أعلن في الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي عن تعيين افي بلوت، الذي ينتمي للتيار الديني القومي، قائدًا لجيش الاحتلال في الضفة. وينضم بلوت لعدد كبير من أتباع التيار الديني القومي الذين باتوا يشغلون الكثير من المواقع القيادية في الجيش والمخابرات الصهيونية وبشكل يفوق بكثير تمثيل هذا التيار العددية مقارنة بعدد إجمال المستوطنين.
ففي كتابه "الجيش الإلهي" ذكر يجيل ليفي أن 50% من الملتحقين بدورات الضباط هم من التيار الديني القومي، مع العلم أن التيار يمثل فقط 12% من المستوطنين.
ورغم أن التيار الديني القومي في الكيان الصهيوني يمثل 12% من المستوطنين فإن تمثيل اتباعه في الوحدات الخاصة وألوية الصفوة في الجيش يتراوح بين 40% إلى 70% من بين ضباط وجنود هذه الوحدات.
ويشكل المتدينون القوميون في الجيش الصهيوني 70% من وحدة "ماجلان"، أهم الوحدات الخاصة، وأكثر من 50% من الضباط في لواء الصفوة "جفعاتي"، و45% من الضباط والجنود في الوحدة الخاصة في سلاح الجو "شيلداغ"، و43% من الضباط في لواء المشاة "جولاني"، و40% من المظليين.
وشهدت كليات الإعداد العسكرية هي الأخرى ارتفاعًا بنسبة 250% في عدد المنتسبين من اتباع التيار الديني الصهيوني، حيث أنه بعدما كان مجمل عدد هؤلاء عام 1996، أي بعد سنة من مقتل رابين 450 مجندًا فقط، ارتفع عددهم في العقدين الماضيين وتضاعف بنحو 250% ليصل اليوم إلى 1550.
ولقد بات أتباع التيار الديني القومي يشكلون 40% من الذين يتجندون لسلاح الطيران، مع العلم أنه حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي لم يكن هناك أي تمثيل لهم في هذا السلاح تحديدا الذي كان حكرا على العلمانيين وتحديدًا على أبناء الكيبوتسات.
ولعل من أوضح مظاهر تعاظم تمثيل المتدينين في الوحدات المقاتلة في الجيش هو الانقلاب الذي شهدته التركيبة القيادية في وحدة "شيلداغ"، الوحدة المختارة لسلاح الجو الإسرائيلي؛ حيث إن ثلثي قادة الأطقم في هذه الوحدة، الأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، هم من المتدينين.
ويوضح نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان هارئيل أن أتباع التيار الديني الصهيوني يقودون معظم الكتائب والسرايا في ألوية المشاة المختارة، وهي: المظليون و"هناحل" و"جفعاتي" و"جولاني"؛ إلى جانب احتكارهم قيادة وحدات الصفوة بشكل مطلق، وهي "سييرت متكال"، التي تعتبر أهم الوحدات نخبوية في الجيش الإسرائيلي، و"إيجوز" و"شمشون" و"دوخيفات"، فضلًا عن سيطرتهم على الوحدة المختارة للشرطة والمعروفة بـ"يسام".
وقد حصل ثلاثة من أتباع التيار الديني القومي في الكيان الصهيوني على رتبة فريق، من خلال قيادتهم جهازي المخابرات الموساد والشاباك والشرطة، في حين وصل 12 حصلوا إلى رتبة لواء في الجيش وكانوا أعضاء في هيئة الأركان.
ويحمل المؤتمر السنوي لكبار الضباط في الجيش الصهيوني الذي يعقد كل عام، والذي يرأسه رئيس هيئة أركان الجيش، ويلتئم في إحدى القواعد العسكرية وسط إسرائيل، ويحضره جميع الضباط الذين يتقلدون رتبة مقدم فما فوق دلالة واضحة بشأن مدى تغلغل المتدينين في الجيش. فقد كانت الأغلبية الساحقة من الضباط الذين يحضرون المؤتمر من أتباع التيار الديني الصهيوني.
وقد اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق الجنرال شلومو غازيت أن الصور التي بثتها قنوات التلفزة الإسرائيلية لكبار الضباط المتدينين وهم يتحركون في القاعة التي يعقد فيها هذا المؤتمر "معتمرين قبعاتهم الدينية المزركشة" دليلًا على وقوع الجيش الإسرائيلي في قبضة التيار الديني الصهيوني.
كل هذا يحدث في وقت تحرص الجيوش العربية على اعتماد نظام الغربلة والذي يضمن إبعاد المتدينين وذوي التوجهات الدينية ليس فقط عن المواقع القيادية بل ويحرمونهم من الانتساب لكليات الضباط التي تؤهلهم للمواقع القيادية.