قائمة الموقع

لا ترهق طفلك بالطلبات

2020-07-19T11:06:00+03:00

طلب تلو الآخر، صلِّ، لا تفعل، نم، كل، اقفل التلفاز، اترك الجوال، فقبل أن ينفذ الطلب الأول يأتيه الأمر الثاني، الأوامر الكثيرة والطلبات المستمرة التي يلقي الآباء بها إلى أطفالهم يعدها الاختصاصيون من الأخطاء التربوية التي يقع فيها القائمون على الأطفال كالآباء، والأمهات، والمعلمين، والمدربين؛ فما تأثير ذلك على الطفل؟

إرهاق الطفل بالطلبات عند غضب القائمين على تربيته يشعره بالضيق، عندما تُصدر له أوامر دون وعي أو إدراك، فيرهقون بالطلبات وكأنه يراد لهم أن يكونوا "نسخة طبق الأصل منهم"، وأن تُلغى شخصيتهم، ولا تُلبى احتياجاتهم؛ وفقًا لحديث أستاذ علم النفس التربوي د. عيسى المحتسب.

ويوضح المحتسب لصحيفة "فلسطين" أنه بذلك يمحو شخصيته، ويعلمه بطريقة لا إرادية أن يكون تابعًا، ولا يرفض له طلبًا، وفيما بعد لغيره، ويشعر بالدونية والعجز وضعف تقديره لذاته، وقد يسبب له بعض المشكلات النفسية كالخجل، والعزلة، والكذب ... إلخ، ويعجز عن قول كلمة لا (ولكن بأدب)، التي تعد أساس قوة شخصيته.

لذلك، يقول المحتسب: "عليك أنت القائم على الطفل أن تراعي احتياجاته، وتطلب منه ما يلائم مرحلته، ولا ترهقه بطلباتك، وإن كانت؛ فلتكن مصحوبة بكلمات جميلة: حبيبي، ممكن، لو سمحت، بعد إذنك".

توفير الاحتياجات

بدوره يقول الاختصاصي النفسي زهير ملاخة: "منذ اللحظات الأولى لولادة الطفل تبدأ الرعاية الوالدية والاهتمام بالأبناء من توفير احتياجاتهم والقيام بالواجب تجاههم، والعمل على توفير البيئة الأسرية والحاضنة الوالدية المريحة، التي تشبع وتلبي احتياجات الطفل".

ويلفت ملاخة إلى أنه مع تقدم سن الطفل يبدأ الوالدان السعي لأن يكون الأبناء متميزين على المستويين الشخصي أو السلوكي، وهنا تظهر بعض السلوكيات الوالدية غير المتوافقة مع سن الطفل، التي تسبب حزن وخوف وقلق وتوتر الأبناء.

ويبين أن من تلك الأمور زيادة طلبات الوالدين بإشراك الأبناء في مهام المنزل، أو طلب التفوق المدرسي، أو الإلحاح على الابن بتعلم مهارة أو عمل أو الحصول على مستوى تحصيلي معين، منبهًا إلى أنه كي تتسم الأساليب التربوية مع أعمار الأبناء وقدراتهم في إشباع الجانب النفسي بإيجابية يجب توفير الجانب العاطفي والوجداني الحميمي للطفل، بالتقارب والود وحسن الصحبة الوالدية لينعم الطفل بالراحة والاطمئنان دومًا.

ويقول ملاخة لصحيفة "فلسطين": "لا بد من الاطلاع ومعرفة جوانب نمو الطفل لكي نتعامل معها تعاملًا يتفق مع القدرة والنمو البنائي له، وتمييز وتحديد الطلبات الوالدية التي تتفق مع قدرته العقلية والجسدية، وتلبية رغبات الطفل وسلوكه الفطري وإشباعه بتوفير ما يلزم من سلوك ومعاملة أو احتياجات مادية".

ويرى ضرورة تجنب كل الأساليب القسرية من نهر وصراخ وبيئة غير مستقرة وتجاذب بين الوالدين، لكي يشعر الطفل ويحيا بطمأنينة وسعادة وتفاعل نشط إيجابي.

"ومن المهم أن نشير إلى أن أطفالنا يجب أن نغرس فيهم بعض المهارات، ومنها المسؤولية والاهتمام ببيئة المنزل والاهتمام بالتميز الذاتي، وأيضًا المهارات الاجتماعية، وهذا يأتي بفهم الآباء وتوجيه سلوكهم بلباقة وحكمة وصبر وحسن احتواء، ولذلك نجد أنه بدخول الطفل السنة الثالثة من عمره من الممكن طلب بعض الأمور منه وفقًا لقدرته وفهمه، ومن باب التعليم التدريجي مثل توصيل شيء بسيط أو القيام بسلوك معين له علاقه بالنظافة أو مكان الجلوس"، والكلام لملاخة.

ويتابع: "مع بداية السن المدرسية يمكن إشراكه في بعض أعمال البيت البسيطة دون إرهاق أو ضغط أو توبيخ، وفي سن متوسطة يمكن طلب منه أشياء أكبر وهكذا، ومن المهم بالأمر مراعاة الأسلوب وتحقيق البيئة الإيجابية، لأن بديل ذلك مشاعر سلبية تؤثر على نموه العقلي واستقرار انفعالاته وحالته النفسية".

وينصح ملاخة الآباء بمراعاة التفاوت في القدرات والرغبات والإمكانات والميول، مؤكدًا أن الحب العائلي كفيل بتحقيق الإنجاز والتطور في جوانب الطفل، إذا ما تحقق فهم وإدراك طرق وأساليب بعيدة عن بعض المفاهيم الخطأ الضاغطة.

اخبار ذات صلة