طالب حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات، سلطان بن محمد القاسمي، بإرجاع مسجد قرطبة في إسبانيا إلى المسلمين، بالتزامن مع قرار تركيا إعادة متحف "آيا صوفيا" مسجداً للمسلمين.
وقال القاسمي في مقابلة تناولت كتاباً له حول محاكم التفتيش، ونقلها حساب "الشارقة للأخبار"، على موقع تويتر أمس الخميس: "نحن نطالب على الأقل بإرجاع مسجد قرطبة".
وأضاف حاكم إمارة الشارقة: "أنا طالبت وقيل لي إن البلدية أعطته (المسجد) إلى الكنيسية. فقلت أعطى من لا يملك لمن لا يستحق. هذا ملكنا نحن المسلمين".
وتحدث حاكم الشارقة عن حجم التشويه الذي تعرض له الإسلام والمسلمون في محاكم التفتيش، مشيراً إلى أن هذا التشويه في الترجمات القديمة هدفه ثني المسيحيين عن إعلان إسلامهم.
ومسجد قرطبة، الذي بني ووسع على مدى قرنيين من الحكم الأموي للأندلس، أصبح كاتدرائيَّة بعد عودة المدينة إلى الحكم المسيحي عام 1236، حيث حوله الإسبان إلى كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
وشكل مسجد قرطبة نموذجاً لتداخل فن العمارة الإسلامية والمسيحية. وتعتبر كاتدرائية قرطبة، حالياً، واحدة من المعالم الأثرية الأكثر شهرة للعمارة الإسلامية في إسبانيا.
يأتي طلب حاكم إمارة الشارقة بإرجاع مسجد قرطبة للمسلمين بالتزامن مع إعادة تركيا تسمية متحف "آيا صوفيا" مسجداً.
وألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا، الجمعة الماضي، قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 نوفمبر 1934، والقاضي بتحويل "آيا صوفيا" بإسطنبول من مسجد إلى متحف؛ ومن ثم فتح الطريق أمام إعادته مسجداً مجدداً.
ويقع "آيا صوفيا" في منطقة "السلطان أحمد" بمدينة إسطنبول، واستُخدم مسجداً مدة 481 عاماً، وحول إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
وفي مارس 2019، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا تخطط "لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجانياً فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفاً وسيسمى مسجداً".
وشدد على أن مسألة إعادة "آيا صوفيا" مسجداً "مطلب يتطلع إليه شعبنا، والعالم الإسلامي، أي إنه مطلب الجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجداً".