فلسطين أون لاين

الأضحية ثواب للمسلم مرتبط بشروط

...
غزة- مريم الشوبكي

يستعد المسلمون في كل أنحاء العالم لشراء الأضاحي، وذبحها في عيد الأضحى هذا العام، وذلك للتقرب إلى الله والتوسعة على الفقراء والمحتاجين، ونيل الأجر.

لذا لا بد لكل شخص معرفة أن للأضحية شروطا لا يمكن الإخلال بها على الإطلاق، لكى تصح أضحيته، فليس كل بهيمة يمكن أن تذبح.

يعرف أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية د.ماهر الحولي، الأضحية بأنها ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى تقربا لله، وما يدل على مشروعيتها قوله تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِكَ وانْحر" (الكوثر:2) فقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: والنحر: النسك والذبح يوم الأضحى، وعليه جمهور المفسرين.

ويبين الحولي لصحيفة "فلسطين"، أن ما جاء في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: " ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمي ويكبِّر فذبحهما بيده " (أملحين أي: هو الأبيض الذي خالطه سواد).

ويذكر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله عز وجل من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا ".

وكذلك حديث " يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، قالت: يا رسول الله ألنا خاصة آل البيت أو لنا وللمسلمين؟ قال: بل لنا وللمسلمين ".

ويوضح الحولي أن القول الراجح في حكم الأضحية أنها سنة مؤكدة، إلا أنه لا ينبغي للقادر تركها، لما فيها من العبودية لله سبحانه، ولاتفاق أهل العلم على مشروعيتها، ولما فيها من التوسعة على الأهل والعيال والمسلمين، ولما فيها من الفضل والأجر الكبير.

وعن شروط الأضحية، يؤكد أن تكون من بهيمة الأنعام، وخالية من العيوب.

ويشير إلى أن العلماء اختلفوا في أفضل الأضاحي من حيث النوع، والراجح أن أفضلها البدنة، ثم البقرة، ثم الشاة، ثم شرك في بدنة - ناقة أو بقرة -، لما جاء في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم في الجمعة: " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".

ويلفت الحولي إلى أن من مستحبات الأضحية أفضلها، وأسمنها، وأغلاها ثمنا، وأنفسُها عند أهلها، وعلى المضحي أن يتفحص الأضحية.

ويذكر أن ما يجزئ من الضأن ما بلغ ستة أشهر، ومن الماعز ما بلغ سنة، ومن البقر ما بلغ سنتين، ومن الإبل ما بلغ خمس.

المضحي والذبح

وعما يطلب من المضحي عند الذبح، يبين أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله بكلية الدعوة الاسلامية د. عبد الباري خلة أهم الأمور عقد النية والتي محلها القلب، لما في الصحيحين، "إنما الأعمال بالنيات"، وعرض الماء على الأضحية قبل الذبح.

ويوضح خلة لصحيفة "فلسطين" أنه يطلب من الشخص الذي يقوم بالذبح أو المضحي نفسه أن يحد السكين قبل الذبح، وعلى غير مرأى من الحيوان، مع إراحة الحيوان، والإحسان في ذبحه، لما رواه مسلم" إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".

ويلفت إلى أنه يستحب إضجاع الغنم، والبقر في الذبح، أما الإبل: فالسنة أن تنحر قائمة على ثلاث قوائم، معقولة اليسرى لما رواه أبو داود بإسناد صحيح.

ويذكر خلة أنه ينبغي استقبال القبلة عند الذبح، لحديث صحيح فيه، ويقول: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين، اللهم منك ولك عني وعن أولادي وعمن أعول باسم الله، والله أكبر.

ويختم بأن من الأفضل أن يتولى المضحي ذبح أضحيته بنفسه، إن كان يحسن الذبح، وإلا وكل غيره، وشهد الذبح، مؤكدا على البدء بالتسمية والتكبير عند الذبح.