فلسطين أون لاين

تقرير سهل البقيعة الخصب.. محط لأطماع الاحتلال بالأغوار

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

تحاول سلطات الاحتلال السيطرة على الجزء المتبقي من سهل البقيعة الخصيب في منطقة الأغوار، إذ تمنع المزارعين الفلسطينيين من الزراعة فيها بينما تسمح للمستوطنين بإنشاء مزارع شاسعة المساحة عليها.

وتصاعدت انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين المقيمين على هذا السهل، بعد إعلان حكومة الاحتلال نوايا ضم الضفة الغربية وخاصة الأغوار.

شبه يومي

رئيس مجلس قروي عاطوف في الأغوار، عبد الله بشارات، قال إن القرية التي تقع في سهل البقيعة ولكونها محاذية للمستوطنات تتعرض لانتهاكات يومية من قوات الاحتلال الإسرائيلي من مصادرة أراضٍ وترحيل سكان وإنذارات بالهدم والإخلاء.

وأضاف بشارات لصحيفة "فلسطين": قريتا عاطوف والراس الأحمر (عدد سكانهما قرابة 1200 نسمة) محاطتان بمناطق تدريبات عسكرية إسرائيلية ومستوطنات، حيث يمنع الاحتلال عنها كل الخدمات الأساسية خاصة المياه فيحرم المواطنين من الاستفادة من أراضيهم.

وتابع: "كل محاولاتنا لتزويد السكان بالمياه يتم وقفها اسرائيلياً ومصادرة آليات حفر الآبار حتى أنهم منعوا السيارات من خارج القرية من تزويدها بالماء، حتى أصبح ثمن الكوب الواحد من الماء قرابة 30 شيكلا".

وأشار بشارات إلى أن ذلك الثمن المرتفع يأتي لقاء المخاطر التي يواجهها من يهربون المياه للقرية من بلدة طمون المجاورة من مصادرة آليات وغرامات باهظة حيث أجبر الاحتلال سكان القرية على توقيع تعهدات خطية بعدم العمل في مجال المياه.

وقال: "شح المياه يصعب على السكان زراعة أراضيهم ورعي مواشيهم لكنهم مصممون على الصمود فيها ومتخوفون من قيام (إسرائيل) بضم أراضيهم لسيادتها الأمر الذي سيزيد حياتهم تعقيداً".

تنوع زراعي

و أفاد منسق مركز العمل التنموي "معاً" في الأغوار حمزة زبيدات، بأن سهل البقيعة واسع المساحة تابع لبلدة طمون في شمال الضفة الغربية (تابعة لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية) وهو منطقة خصبة جداً وفيها تنوع زراعي.

وقال زبيدات لصحيفة "فلسطين": في السبعينيات من القرن الماضي أنشأ الاحتلال على أراضي السهل مستوطنة "بقعوت" فيما جعل من الجزء المتبقي منه "عاطوف والراس الاحمر" مناطق تدريب عسكري ويستهدف المنطقة بالهدم والمصادرة وغيرها من الاجراءات.

وأضاف: "أنشأ الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية "الأقصى" خندقاً  كبيراً وعميقاً يفصل الجزء الغربي من السهل عن جزئه الشرقي والذي يستفيد منه المستوطنون من المشاريع الزراعية وكروم العنب".

وبين أنه على الرغم من أن الجزء الغربي ما زال للفلسطينيين وعليه بوابة إسرائيلية مكتوب عليها لافتة "يمنع دخول الإسرائيليين" إلا أنهم يقتحمونه بشكل يومي ويجرون فيه تدريبات عسكرية بالدبابات مما يدمر المحاصيل الفلسطينية.

وأشار إلى أن ذلك جعل المزارعين الفلسطينيين يحجمون عن زراعة الجزء الأكبر من أراضيهم حيث إن محاولات مؤسسات رسمية وأهلية فلسطينية لحفر آبار في قريتيْ "عاطوف وطمون" فشلت حيث صادر الاحتلال المعدات وردم الآبار.

وأوضح أن بيوت المنطقة (عبارة عن بركسات وخيم) وهي تابعة تاريخياً لطمون، قائلاً: "والآن المنطقة يُحكم الاحتلال السيطرة عليها حيث تقع بين مستوطنة "بقعوت" ومعسكر لجيش الاحتلال وتمنع إقامة بنى تحتية فيها مما اضطر المزارعون للاكتفاء بزراعة محاصيل بعلية "لا تحتاج للمياه".

وأعرب عن اعتقاده بأن السلطة الفلسطينية مقصرة بحق المنطقة حيث إن محاولاتها لإمدادها بالخدمات الأساسية لا ترتقي للمستوى المطلوب لدعم صمود السكان الذين يشترون المياه بأثمان باهظة، لمحاولة ري المزروعات التي هي مصدر دخلهم الوحيد.

واستدرك بالقول: "لكن أهل المنطقة صامدون رغم كل محاولات الاحتلال لتهجيرهم".