تخاطب المجتمع الدولي"، لافتاً إلى السعي لتعزيز البُعد الدولي للمهرجان من خلال فتح الآفاق أمام التعاون مع المهتمين بصناعة الأفلام، مؤكداً أن الطموح قائم لتعزيز قدرة صناع الأفلام للوصول بهم لمستوى متقدم من الاحترافية.
بدوره، بين رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان العودة، إبراهيم مسلم، أن اسم المهرجان لا يعني اقتصاره على قضية العودة فقط، وقال: "التركيز على مسيرات العودة خلال النسخة الأولى من المهرجان مرده أن المسيرات شكلت الحدث الوطني الأبرز لمواجهة الاحتلال حينها، فضلاً عما تمثله العودة من رمزية تلخص حكاية الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى الاستفادة من تجربة النسخة الأولى من المهرجان ومراكمة الانجاز على هذا الصعيد.
من جانبه، تطرق صانع الأفلام، المخرج محمد الصواف، لغياب الحرفية في صناعة الأفلام المحلية، عازياً لذلك لنقص الخبرة ومحدودية الإمكانيات، داعياً لضرورة العمل على تأهيل وتدريب الراغبين بالانخراط في مجال صناعة الأفلام من خلال ورش عمل حول كتابة السيناريو وسرد القصة بشكل بصري، وذلك كمقدمة هامة تسبق وترافق إطلاق المهرجان.
وأشار المصور محمد محيسن إلى أهمية تنويع قضايا أفلام المهرجان وعدم قصرها على موضوع محدد، بينما أيدت الصحفية ريم جعرور تحديد عناوين لمواضيع الأفلام، مؤكدة ضرورة استخلاص جوانب الاستفادة من التجربة الأولى للمهرجان والبناء عليها.
وأكد الصحفي سائد رضوان أهمية تقييم تجربة المهرجان بدورته الأولى وتعزيز المشاركة الدولية فيه، حاثاً على استثمار الجاليات الفلسطينية في هذا المجال، وربط مراحل المهرجان بمناسبات وطنية، وكذلك فتح المجال أمام مشاركة من سجلوا بالمهرجان بدورته الأولى في بلورة رؤية الدورة الثانية.
ودعا الصحفي أحمد الكومي لضرورة نقل تركيز المهرجان إلى الضفة الغربية باعتبارها موضع الحدث الأهم، مشيراً بذلك لخطة الضم الإسرائيلي الرامية لنهب الأرض الفلسطينية، مؤكداً ضرورة تسليط الضوء على المخيمات واللاجئين الفلسطينيين.
وفي ختام الورشة، أوصى المتحدثون بضرورة مراعاة واقع صناعة الأفلام في الأراضي الفلسطينية بالنظر لمحدودية الإمكانيات، مطالبين بتشجيع الأفلام القصيرة وأفلام الموبايل، وفتح الآفاق أمام الأفكار الإبداعية التي تعكس حياة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين على ضرورة عرض الأفلام واختيار أفلام للنقد والدراسة، والتركيز على استهداف الوصول للمنصات العالمية ومخاطبة الآخر، فضلاً عن ضرورة الاستفادة من المهرجانات العالمية.
جدير بالذكر أن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أطلق مهرجان العودة الدولي للأفلام بنسخته الأولى منتصف أغسطس عام 2019، وتوجه باحتفال كبير في القاعة الملكية بمنتجع الشاليهات بمدينة غزة مطلع يناير 2020 ووزع خلاله الجوائز على الفائزين بمسابقات المهرجان التي تناولت الأفلام الوثائقية والدرامية والكرتونية وأفلام الموبايل.
يشار أن إطلاق النسخة الثانية من مهرجان العودة الدولي للأفلام يندرج ضمن اهتمامات منتدى الإعلاميين الفلسطينيين خلال الفترة الراهنة، وجاري السعي لتأمين الدعم اللازم لإطلاقها.